الرئيسية / أخبار لبنان /النهار الأنظار إلى السعودية: شد عصب داخلي - اقليمي

جريدة صيدونيانيوز.نت / النهار الأنظار إلى السعودية: شد عصب داخلي - اقليمي

النهار الأنظار إلى السعودية: شد عصب داخلي - اقليمي

 

النهار

سرق توجه كل من رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل الى المملكة العربية السعودية الاضواء من زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في يومها الثالث والاخير او من التطلع الى نتائجها علما ان الواقع المتوتر للكباش السياسي المتصل بعدم الاتفاق على دفع سلسلة الرتب والرواتب قبل التوافق على قانون جديد للضرائب هو نجم الساحة الداخلية منذ ابطال المجلس الدستوري قانون الضرائب. وزيارة كل من جعجع والجميل تكتسب دلالات في توقيت داخلي مهم في ظل عودة الاصطفاف السياسي السابق بين قوى 8 و14 آذار على خلفية الخلاف على التطبيع مع الرئيس السوري بشار الاسد بعدما اتخذ اللقاء الذي عقده وزير الخارجية جبران باسيل مع نظيره السوري وليد المعلم في نيويورك على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة ابعادا تفجيرية للواقع السياسي وربما الحكومي. وفيما ينتظر انعقاد جلسة مجلس الوزراء غدا برئاسة رئيس الجمهورية في قصر بعبدا للبحث في موضوع القانون الجديد للضرائب فان وزراء يستعدون لاثارة موضوع اللقاء اللذي عقده باسيل مع المعلم على قاعدة انه تم من خارج موقف الحكومة ومن خارج التوافق من ضمن التسوية الرئاسية التي اوصلت العماد عون الى الرئاسة الاولى فيما بدا جواب باسيل على الانتقادات الكثيرة التي وجهت اليه في هذا الاطار ضعيفا وغير مقنع بعدما تسبب باذية كبيرة لشريكه السياسي الحالي في السلطة رئيس الحكومة سعد الحريري.

وبالعودة الى اللقاءات في المملكة السعودية فان الانظار توجهت الى المضمون المحتمل وان كان يمكن التكهن به سياسيا على وقع مساعي شد العصب لدى الفريق المناهض لجر لبنان الى المحور الايراني كما توجهت هذه الانظار الى محاولة معرفة ما اذا كانت هذه اللقاءات ستشمل افرقاء اخرين كرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي يحتفظ بصلات طيبة مع المملكة او افرقاء من الطائفة السنية غير الرئيس الحريري. وازاء شد العصب المرتقب فان ثمة علامات استفهام بدأ يطرحها بعض السياسيين لجهة محاولة معرفة اذا كان لقاء باسيل المعلم اطلق شرارة ما استنفرت جهودا لردع محاولة دفع لبنان الى التطبيع مع نظام بشار الاسد او اذا كانت محاولة متقدمة لاعادة توحيد المواقف استعدادا للانتخابات النيابية في الربيع باعتبار ان رأب الصدع يحتاج الى خطوات ووقت طويلين. لكن في الحالين اي التصدي لمحاولة دفع لبنان الى التطبيع مع الاسد او توحيد الصفوف قبل الانتخابات يتوقع الا يبقى من دون صدى بمعنى احتمال تصعيد في المواقف خصوصا ان الردود على لقاء باسيل المعلم شارفت التهديد بانفراط عقد الحكومة ، ولو ان الجميع عاد ليؤكد استقرارها واستمرارها. وهذا يثير تساؤلات حول المظاهر التي سيتخذها التجاذب السياسي في الاسابيع المقبلة.

من جهة اخرى وعلى خط الاشتباك السياسي المتصل بموضوع السلسلة واعاد قانون جديد للضرائب، فان ثمة رأيين مختلفين ازاء النتائج المتوخاة من جلسة الغد: احدهما يجزم باحتمال تأجيل البحث نتيجة عدم التوافق السياسي لجهة دفع السلسلة اولا او الاتفاق على الضرائب اولا . والرأي الاخر يقول ان هناك ضغطا في الشارع لا يسمح بترف الاستمرار في تأجيل البحث او الاتفاق خصوصا ان هناك تجمعات ستحصل على طريق القصر الجمهوري وليس في وسط بيروت فيما يستمر الاضراب يشل قطاعات حيوية في الدولة. لكن يخشى ان الاشتباك السياسي في بداياته على وقع جملة امور وليس فقط موضوع السلسلة مما يجعل المرحلة السياسية المقبلة صعبة خصوصا اذا ما اخذت الحملات الانتخابية في الحسبان ايضا والتجييش القائم بشدة من اجلها.

2017-09-28

دلالات: