الرئيسية / أخبار لبنان /تحقيقيات وتقارير /تسمية كرم بين الهواجس والتطمينات

جريدة صيدونيانيوز.نت / تسمية كرم بين الهواجس والتطمينات

 

Sidonianews.net

---------------------

الجمهورية / عماد مرمل

تركت تسمية رئيس الجمهورية السفير السابق سيمون كرم لترؤس الوفد اللبناني إلى اجتماعات «الميكانيزم» في الناقورة وقعاً ثقيلاً على الساحة السياسية.. فما هو تفسير هذا القرار، وأي دلالات يحملها في هذا الظرف؟

ليس خافياً انّ المناخات التي سبقت خطوة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون كانت توحي بأنّ لبنان يواجه خطر حرب إسرائيلية وشيكة، رجّح البعض أن تبدأ بعد انتهاء زيارة البابا او في أحسن الحالات بعد آخر السنة.

من هنا، أتى توسيع بيكار «الميكانيزم» في هذا التوقيت، عبر تطعيمها بشخصيتين مدنيتين، واحدة لبنانية وأخرى إسرائيلية، لكي يدفع نحو طرح تساؤلات حول المنحى الذي سيتخذه الوضع اللبناني في المرحلة المقبلة.

ومن الواضح أنّ تكليف كرم ترؤس الوفد الممثل للبنان في لجنة «الميكانيزم» قد أفرز في الوسط السياسي اتجاهين متضاربين:

الأول، ومن ضمنه «حزب الله»، يعترض على هذه الخطوة شكلاً ومضموناً، ويضعها في سياق سلسلة التنازلات المجانية والعبثية التي تشجع الاحتلال على طلب مزيد ومزيد بلا أي قعر لمطالبه، والدليل انّ بنيامين نتنياهو سارع إلى اعتبار رفع مستوى التمثيل في التفاوض نوعاً من التمهيد للتعاون الإقتصادي مع لبنان.

وتبعاً للمعترضين، لم يكن يتوجب على السلطة السياسية القبول بضمّ مدني إلى «الميكانيزم» من رتبة سفير سابق، أقلّه قبل أن ينفّذ الكيان الإسرائيلي شيئاً مما التزم به في اتفاق وقف الأعمال العدائية، سواء لجهة الانسحاب من الأجزاء المحتلة في الجنوب او وقف الإعتداءات المتواصلة، او إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين في سجونها.

ليس هذا فقط، بل إنّ تل أبيب تعمّدت غداة الخطوة اللبنانية بضمّ كرم إلى اجتماعات «الميكانيزم»، استئناف التصعيد وشن موجة اعتداءات على عدد من المناطق الجنوبية، وكأنّها تريد إبلاغ المعنيين أنّ التفاوض في شكله الجديد سيتمّ تحت الضربات العسكرية، وأنّ الإيجابية التي عكسها الموقف اللبناني بانتداب مدني إلى العملية التفاوضية لن يقابلها أي تعديل إسرائيلي في إيقاع الهجمات المتنقلة على لبنان.

وبهذا المعنى، فإنّ حصول الاعتداء الإسرائيلي الجديد قبل أن يجف حبر قرار توسيع لجنة «الميكانيزم»، من شأنه أن يعزز منطق رافضي هذا الخيار، وأن يثبت صوابية رأيهم في أنّ كل تنازل إضافي يفتح شهية الإسرائيليين على فرض شروط جديدة من خلال استخدام القوة. وما يزيد هواجس هؤلاء، اختيار السفير كرم تحديداً لترؤس الوفد اللبناني، وهو المعروف برفضه الشديد لخيار المقاومة وخصومته الحادة لـ«حزب الله» منذ ايام «لقاء قرنة شهوان»، ما دفع القريبين من «الحزب» إلى التساؤل عمّا إذا كان كرم يشكّل الشخص المناسب لخوض المبارزة التفاوضية مع الجانب الإسرائيلي.

اما إذا كان التعويل الرسمي اللبناني هو على واشنطن حتى تضغط على القيادة الإسرائيلية، فإنّ المتوجسين يلفتون إلى انّ التجارب أثبتت انّه لا يمكن الإتكال على الطرف الأميركي في هذا المجال، إذ سبق للبنان الرسمي أن اتخذ قراراً بسحب السلاح عبر جلستي الحكومة الشهيرتين في 5 و 7 آب، ثم أقرّ خطة الجيش لحصر هذا السلاح وفق روزنامة محدّدة، وصولًا إلى تكليف كرم التفاوض، من دون الحصول في المقابل على اي ثمن، ومن غير أن يفعل الأميركي شيئاً لمكافأة الدولة، بل ذهب إلى معاقبتها عبر قرار إلغاء زيارة قائد الجيش إلى الولايات المتحدة، بحجة التقصير في معالجة ملف «حزب الله».

على الضفة الأخرى، يلفت مؤيدو اختيار كرم إلى انّ لبنان هو الذي كان في الأساس قد طرح حصر التفاوض ضمن آلية «الميكانيزم»، ولم يمانع في ضمّ مدنيين اليها إذا دعت الحاجة، وبالتالي فإنّ ما جرى ينسجم مع الموقف اللبناني المبدئي وليس تراجعاً عنه.

ويشير أصحاب هذا الرأي، إلى انّ الصلاحيات الممنوحة لكرم مقيّدة بإطار محدّد، وسقف دوره في «الميكانيزم» مرسوم في وضوح، الأمر الذي لا يبرّر، من وجهة نظرهم، المخاوف من التفاوض السياسي، مستشهدين بإعلان كل من رئيسي الجمهورية والحكومة، عن أنّ لبنان ليس في صدد مفاوضات سلام وتطبيع، إضافة إلى تأكيد الرئيس نواف سلام، أنّ نتنياهو ذهب بعيداً في التوصيف الذي اعتمده لخطوة ضمّ ديبلوماسي سابق إلى لجنة «الميكانيزم».

--------------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / تسمية كرم بين الهواجس والتطمينات

 

2025-12-05

دلالات: