الرئيسية / أخبار لبنان /إفتتاحيات الصحف للعام 2025 /النهار: لبنان يتشدد في مطالبة أميركا بدعم الجيش؟ | الكشف عن زيارة البابا تعزيزاً للثقة الخارجية؟ | مجلس الأمن: هل يصدر القرار وفق المشروع الفرنسي؟

جريدة صيدونيانيوز.نت / النهار: لبنان يتشدد في مطالبة أميركا بدعم الجيش؟ | الكشف عن زيارة البابا تعزيزاً للثقة الخارجية؟ | مجلس الأمن: هل يصدر القرار وفق المشروع الفرنسي؟

 

Sidonianews.net

-------------

النهار

 مع أن مجمل المشهد اللبناني يبدو مشدوداً إلى استحقاق التجديد للقوات الدولية الذي يبدو مفصلياً وحاسماً هذه المرة، لم يكن ممكناً تجاهل أهمية "الحدث" الذي كشف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي النقاب عنه من أن البابا لاوون الرابع عشر سيزور لبنان قريباً. وإذ قال الراعي خلال مقابلة تلفزيونية أنّه لم يتم بعد تحديد موعد الزيارة، إلا انّها قريبة وقد تكون قبل كانون الأول، تحدثت تقارير إعلامية عن ترجيح تحديد موعد الزيارة في أواخر تشرين الثاني المقبل. واكتسب الكشف عن هذا التطور دلالات كبيرة وسط التطورات التي يجتازها لبنان، إذ أن البطريرك الراحل فرنسيس الذي كان يرغب في القيام بزيارة لبنان لم يتمكن من ذلك نظراً إلى الاحداث الدراماتيكية التي عصفت بلبنان وحالت مرات دون تثبيت موعد للزيارة. ولذا يكتسب الكشف عن زيارة البطريرك لاوون الرابع عشر شهادة بارزة للغاية لاهتمام البابا الجديد بلبنان كأولوية أساسية، فيما هو يخرج بدأب من إرث أزماته وحروبه ويستعيد سيادته واستقلاله الناجزين. وسيكون لهذا التطور أصداء دافعة بقوة لمسار إعادة الثقة الخارجية بلبنان باعتبار أن زيارة رأس الكنيسة الكاثوليكية للبنان ستشكل قوة دفع جديدة للبنان الرسالة التعددية ووطن التعايش والانفتاح في ظروف انتقالية بالغة الأهمية. 

وبالعودة إلى الأولويات الضاغطة في المشهد اللبناني الراهن، بدا لافتاً أنه في عز الانشداد إلى المعركة الديبلوماسية الجدية والدقيقة التي تحوط باستحقاق التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب، أعلنت قوات "اليونيفل" أمس الأربعاء، أنها اكتشف بالتنسيق مع الجيش اللبناني نفقاً بطول 50 متراً وعدة ذخائر غير منفجرة قرب القصير جنوب لبنان. وقالت اليونيفيل في بيان: "خلال عملية ميدانية مؤخراً في جنوب لبنان، اكتشف جنود حفظ السلام في اليونيفيل، بالتنسيق الوثيق مع الجيش اللبناني، نفقاً يبلغ طوله حوالى 50 متراً وعدداً من الذخائر غير المنفجرة قرب القصير". وأضافت: "وفقاً للقرار 1701، تم تسليم هذه الموجودات إلى الجيش اللبناني". وختمت قائلةً: "تواصل اليونيفيل القيام بالدوريات والمراقبة والعمل مع الجيش اللبناني للمساعدة في إستعادة الاستقرار والأمن إلى منطقة العمليات".

ومع اقتراب تاريخ 25 آب الجاري، موعد بت مجلس الأمن الدولي موقفه من التجديد لليونيفيل، رجحت المعطيات المتوافرة أن القرار النهائي سيصدر وفق المشروع الفرنسي الذي يلحظ التمديد لعام واحد نهائي فقط تنسحب بعده اليونيفيل في غضون ستة اشهر. ويتوقع أن تنجلي صورة التسوية التي ستسبق انعقاد مجلس الأمن الاثنين المقبل للتصويت على التمديد، علماً أن مواقف الدول المؤيدة للتمديد لا تزال تشكل غالبية كبيرة، فيما يرجح أن تنجح المشاورات الكثيفة بين الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا في تمرير تسوية التمديد الأخير لسنة تجنباً لفراغ أمني يحدثه سحب اليونيفيل قبل اتمام انتشار القوات الشرعية اللبنانية وبسط سلطة الدولة اللبنانية على سائر اراضيها.
إلى ذلك، تترقب الساحة المحلية مضمون الجواب الذي سيحمله الأسبوع المقبل الموفدُ الأميركي توم برّاك، مِن اسرائيل على الورقة اللبنانية، وانعكاساته على ملف حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.
وفي هذا السياق، برز موقف لرئيس مجلس النواب نبيه بري لفت فيه إلى "أنه رغم الوساطة الأميركية لتنفيذ اتفاق وقف النار نفاجأ بجهود مضادة تستهدف وجود قوات اليونيفيل ومهمتها في لبنان". وجاء ذلك خلال استقباله عضو مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور ماكوين مولين ووفد نيابي من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، بحضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون. وقد أثار بري خلال اللقاء موضوع التمديد لليونيفل "الموجودة في جنوب لبنان منذ العام 1978 بموجب القرار 425 والتي توسعت ولايتها وزاد عديدها منذ عام 2006 بموجب القرار 1701، والتي لا زالت حتى اللحظة وطوال الاعوام الماضية تصطدم بمواقف العدو الإسرائيلي الرافضة تنفيذ الشرعية الدولية، بل على خلاف ذلك يستمر بشن حروبه وغاراته وخروقاته ليس فقط على منطقة جنوب الليطاني حيث ولاية القرار 1701، إنما على كل لبنان". وأكد أنه "بالرغم من الجهود الدولية المبذولة والوساطة الأميركية على وجه الخصوص لجعل إسرائيل تنصاع للشرعية الدولية ولتنفيذ اتفاق وقف النار وتطبيق القرار 1701 المتوافق عليه في تشرين الثاني 2024، نفاجأ بجهود مضادة من الراعي عينه للقرارين 425 والـ1701 ولاتفاق وقف النار تستهدف وجود قوات الطوارئ ومهمتها، علماً أن الآلية الخماسية التي تحتضن قوات الطوارئ بتركيبتها وجزء أساسي من عملها يرأسها جنرال أميركي وينوب عنه جنرال فرنسي، فكيف لساعي تثبيت وقف النار وإنهاء الحرب أن يستهدف جهوده؟".
وزار الوفد الأميركي قصر بعبدا عصر أمس، حيث ابلغه رئيس الجمهورية جوزف عون أن الجيش اللبناني بحاجة إلى دعم كي يتمكن من القيام بواجبه الوطني عموماً، والانتشار في الجنوب حتى الحدود المعترف بها دولياً والتي يرفض لبنان رفضاً مطلقاً اقتطاع أي جزء منها لأن السيادة اللبنانية يجب أن تكون كاملة غير منتقصة. ولفت إلى أن الدعم المطلوب للجيش يتركز على المعدات والتجهيزات إضافة إلى الدعم المالي لأن الإمكانات المالية للدولة اللبنانية تراجعت في السنوات الأخيرة بسبب تدهور الوضع الاقتصادي، إلا أن هذا التراجع لم يمنع الجيش من القيام بمهامه على مختلف الأراضي اللبنانية لا سيما حماية الحدود ومكافحة التهريب ومواجهة الإرهاب وبسط سلطة الدولة، والسعي قائم لزيادة عديد الجيش في المنطقة الجنوبية ليصل إلى عشرة آلاف. وشدّد على تمسك لبنان بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأماكن التي لا تزال تحتلها ليتمكن الجيش من استكمال انتشاره. وحول الورقة التي قدمها الموفد الأميركي السفير توم برّاك والملاحظات التي وضعها الجانب اللبناني، شدد عون على ضرورة العمل لتحقيق الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس المحتلة ووقف العمليات العسكرية وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين ومساهمة الدول المانحة في إعادة الإعمار ليصار إلى انجاز الورقة بشكل كامل.
كذلك اطّلع الوفد الأميركي من رئيس الحكومة نواف سلام على القرارات التي اتخذتها الحكومة في ما يتعلق بالإصلاحات المؤسساتية والمالية وحصر السلاح بيد الدولة. وأكّد الرئيس سلام "أن زيادة الدعم الدولي للجيش اللبناني، مالاً وعتاداً، تنعكس تعزيزًا للأمن والاستقرار"، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أهمية التجديد لقوات "اليونيفيل" نظرًا لدورها المحوري في ترسيخ الاستقرار ومساندة الجيش في بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي الجنوبية. وكرّر رئيس الحكومة تأكيده على "ضرورة قيام الجانب الأميركي بمسؤوليته في الضغط على إسرائيل لوقف الاعتداءات، والانسحاب من النقاط الخمس، والإفراج عن الأسرى".
ولفت أمس تاكيد وزير الخارجية يوسف رجي، أن "واشنطن تعتبر أن اليونيفيل لم تؤد مهمتها كما يجب، وإسرائيل لا تريد دوراً لها من الأساس، لكن لبنان يواصل اتصالاته للتمديد للقوات الدولية في الجنوب". أما في قضية احتكار القوة، فأكد رجي أن "لا عودة إلى الوراء بشأن قرار حصر السلاح"، مشددًا على أن "هذا القرار تاريخي للحكومة ولا علاقة له لا بالأميركيين ولا بإسرائيل، فهو طلب لبناني ومن اللبنانيين". وكشف أن "الجيش اللبناني سيقدم خطته لحصر السلاح في أيلول وقد يطلب مهلة إضافية لأسبوعين لتقديمها".
وفي سياق ديبلوماسي آخر، بدأ السفير حسام زكي موفد الأمين العام للجامعة العربية زيارة رسمية للبنان تستمر يومين ويلتقي خلالها الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية وقائد الجيش. وتهدف الزيارة إلى تاكيد وقوف الجامعة العربية إلى جانب الدولة اللبنانية في مساعيها لبسط سيطرتها على كامل أراضيها.

------------

جريدة صيدونيانيوز.نت

النهار: لبنان يتشدد في مطالبة أميركا بدعم الجيش؟ |  الكشف عن زيارة البابا تعزيزاً للثقة الخارجية؟ | مجلس الأمن: هل يصدر القرار وفق المشروع الفرنسي؟

2025-08-21

دلالات: