Sidonianews.net
---------------------
برعاية الشاعر هنري زغيب وحضوره ، احتفلت ثانوية السفير بتخريج الدفعة الثامنة 2025 من طلاب الشهادة الثانوية - فوج الضّوء والسّداد بكافة فروعه : العلوم العامّة، علوم الحياة، الاجتماع والاقتصاد، الآداب والإنسانيّات ، والمنهاج الأجنبيّ.
خطيب استثنائيّ على موسم حصاد استثنائيّ حلّ هنري زغيب في ثانوية السفير، قصيدة حبّ تحكي سيرة إبداع شاعر، يحمل وطنه في قلبه ، وينثر عشقه له واعتزازه به على كل من حوله. وبما يليق بشاعر سطّر بقصائده وكتاباته في مجد لبنان حكاية وطن وعراقة تاريخ وقصص حضارات وملاحم بطولة سطّرها أبناؤه ، ومنها كثير مما خص بها الجنوب وأهله ، قدمت "السفير" لهنري زغيب باقات حبها وتقديرها وتكريمها، أرزةً باسمه في جبل المكمل وكتابًا يضم مختارات من شعره وأعماله الأدبية ، ومخطوطة بمطلع قصيدته " قاوم ". وبادل هنري زغيب أسرة " السفير " الحب بمثله ، فرسم بالكلمات لها أجمل الصور، وأروع المعاني، مستحضرًا من جعبة ذاكرته وشعره وإبداعه ما يكنّه لها من تقدير وإعجاب، وما يوصي به خريجي الدفعة، وصايا الأب لأبنائه ، فإذا بطلاب السفير يتسلمون في احتفال تخرجهم برعايته وحضوره شهادتين : شهادة نجاح من مدرسة للعلم وشهادة تقدير من مدرسة في الإبداع وحب الوطن، حين وصفهم بأنهم فوج الضّوء والسّداد، وبأنهم حبات القمح التي أينعت سنابل ، ووصف "السفير" بأنها صورة مشرقة عن لبنان.
حضر الاحتفال الذي أقيم في باحة الثانوية نخبة من الشخصيات الرسمية والاقتصادية والتربوية والاجتماعية ولجنة الأهل في الثانوية وأهالي الخريجين، وكان في استقبالهم مديرها الدكتور سلطان ناصر الدين والهيئتان الإدارية والتعليمة .
فقيه
بعد كلمة من الأستاذ أحمد محمّد ودخول راعي الاحتفال الشاعر هنري زغيب برفقة المدير الدكتور سلطان ناصر الدين والهيئة الإدارية ، ثم موكب أساتذة الصفّ الثاني عشر، فموكب الخريجين ، افتتح الاحتفال بالنّشيد الوطنيّ اللّبنانيّ ونشيد ثانويّة السّفير. ثم كان تقديم من عريفة الاحتفال الدّكتورة رقية فقيه قالت فيه : "على الحدّ الفاصل بين العتمة والنّور، عبرت قوافلنا نحو الأعالي، تابعت المسير، غير آبهة برائحة المدّ الأسود، ولا بالعواصف العاتية. ارتقى شهداء من وطننا الحبيب، ارتقى أستاذنا عدي علي أحمد شهيدًا، وتابعنا بعزم وثبات، وما زادنا العدوان إلّا إصرارًا، ونحن من اعتدنا على تحويل العتمة ضوءًا وهّاجًا، نحن من اعتدنا على فرش الأرض زهرًا فوّاحًا. هنيئًا لنا بكم أيُّها الأحبّة وأنتم تسيرون بضوء وسداد. وأهلًا وسهلاً بكم أهلًا وطلّابًا وضيوفًا وأساتذةً ، أهلاً براعي احتفالِنا، قافيةً تحاكي فكرنا، وقلبًا يؤازرُ صفاءَ قلوبِنا ، أهلاً وسهلاً بنجمٍ أضاءَ سماءَنا، أهلًا بعاشق الأرض والوطن الشّاعر الأديب هنري زغيب" .
تحيّات لراعي الاحتفال
وتلا ذلك عرض فيديو" شاعر الجماليا هنري زغيب" تحية لراعي الاحتفال. وفي تحية ثانية ألقى الأستاذ حسن خازم قصيدة بعنوان " قلب الشّعر" وقال فيها:" خلف الوقت بعد المكان/ برّا حدود الهلّق / وقبل اللي كان/ مدّ الشعر قلبه على قلب الزمان/ طوّع عيونه خيول/ بعمق الوجود تجول/ تسقي المدى أسرار/ تقدح بعتمه نار/ وحرّم عليها تعود/ إلّا ما ترجعلو ومعا/ سرّ الخلود… فكرك عصف أنوار/ عمرك خلود تصوّف ورهبان/ بين الأرز والغار/ ونغمة قوافي / تحرس الأوطان/ انت المقاوم حرفك الأسوار/ انت الملك ، والمملكة لبنان…"
لجنة الأهل
وبعد تحية ثالثة لراعي الاحتفال الشاعر زغيب قدمها الطّالب نُوى علي خليفة ، ألقى كلمة لجنة الأهل، الدّكتور شادي ضاهر فقال: " نأتي هذا العامَ على حصادٍ غيرِ عادي، نتاجُ جهدٍ صارعَ إعصارًا من التحدّياتِ والمصاعبِ ، وامتزجَ بيمٍّ من القلقِ والخوفِ والدّموعِ، وجابَه كمًّا هائلًا من الفقدِ وعدمِ الاستقرار. فمن الشّهيد عديّ علي أحمد إلى شهيدنا الأسمى وهادي روحِنا وجميعِ شهدائِنا الأبرار، ومن فلسطينِنا إلى لبنانِنا، ومعَ كلّ هذا الوجعِ والألمِ ، بزغَ ضوءٌ أنارَ دربَ هذا الجيلِ ، وأعطاه سببًا ليستمرَّ بكفاحِه ومقاومتِه. فما فعلتم وأنجزتم خلالَ الفترةِ الّتي مضَت لا يمكنُ وصفُه بأقلَّ من مقاومةٍ وجهادٍ وصبرٍ واحتساب، في وسطِ ظلمةِ الجَوْرِ والإجرام. بفعل ِسَدادِكم المستقى من عزيمتِكم وإيمانِكم، ومن صبرٍ وعزيمةٍ ومجهودِ القيّمين عليكم في هذا الصرحِ التربويّ الاستثنائي، أنتم هنا اليومَ على هذه المنصّةِ دليلُ نصرٍ وثباتٍ، وعزةٍ وإباءٍ، ووفاءٍ لدماءٍ روت وتروي هذه الأرضَ وانتقامًا لآلامٍ لم ولن تُثنيَنا عن نهجِنا وصراطِنا.أنتم ، فوجُ الضّوء والسّداد، تقمّصتم العبارات بالفعل".
كلمات الخريجين
تلا ذلك عرض فيديو عن الخرّيجين " فوج الضّوء والسّداد " ، ثمّ تحدث باسم الطّلاب سيلينا حسين عواضة باللغة الانكليزية، فيرا ماريا وسام الحايك باللّغة الفرنسيّة ، فاطمة حبيب مروة باللّغة العربيّة ، فاستعرضوا بعضًا من ذكرياتهم في الثانوية ، وما حفل به عامهم الدراسي الاستثنائي من ظروف مؤلمة مرّت على لبنان وجنوبه ، وكيف استطاعوا خلاله أن يحولوا التّحدّيات فرصًا للنّجاح والتّميّز، معبرين عن شكرهم للمدرسة إدارةً ومعلمين ولعائلاتهم وزملائهم، ومتوجهين بتحيّات الحب والتقدير لراعي الاحتفال الشّاعر هنري زغيب . ثمّ كانت كلمة من الطّالبة ميلانا زوبكوفا القادمة من روسيا ( المنهاج الأجنبي ) عبرت فيها عن انطباعها وتجربتها التعلمية الناجحة في ثانوية السفير وماذا تعلمته فيها ومنها. وجرى عرض فيديو مصور للطّالب زاهي حسن عنيسي يحكي فيه تجربته مع أسرة " السفير " وكيف ساعدته على تجاوز طيف " التوحد" . كانت شهادة ثانية من الطّالب مالك علي صعب روى فيها كيف تغلب بدعم ثانوية " السفير" على ما كان يعانيه من صعوبات تعلمية وبلوغ النجاح والتفوق .
تسليم الأمانات
بعد ذلك جرى تسليم الأمانات وتسلّمها بين أوائل الدفعة وبين طلاب الصف الثاني الثانوي :علم لبنان من ملاك علي بركات إلى لميتا علي غدّار، راية السّفير من فادية شادي ضاهر إلى جوليا أحمد إدريس ، " أنا أقرأ " من رنا جبران جمّول إلى زهرة وهبي نحّولي، "التّفكير خارج الصّندوق" من محمّد علي حسين معمّر إلى نور محمّد ملّاح، و"شعلة السفير " من حسن حسين خرّوبي إلى علي وائل داغر .
ناصر الدين
ثمّ ألقى كلمة الثّانويّة ، مديرها الدّكتور سلطان ناصرالدّين فقال: " في الطّبيعة والعلوم والفكر والحياة ثنائيّات متلازمة لا يكتمل أحدها إلّا بالآخر، تشكّل معًا عمادًا لتكامل الظّواهر واتّساق المعنى وفهم الوجود. من هذه الثّنائيّات: اللّيل والنّهار ، الصّوت والصّمت ، السّؤال والجواب ، الحرّيّة والمسؤوليّة ... ومن الثّنائيّات المتلازمة الطّبيعيّة العلميّة الفكريّة الحياتيّة متلازمة الضّوء والسّداد. الضّوء يهدي البصر ، والسّداد يهدي البصيرة. الضّوء رؤية ، والسّداد بوصلة.الضّوء كشف ، والسّداد قصد. الضّوء هديّة ، والسّداد خِيار. في الضّوء نرى ، وفي السّداد نصل . الضّوء من دون سداد إبهار بلا وصول . والسّداد من دون ضوء عزمٌ في عتمة . بالضّوء والسّداد معًا تصبح الخُطى صلاة ، والطّريقُ يقينًا، والنّهايةُ بدايةً أخرى من ضوء وسداد".
وأضاف: "وإنّنا في ثانويّة السّفير، نعمل بأخلاق وعلم وأمان ، نعمل بضوء وسداد ؛ ضوؤنا وسدادُنا في سبيل الإنسان الحرّ الأبيّ ، في سبيل الوطن المِعطاء . وفي احتفال تخريج الفوج الثّامن ، فوج الضّوء والسّداد، نشكر راعي الاحتفال الشّاعر هنري زغيب. هنري زغيب كلّما كتب أضاء وسدّد. هنري زغيب ، قصائدك تسكن لبنانَ الوطن، ويسكنها لبنانُ الوطن ".
وتابع : " وفي احتفال تخريج الفوج الثّامن ، فوج الضّوء والسّداد ، وفي حنايا الضّوء والسّداد نعرضُ خمسة أضواء:
*في فلسفة الطّالب : الطّالب عندنا إنسان عظيم . نرعى كلّ طالب ؛ ولنا الفخر في أن نرعى الموهوبين، وفي أن نرعى ذوي الصّعوبات التّعلّميّة أصحاب الهمم الأبيّة .
*في ثقافة الإنتاج : في ثانويّة السّفير ثقافة للإنتاج . أصدرنا هذا العام بالتّعاون مع دار البنان 21 كتابًا، أصحابُ هذه الكتب طلّاب وأساتذة من ثانويّة السّفير .
* في الخدمة المجتمعيّة : الثّانويّة تقدّم خدمات مجتمعيّة إيمانًا منها بأنّ هذه الخدمات تزرع الألفة والمودّة والخير. وفي الخدمة المجتمعيّة ، نعلن اليوم فتحَ مطبعة خاصّة للمكفوفين وإنتاجَ أوّل كتاب للمكفوفين بلغة " بريل"، الكتاب " ضياء الدّين والقلم السّحريّ".
* في الماستر 7 : نحن نستخدم في مفاهيمنا الأكاديميّة ، ماستر 1 وماستر 2 . نحن اليوم ، وبعد خبرة طويلة ، وبالاستناد إلى أبحاث علميّة وتربويّة وتجارب ميدانيّة ، وانطلاقًا من فكرة أنّ الطّفولة الأولى هي أساس عمليّات النّموّ الكلّيّ للإنسان ، نطلق برنامج ماستر 7 كرمى لقلوب صغارنا وعقولهم . هذا البرنامج يرعاهم حتّى السّابعة من أعمارهم ، ويتضمّن 7 مجالات : الطّلاقة في اللّغة ، الحساب الذّهنيّ ، التّجارب العلميّة، مهارات الحياة ، التّطوّع وحبّ الطّبيعة ، كنز السّؤال ، الخيال الولّاد .
*في حبّ الوطن: تعبيرًا عن حبّنا العميق لهذا اللّبنان العزيز وقّعنا بروتوكول تعاون مع لجنة أصدقاء غابة الأرز في بشرّي ، لزراعة غابة فيها ألف أرزة باسم ثانويّة السّفير ، يتمّ افتتاحها في الخريف المقبل".
وتوجّه إلى الخرّيجين والخرّيجات بالقول: " نحن اليوم نلتقي احتفاءً بكم لا لنودّعكم ، بل لنودع معًا في تربة الحياة زرعًا طيّبًا ، سقيناه بالعلم ورعيناه بالحبّ . فإليكم خمس وصايا : الوقت ثروة ؛ املأوه بالخير والعمل الصّالح . صوتكم قوّة ، وصمتكم قوّة . عيشوا شجعانًا في صوتكم ، حكماء في صمتكم . السّؤال مفتاح المعرفة، والجواب درب الفهم ؛ فاسألوا بشغف ، وأجيبوا بأمانة . الحرّيّة لا تثمر إلّا في تربة المسؤوليّة ؛ فكونوا أحرارًا باختياركم ملتزمين بمسؤوليّتكم . لتكن دروبكم ضوء قيم وسداد عقل ، وامشوا فيها بثقة من دون أن تنحنوا لعواصف التّشويش والتّزييف.أنتم الفوج الثّامن فوج الضّوء والسّداد ، وفي العام القادم فوج الفكر والإبداع . نبارك زرعكم وحصادكم ، طوبى لأهلكم بكم طوبى لنا بكم . دمتم سفراء ضوء وسداد" .
زغيب
بعد ذلك تحدث راعي الاحتفال الشّاعر هنري زغيب فقال: " لو يعرف صديقي الدكتور سلطان أيّ شغف منحني اليوم، أن أقف بين علمين: علم لبنان وعلم ثانوية السفير . منذ أن وصلت إلى ثانوية السفير ، وأنا أسمع من صديقي الدكتور سلطان عن الأقسام والأجنحة وما تقدّمه من فرادات لا أعرفها في غير ثانويات، بدءًا من المركز الذي كنا فيه قبل قليل، والذي كان يخبرني عنه ، أو ممّا سمعناه الآن من الخطباء الأحباب ، عن الذي تقدّمه ثانوية السفير، لدرجة أسأل نفسي: هل أنا في ثانوية السفير أم في ثانويات السفير أم في ثانوية السفراء . أشعر أن الدكتور سلطان ناصر الدين مفرد بصيغة جمع ، وهذه الموهبة لا تعطى إلا للمؤمن بلبنان اللبناني، برسالته في هذه الثانوية . ليتني أستطيع أن أريكم قلبي وليس وجهي لتعرفوا كم قلبي كبير اليوم وأنا أقف بكل انحناء على منبر ثانوية السفير".
وأضاف :" أحبابنا الخريجات والخريجين ، لو تعرفون كم كنت أتمنى أن أكون جالسًا معكم في صفوفكم وأحمل اليوم شهادة من ثانوية السفير . مر في الكلمات سواء عني، أو عن نشاط أو نشاطات ثانوية السفير، كلمة وطن. ثانوية السفير صورة مشرقة عن الوطن. ماذا يعني الوطن ؟ بتقديري أنا ، لبنان ثلاث طبقات : الطبقة العليا هي طبقة الوطن ، ماذا يعني الوطن؟ يعني الثوابت وليس المتغيرات ، يعني الطبيعة ، الآثار ، الحضارة ، العلم ، المبدعين اللبنانيين ، السياحة ، كل الجمالات المادية وغير المادية المجمّعة في لبناننا العظيم . هذا الوطن الذي هو الثوابت . الطبقة الأدنى منها الوسطى، هي طبقة الدولة. ماذا تعني الدولة ؟ تعني مؤسسات معنوية، رئاسة الجمهورية، رئاسة الحكومة، الوزارات ، المؤسسات العامة ... لكن هذه ليس فيها مادة . الطبقة السفلى هي طبقة السلطة . إذا كانت السلطة صالحة تصعد إلى مرتبة الدولة وتنشئ دولة صالحة. وإذا لم تكن السلطة صالحة تصعد إلى الدولة فتفسد الدولة . ولكن لا السلطة ولا الدولة تؤثران على الطبقة العليا التي هي الوطن . بمعنى آخر ، جاء فوج نواب جدد ، استقالت حكومة ، سقطت حكومة ، تغير رئيس جمهورية ... هذه متغيرات ، ولكن كل ذلك لا يؤثر على الوطن الذي يمشي في الزمان . ثانوية السفير صورة عن هذا الوطن . وأنا سعيد جدًّا، إلى جانب فوج الضوء والسداد ، فوج أحبابنا الثامن ، أنه سيكون الفوج المقبل للفكر والإبداع" .
وقال : " في يوم من الأيام كنت جالسًا في مكتبي في نيويورك ، عندما كنت رئيس تحرير جريدة الهدى في نيويورك. يصل صديق إليّ وكان عندي صديق آخر ، تصافحا . قال له: صرلنا كذا سنة ما التقينا والتقينا هون في نيويورك ، يا الله شو العالم صغير . دقّيت على الطاولة ، قلت: أبدًا . قول شو لبنان كبير مش شو العالم صغير . هذه هي عبقرية لبنان.
لذلك عندما كتب عاصي ومنصور الرحباني، قالا : "بمجدك احتميت" . لم يقولا بأرضك ولا بدولتك. بل بمجد لبنان ، من أول التاريخ ولبنان على الصفحة الأولى من كتاب التاريخ . "بمجدك احتميت ، ترابك الجنة، عاسمك غنيت عاسمك رح غني ، واحمل بإيدي كاسك المليان وارفعو لفوق لمطرح اللي بيوقف الزمان واسكر بإسمك مجد يا لبنان" .
وتوجّه إلى المتخرّجين قائلًا:" أحبابنا المتخرجات والمتخرجين ، الليلة تغادرون من باب الثانوية لتدخلوا بوابة الجامعة . أريدكم أن تدخلوها وأنتم حاملون هذا الذخر الكبير من ثانوية السفير ، الذي عرفت عنه كثيرًا هذه الليلة . فليكن اعتزازكم أكبر من طموحكم لأن الاعتزاز يقوّي الطموح . والطموح أحيانًا لا يقوّي الاعتزاز. ابقوا دائمًا رافعين رؤوسكم كما ورد في نشيد الثانوية "زرعنا زرع السفير". وأنتم هذا الزرع الذي أثمر الليلة، والآن سأصافحكم جميعًا وأكبر مع كل مصافحة. لأنه ماذا يعني "زرعنا زرع السفير"، أي أنكم حبوب القمح وكل واحد منكم حبة قمح زرعت في أرض ثانوية السفير والقمحة أنبتت سنابل . هنا عبقرية الإبداع . بالتربية وبالثانوية وبكل أستاذ ومعلمة في ثانوية السفير أنحني أمام هذه الهيئة التعليمية التي أصدرت هذا الفوج الجميل، فوج الضوء والسداد ، لأنه بالنهاية الكتاب يقرأ من عنوانه ".
وعبّر عن اعتزازه بلبنان وبالجنوب وقال : " عندما قال سعيد عقل في إحدى قصائده : " الجنوب اشمخ به " لم يقل: " اعتز" فقط ، بل قال: " اشمخ به رأسًا رضًى ، كان لبنان إذا كان الجنوب " .من هنا أحب كثيرًا هذه الكلمات التي كتبها صديقي الشاعر الجنوبي الكبير جوزيف حرب " وشو ما إجا شعوب وشو ما راح شعوب، كلن رح بيفلو وبيبقى الجنوب " .
وختم قائلًا : " جاء الوقت الآن لكي يفرح أهاليكم بكم وأنتم تتسلمون هذه الشهادة الذهبية ، شهادة ثانوية السفير. قلبي معكم ، فكري معكم ، وكونوا دائمًا سفراء لثانوية السفير حتى يكبر لبنان بكم أكثر. مبروك عليكم والله معكم" .
توزيع الشهادات وتكريم راعي الإحتفال
وفي الختام ، قام الشاعر زغيب بمشاركة المدير ناصر الدين بتوزيع الشّهادات على الخريجين ، كرمت بعدها أسرة " السفير " راعي الاحتفال الشاعر زغيب ، فقدم له الدكتور ناصر الدين ثلاث هدايا عربون حبّ وتقدير:
*الهديّة الأولى :تكريمًا للشّاعر هنري زغيب المحبّ للبنان الأرز، ثانويّة السّفير، وبتاريخ 12 تمّوز 2025 غرست في سفوح جبل المكمل، أرزة هنري زغيب .
*الهديّة الثّانية : إصدار كتاب " الجماليا"، ويتضمن ومضات من كتابات الشاعر زغيب وأقواله وأفكاره اختارها الدكتور ناصرالدّين، وقدمته السفير هديّة لطلاب الفوج الثّامن ولأسرة المدرسة.
* الهديّة الثّالثة : مخطوطة تحمل مقطعًا من قصيدة الشاعر زغيب " قاوم فيداك الإعصار/ لا تخضع فالذلّ دمار" .
وتخلل الاحتفال فقرتان فنيتان : الأولى قدمتها الطّالبة فيرا ماريا وسام الحايك عزفًا على الأورغ، والثانية عرض أغنية "بلادي يا غَلّة شعر" من إنتاج ثانويّة السّفير نصًّا وألحانًا وأداءً.
----------------------------
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار مدينة صيدا / بالصور : هنري زغيب لطلاب ثانوية السفير في حفل تخريج فوج الضوء والسداد : حبّات قمح زُرعت في أرض علم فأنبتت سنابل إبداع
2025-07-25





























