الرئيسية / أخبار صيدا /مقالات /مع صحافيين في صيدا في الذكرى 23 لرحيل مصطفى سعد : زمننا لا يشبه زمانك، والصحافة لا تنسى دفاعك عنها (بقلم الصحافي أحمد الغربي )

نائب صيدا الراحل المهندس مصطفى سعد مع الصحافيين في صيدا في إحدى المناسبات

جريدة صيدونيانيوز.نت / مع صحافيين في صيدا في الذكرى 23 لرحيل مصطفى سعد : زمننا لا يشبه زمانك، والصحافة لا تنسى دفاعك عنها (بقلم الصحافي أحمد الغربي )

 

Sidonianews.net

---------------------

(بقلم الصحافي أحمد الغربي )

23 عاماً مضت على رحيل المناضل مصطفى سعد .. لكنه لا يزال هنا .. يحتلُ مساحةً واسعةً من العقل والوجدان والذاكرة.

هو ذاكرة قضيتنا، ولسان شعبنا، حارس قلعتنا، هو ضمير الناس الذين أعيتهم أخطار البحث عن مكانٍ لهم تحت الشمس.

حاضرٌ رغم الغياب .. جادة صوابنا كلما ضلّت بنا الطريق .. وسيبقى حجتنا الوطنية في زمن تلاشت فيه الهمم والعزائم، وتداعى الهيكل الوطني، واسّتبد المستبدون..

يا أبا معروف .. عن ماذا نحدثك اليوم؟ زماننا هو غيّرُ زمانك .. زمنٌ وَغِدٌ مع حثالة بشرية تتحكم بمصير المعمورة .

وكأن عصور الانحطاط ونكبات الدهر اجتمعت في آن واحد لتُحيل أمتنا إلى أشلاء .. دمارٌ وقتلٌ وإبادة على أيدي إسرائيل عدوة الإنسانيّة والوجود، المدعومة من الغرب المستعمر وعلى رأسها أميركا ..

أبناء فلسطين التي انخرطت باكراً في المقاومة من أجل تحريرها يموتون جوعاً ولا صرخة ولا معتصماه !!! تهز ضمير عربي وعالمي غافٍ عن المذبحة المفتوحة..

لنعد إلى زمانك يا مصطفى سعد .. لنعد إلى ثوابتك ونضالك حيث الكرامة والوفاء والوطنية البالغة الصفاء والعروبة .

حمل أبو معروف المشعل أمام الحالمين بوطن لجميع ابنائه .. نجح في تحطيم جدران اللعبة السياسية التقليدية القائمة على المصالح .. كسر قضبان السجن الطائفي والفئوي .. وبسرعة كبر نضاله، وبقيت الراية خفاقة عالية، حتى بات ظاهرة في الوطن وقامة وطنية وقومية، وبات معها ضمير صيدا والجنوب.

وما خبت نار الانتفاضة التي أشعلها معروف، وقد زادها مصطفى توقداً وتوهجاً بنور عينيه التي أطفأها الاحتلال الإسرائيلي يوم حاولوا قتله.

إلى نضاله الوطني والقومي ومقاومته الاحتلال، والدفاع عن مصالح الفئات الشعبية، وانحيازه للمحرومين والكادحين، كانت قوة إيمانه بقضية الحريات العامة وحرية الصحافة والتعبير كبيرة وخطاً أحمراً، ومن غير المسموح تجاوزه، وقد ترجم ذلك أفعالاً لا أقوالاً .. وكلما تم تضييق الخناق على الحريات وعلى الصحافة، واجه القرارات التعسفية للسلطة بحق المؤسسات الإعلامية.

فيوم عطلت السلطة السياسية جريدة "السفير" ومنعتها من الصدور، سارع أبو معروف إلى وضع امتيازين صحفيين يملكهما بتصرف صديقه الراحل طلال سلمان، والرغبة كانت في صدور "السفير" باسم " العروبة".

وهو وقف أيضاً، وساند مؤسسات إعلامية تعرضت لإجراءات تعسفية، وهي مؤسسات إعلامية خطها التحريري ووجهتها السياسية مغايرة لا بل في موقع الخصومة السياسية لتوجهات سعد الفكرية والسياسية، وقف إلى جانبها انطلاقاً من حرصه على الحريات الإعلامية مهما كان توجهها وعلى ضمانة حرية الرأي والتعبير.

نستذكر شهامة أبو معروف يوم اعتصم داخل سراي صيدا الحكومي تضامناً مع الصحفيين الذين اعتقلتهم السلطة ، لا لجرمٍ اقترفوه إلّا لكونهم كانوا شهوداً وثّقوا حقيقة ما جرى خلال انتخابات اتحاد نقابات عمال الجنوب عام 1997 داخل مقر الاتحاد في صيدا من إطلاق نار وتدخل مكشوف لتنصيب اتحادٍ موالٍ قائلا : "لن أخرج من هنا قبل أن يخرج الصحافيون" .. وبالفعل نجح موقف المناضل سعد وجهود نقيب المحررين الراحل ملحم كرم في الإفراج عن الصحفيين المعتقلين في هذا الاعتقال الذي سيبقى وصمة عار على جبين السلطة.

وموقفٌ آخر داعم للحريات ومدين لممارسات الاحتلال التعسفية بحق الجنوبيين، إذ أصر على المشاركة في اللقاء التضامني الذي أقيم في دار نقابة المحررين في الأشرفية منتصف تموز العام 1997 تضامناً مع الصحفيين المعتقلين في معتقل الخيام من قبل عملاء العدو الاسرائيلي، ولمطالبة الهيئات الدولية التدخل لإطلاق سراحهم، وكان لحضوره معنى ودلالات مهمة.

ستبقى يا أبا معروف في وجدان اللبنانيين والفلسطينيين وكل الأحرار .

----------------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار مدينة صيدا / مع صحافيين في صيدا في الذكرى 23 لرحيل مصطفى سعد : زمننا لا يشبه زمانك، والصحافة لا تنسى دفاعك عنها  (بقلم الصحافي أحمد الغربي )

2025-07-24

دلالات: