الرئيسية / المرأة والمجتمع /أقلام /نساء حول الرسول(2 )/ أمنا سودة بنت زمعة

الصورة عن الفيسبوك

جريدة صيدونيانيوز.نت / نساء حول الرسول(2 )/ أمنا سودة بنت زمعة

صيدونيانيو.نت/ أقلام/ نساء حول الرسول(2) / أمنا سودة بنت زمعة 

صاحبة الهجرتين ( إلى الحبشة وإلى المدينة) ، بذلت كل ما تستطيع لإدخال السرور على النبي صلى الله عليه وسلم.  كانت من السابقات إلى الإسلام ، وآثرت رضى النبي عليه الصلاة والسلام على حظوظ نفسها . إنها أم المؤمنين سودة بنت زمعة . 

أسلمت مع زوجها الأول السكران بن عمرو ، ولما ضاق عليهم العيش في مكة بسبب الإيذاء هاجرت مع زوجها إلى الحبشة ثم عادا إلى مكة  . وبعد فترة من الزمن توفي السكران بن عمرو . 

وكان النبي في ذلك الوقت حزينا على وفاة خديجة ، وكان الصحابة يعلمون حبه لها وتأثره الشديد على فقدانها وكانوا يرجون  أن يرزقه الله من يخفف عنه آلامه، ولكن لم يتجرأ أحد منهم على مفاتحته بموضوع الزواج . 

لكن الصحابية خولة بنت حكيم  تجرأت محاولة  أن تدخل السرور على قلب النبي وسألته إن كان يرغب بالزواج. فقال من ؟  فقالت إن شئت بكرا ,وإن شئت ثيبا . قال فمن البكر فقالت ابنة أحب الخلق إليك ، عائشة بنت أبي بكر . قال فمن الثيب ؟ قالت سودة بنت زمعة ، آمنت بك واتبعتك على ما أنت عليه . قال فاذهبي فاذكريهما علي . 

ولما علمت سودة بالخبر حتى فرحت فرحا شديدا وكانت قد رأت رؤيا طيبة فسرتها الآن بزواجها من النبي . ثم ردت على خولة بأنها تود ذلك وأن تسأل والدها عن ذلك . وبالفعل تمت الموافقة ، وجاء النبي عليه الصلاة والسلم فعقد عليها بعد أن أصدقها أربعمائة درهم. 

وكان لأم المؤمنين سودة أخ يدعى عبد الله وكان لا يزال على دين قريش ، ولما عرف بالخبر غضب غضبا شديدا وحثا على رأسه التراب أسفا وحزنا . ولكنه لما  فتح الله عليه ودخل بالإسلام سفه نفسه بأن حثا التراب على رأسه لزواج محمد بأخته.

ومكثت سودة ثلاث سنوات في بيت النبوة لوحدها قبل زواجه صلى الله عليه وسلم بعائشة . وكانت تحاول قدر استطاعتها أن تخفف عن النبي وأن تملأ البيت سرورا . 

ولما اشتد إيذاء المشركين بأصحاب النبي أذن لهم بالهجرة إلى المدينة ، ثم تبعهم النبي إليها ليقيم  فيها دولة الإسلام. ولما استقر بها أرسل زيدا وبعث معه أبا رافع مولاه ليخرجا بفاطمة وأم كلثوم وبسودة وبأم أيمن و أسامة ابنه. 

ثم تزوج النبي بعائشة وكانت تحب سودة حبا شديدا . ثم توالت الخيرات على بيت النبوة وتزوج بسائر أمهات المؤمنين . 

وكانت سودة تعلم حب النبي لعائشة فأرادت أن ترضيه وتسعده فوهبت يومها لعائشة . كما كانت تحاول أن تضحكه وتمازحه مثل قولها يا رسول الله صليت خلفك البارحة فركعت بي حتى أمسكت بأنفي مخافة أن يقطر الدم فضحك النبي ...

وقصة تلطيخ عائشة لوجه سودة  بالطعام الذي طبخته للنبي  وبحضرته معروفة ، وكيف وضع النبي يد سودة  بالطعام وقال لها الطخي وجهها من باب الدعابة والضحك . 

وكانت سودة تحرص على طاعة النبي صلى الله عليه وسلم وتنفيذ أوامره  حيا وميتا . كما كانت سخية كريمة .

ثم حصل لها أن خرجت ذات يوم ورآها عمر بن الخطاب فعرفها، فقال إنك والله  لسودة ما تخفين علينا، فلما ذكرت ذلك للنبي أنزل الله عليه فقال (قد اذن الله لكن أن تخرجن لحوائجكن ).

ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم حزنت سودة حزنا شديدا ، وبقيت على العهد عابدة صائمة قائمة وامتدت بها الحياة إلى إلى خلافة عمر ثم فاضت روحها في آخر خلافة عمر . 

كانت هذه قصة الصحابية الجليلة  سودة وإلى لقاء قريب مع الصحابية عائشة .

محمود الحصري / صحابيات حول الرسول / بتصرف

2024-02-21