الرئيسية / أخبار لبنان /تحقيقيات وتقارير /بريتال ودعت رؤى بأسى...ووالدها: بأي ذنبٍ قُتلتْ؟

الطفلة الضحية رؤى / النهار

جريدة صيدونيانيوز.نت / بريتال ودعت رؤى بأسى...ووالدها: بأي ذنبٍ قُتلتْ؟

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / بريتال ودعت رؤى بأسى...ووالدها: بأي ذنبٍ قُتلتْ؟

بعلبك – وسام اسماعيل  المصدر: "النهار" 

فارقت الطفلة رؤى نصار مظلوم (4 سنوات) الحياة في اللحظة التي عزمت فيها على الخروج مع والدها ووالدتها إلى باحة منزلهم وممارسة "اللعب" الذي يعتبر أبسط حقوق الأطفال. كانت تشعر بالأمان إلى جانب والديها، إلا أن ظنّها خاب، وكانت رصاصة طائشة كفيلة بإزهاق روحها، وتحطيم قلب والديها، لتكون ضحية جديدة تُضاف إلى ضحايا ظاهرة إطلاق النار العشوائي في منطقة بعلبك – الهرمل، وتنال نصيبها من رصاص طائش أطلق بين شبان من عائلتي مظلوم واسماعيل في بلدة بريتال إثر خلاف فردي على أفضلية المرور، تطور إلى إشتباك مسلح، لتتشابه مأساة رؤى مع مأساة الطفلة البعلبكية لميس نقوش (6 أعوام)، التي لاقت المصير نفسه أواخر شهر رمضان الفائت بعد إشكال فردي في المدينة، لتكون براءة أطفال بعلبك – الهرمل مسحوقة أمام الفلتان الأمني .

والدتها جنى لم تتقبل الأمر حتى الساعة وتعيش صدمة، فلن تجلس طفلتها بعد الآن إلى جانبها لتسريح شعرها قبل ذهابها إلى مدرستها، ولن ترتدي رؤى ثوب العيد الذي اختارت لونه بنفسها منذ يومين، ولن تحظى بساعات جميلة مع زملائها في مدرسة الجواد خصوصاً زملاء صفها ومعلماتها الذين أتوا لوداعها حاملين لها الورود البيضاء.

الوالد نصار ابن المؤسسة العسكرية الذي لفظت طفلته أنفاسها الأخيرة بين يديه مضرجة بدمائها قبل وصولها إلى المستشفى، لم تستجب لرجائه أن لا تغادر أحضانه، وتمنى لو يعود بالزمان قليلاً لمنعها من الخروج للعب، ولكن ماذا عساه أن يفعل أمام عطف الأبوة؟ وماذا عساه أن يفعل أمام فلتان أمني تعيشه المنطقة بمدينتها وقراها على مرأى من المعنيين؟ ورؤى بطبيعة الحال لم تعِ فحوى عبارة " فلتان أمني" وحبّ اللعب هو طبيعة الأطفال. ويبقى السؤال: بأي ذنبٍ قُتلتْ رؤى؟

شُيّعت رؤى ظهر اليوم في مدافن بلدة بريتال وسط حال من الوجوم وإقفال عام في البلدة وبيان من البلدية، احتجاجاً على الاعتداء على طهر الطفولة الذي تمثل بأبشع صوره باغتيال فراشة العيد وملاك ليلة القدر رؤى مظلوم. ودعت البلدية الجهات الأمنية والقضائية المختصة للتحقيق في هذه الجريمة لينال المتسببون بها الجزاء العادل. كما شكر البيان ذوي الجناة على الخطوة الجريئة والمسؤولة التي تمثلت بتسليم المسؤولين عن إطلاق النار إلى السلطات المختصة.

وما خفف من حال الغضب لدى عائلة رؤى والأهالي، مبادرة آل اسماعيل بتسليم ابنهم الشاب ع .اسماعيل، أحد الضالعين بالحادث الذي أودى بحياة الطفلة رؤى إلى الأجهزة الأمنية.

2018-06-09

دلالات: