الرئيسية / أخبار لبنان /سياسة /المستقبل: تظاهرات الغضب تتواصل .. وماكرون ينتصر للقدس

جريدة صيدونيانيوز.نت / المستقبل: تظاهرات الغضب تتواصل .. وماكرون ينتصر للقدس

المستقبل: تظاهرات الغضب تتواصل .. وماكرون ينتصر للقدس

 

"المستقبل":

 

 لليوم الرابع على التوالي، تواصل الغضب الفلسطيني والعربي والإسلامي إزاء "وعد ترامب" بأن تكون القدس عاصمة لإسرائيل، فخاض الفلسطينيون مواجهات بالحجارة والدواليب والمحروقة مع قوات الاحتلال، وسار عشرات الآلاف في مدن عدة في الشرق الأوسط والعالم هاتفين للقدس.

 

البيت الأبيض أعرب عن استيائه من رفض السلطة الفلسطينية استقبال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس معتبراً أنها "تضيع فرصة مناقشة مستقبل المنطقة"، فيما أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن بلاده ترفض قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يُمثل "تهديداً خطيراً للسلام"، وطالبه بتقديم مبادرات حسن نية للفلسطينيين كتجميد الاستيطان. ودعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي نظيره الفلسطيني محمود عباس إلى قمة ثنائية اليوم في القاهرة

 

 

ففي القدس اندلعت التظاهرات الشعبية رفضاً لإعلان الرئيس الأميركي نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وطعن فلسطيني يبلغ من العمر 24 عاماً من الضفة الغربية المحتلة حارس أمن إسرائيلياً بعدما اقترب من جهاز رصد المعادن عند مدخل محطة حافلات رئيسية، وقالت الشرطة إن الحارس في حالة حرجة. واحتجز المهاجم بعدما أمسك به أحد المارة.

 

ومنذ الخميس، قتل أربعة فلسطينيين في مواجهات مع عناصر أمن إسرائيليين أو إثر غارات جوية نفذها الجيش الإسرائيلي

 

وفي لبنان أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع واستخدمت مدافع المياه لتفريق بعض عناصر الشغب الذين عمدوا الى رشق القوى الأمنية بالحجارة وبالزجاجات الفارغة وأضرموا النيران في منطقة عوكر محاولين نزع الأسلاك الشائكة الفاصلة عن السفارة الأميركية في المنطقة.

 

وفي القاهرة، تظاهر طلاب وأساتذة جامعات في جامعة الأزهر بحسب متحدث باسم الجامعة. وأظهرت صور انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مئات من المتظاهرين. وتظاهر عشرات الطلاب في جامعتين مصريتين أخريين.

 

وفي العاصمة المغربية الرباط قام عشرات آلاف المتظاهرين بمسيرة في الشارع الرئيسي مرددين شعارات "الشعب يريد تحرير فلسطين" و"الموت لإسرائيل عدوة الشعوب مثيرة الحروب".

 

ولوح المتظاهرون بالأعلام الفلسطينية وحملوا صوراً للقدس وعبّروا عن غضبهم مما وصفوه "بخيانة" الحكومات العربية التي يعتقدون أنها تؤيد تحرك ترامب.

 

وتظاهر آلاف خارج السفارة الأميركية في العاصمة الإندونيسية جاكرتا ولوح الكثيرون منهم بلافتات كتب عليها "فلسطين في قلوبنا".

 

وانضم قادة في إندونيسيا، وهي أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، إلى إدانات عالمية لخطوة ترامب شملت حلفاء غربيين لواشنطن يقولون إن الخطوة ضربة لجهود السلام وتُخاطر بتصعيد العنف.

 

فلسطينياً، أعلنت الرئاسة المصرية أن قمة ثنائية ستجمع الإثنين في القاهرة الرئيس المصري ونظيره الفلسطيني لبحث سبل التعامل مع القرار الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

 

 

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي في بيان إن السيسي وجه الدعوة لعباس "لعقد قمة ثنائية تشاورية في القاهرة الإثنين لتناول التطورات الخاصة باعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، وسبل التعامل مع الأزمة بما يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ومقدساته الوطنية وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".

 

وفي رام الله، أكدت مصادر في الرئاسة الفلسطينية أن عباس غادر رام الله في طريقه إلى القاهرة بناء على دعوة من السيسي.

 

وأجرى عباس والسيسي اتصالاً هاتفياً الأحد، بحسب ما أوردت وكالة وفا الفلسطينية الرسمية للأنباء. وقالت وفا إنه "جرى خلال الاتصال استكمال المشاورات حول آخر المستجدات، عقب قرار الإدارة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".

 

كما أجرى السيسي اتصالاً هاتفياً بالعاهل الأردني عبد الله الثاني، وفق الرئاسة المصرية.

 

فلسطينياً كذلك، قال وزير الخارجية رياض المالكي إن الفلسطينيين سيبحثون عن وسيط جديد في محادثات سلام جديدة بدلاً من الولايات المتحدة وسيسعون لاستصدار قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن قرار ترامب.

 

وأوضح المالكي أن الرئيس الفلسطيني لن يجتمع مع نائب الرئيس الأميركي مايك بنس خلال جولة بالمنطقة. وقال البيت الأبيض إن القرار مؤسف، وإن بنس يتطلع لمقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

 

وصرح كبير موظفي نائب الرئيس الأميركي أن السلطة الفلسطينية من خلال قرارها عدم لقاء بنس خلال زيارته إلى المنطقة في أواخر كانون الأول الحالي، ترفض "مجدداً" الحوار.

 

وقال جارود ايجن في بيان "من المؤسف جداً أن تبتعد السلطة الفلسطينية مرة أخرى عن فرصة للتباحث حول مستقبل المنطقة".

 

وتابع ايجن أن بنس يتطلع إلى لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري.

 

لكنه بدا وكأنه يؤكد أن بنس لن يلتقي أي مسؤول من السلطة الفلسطينية. وقال ايجن "لقد طلب (الرئيس الأميركي) دونالد ترامب من بنس القدوم إلى المنطقة لإعادة التأكيد على التزامنا العمل مع شركائنا في الشرق الأوسط من أجل التصدي للتطرف الذي يهدد آمال وأحلام الأجيال المستقبلية".

 

وتابع ايجن أن الإدارة الأميركية "تظل رغم ذلك مصممة على جهودها على أمل إحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وفريقنا من أجل السلام لا يزال يعمل بجد من أجل إعداد خطة للسلام".

 

وأدان وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماع طارئ في القاهرة السبت قرار ترامب وقالوا إن القرار يُهدد بدفع المنطقة إلى الهاوية.

 

 

وأضاف البيان الذي نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية أن وزراء الخارجية يؤكدون رفض القرار وإدانته واعتباره "قراراً باطلاً وخرقاً خطيراً للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة" والتي أكدت أن القدس الشرقية أرض محتلة.

 

 

وأكد ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وجهة النظر هذه قائلاً إن الوضع يُهدد بإثارة العنف. ونقلت وكالة أنباء الإمارات عن الشيخ محمد إشارته إلى "إمكانية أن تمثل هذه الخطوة طوق نجاة للجماعات الإرهابية والتنظيمات المسلحة التي بدأت بخسارة قواعدها في المنطقة".

 

وفي باريس، حث الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رئيس الوزراء الإسرائيلي على القيام بـ"مبادرات" تجاه الفلسطينيين من أجل إحياء عملية السلام بعد أزمة الثقة التي أثارها إعلان الولايات المتحدة الأحادي الجانب للقدس عاصمة لإسرائيل.

 

وأدان ماكرون جميع الأعمال الإرهابية ضد إسرائيل وأبلغ نتنياهو أنه ضد قرار ترامب وأن القرار يمثل "تهديداً خطيراً للسلام". إلا أن المسؤولين التزما موقفيهما إلى حد كبير خلال غداء في الإليزيه طغت فيه "أجواء من الصراحة"، بحسب مقربين من ماكرون، وذلك عشية زيارة لنتنياهو إلى بروكسل من المتوقع أن تكون على الدرجة نفسها من الحساسية.

وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نتنياهو "لقد دعوت رئيس الوزراء إلى القيام بمبادرات شجاعة تجاه الفلسطينيين من أجل الخروج من المأزق الحالي" والسماح بعودة "المحادثات الإسرائيلية - الفلسطينية".

 

وأضاف "يبدو لي أن البدء بتجميد الاستيطان واتخاذ إجراءات ثقة تجاه السلطة الفلسطينية، مبادرات مهمة". وأكد أنه قال لنتنياهو "أفسح المجال أمام السلام، وقم بمبادرات تجاه الفلسطينيين".

 

وفيما جدد الرئيس الفرنسي تأكيد رفضه قرار نظيره الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ندد بـ "كافة أشكال الهجمات على إسرائيل في الساعات والأيام الأخيرة" التي أثارها إعلان واشنطن.

 

وقبل مغادرته إلى باريس، انتقد نتنياهو ما وصفه بـ"النفاق" الأوروبي بسبب الإدانات لقرار ترامب من دون التطرق إلى "الصواريخ التي تُطلق على إسرائيل أو التحريض المروع ضدها".

 

وقال رئيس الوزراء الذي سيلتقي وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الـ28 في بروكسل "احترم أوروبا، ولكنني غير مستعد لقبول معاييرها المزدوجة".

 

 

ورفض كذلك تقبل "دروس في الأخلاق" من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي اتهمه بـ"قصف" الأكراد ومساعدة "الإرهابيين خصوصاً في غزة".

 

 

وجاء ذلك رداً على تصريح لأردوغان في وقت سابق قال فيه إن إسرائيل "دولة إرهابية تقتل الأطفال".

 

وأعاد التأكيد في باريس أن إسرائيل لا يمكن أن تكون لديها عاصمة سوى القدس، واصفاً محاولات إنكار هذه "العلاقة التاريخية" بـ"السخيفة".

 

 

وفي ما يتعلق بعملية السلام الإسرائيلية - الفلسطينية، كرر تننياهو أنه "دعا باستمرار عباس إلى الجلوس على طاولة المفاوضات مع إسرائيل" لكن من دون جدوى.

 

وأعلن ماكرون أن فرنسا ستدعم أي مبادرة "لقيام دولتين" إسرائيلية وفلسطينية، مؤكداً "أن السلام لن يأتي إلا من الأطراف المعنيين" بالنزاع.

 

 

وأكد أن هناك "رغبة من الأميركيين للوساطة ولا أريد إدانتها بشكل مسبق" وسط مساعٍ من مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر لإعادة إحياء عملية السلام.

 

 

 

 

 

وأضاف "علينا الانتظار حتى الأسابيع القليلة المقبلة والأشهر المقبلة لمعرفة ما سيتم اقتراحه". وتابع "أعتقد أن علينا الانتظار لمعرفة ما إن كان الأطراف المعنيون سيقبلون بذلك أم لا".

 

 

 

 

 

لكنه ألمح أن فرنسا التي ركزت على مفاوضات السلام المتعلقة بالحرب السورية والوضع في لبنان لن تبادر في ما يتعلق بالنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.

 

 

 

 

 

وفي 15 كانون الثاني الماضي بباريس، أكدت 70 دولة على التزامها بحل الدولتين الذي تعارضه إسرائيل بشدة.

 

 

 

 

 

وقالت إدارة ترامب إنها ما زالت ملتزمة بإحياء محادثات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية، وقالت نيكي هايلي السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة إن الولايات المتحدة "مُلتزمة بعملية السلام كما كانت على الدوام". وأضافت "ترامب لم يتحدث بشأن الحدود... لأن الوضع النهائي للقدس هو أمر بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وليس للأميركيين أن يقرروا ذلك".

2017-12-11