الرئيسية / أخبار لبنان /لنهار: مر خميس الإنتظار من غير أن يحضر الرئيس سعد الحريري إلى بيروت ...مؤشِّرات المواجهة تتصاعد وتحرُّك دولي

جريدة صيدونيانيوز.نت / لنهار: مر خميس الإنتظار من غير أن يحضر الرئيس سعد الحريري إلى بيروت ...مؤشِّرات المواجهة تتصاعد وتحرُّك دولي

لنهار: مر خميس الإنتظار من غير أن يحضر الرئيس سعد الحريري إلى بيروت ...مؤشِّرات المواجهة تتصاعد وتحرُّك دولي

 

النهار

مر "خميس" الانتظار أمس من غير أن يحضر الرئيس سعد الحريري الى بيروت، بل ان الأزمة التي نشأت بفعل استقالته السبت الماضي من الرياض اتخذت على نحو دراماتيكي اتجاهات تصعيدية جديدة من شأنها ان تزيد القلق والمخاوف من تداعياتها المتسارعة. ومع ان اللبنانيين معتادون سماع دعوات الدول الى رعاياها لمغادرة لبنان أو تجنب السفر اليه في حقب الازمات، فان الدعوة التي وجهتها المملكة العربية السعودية أمس الى رعاياها في لبنان وخارجه لمغادرته وتجنب السفر اليه اتخذت وجهاً مختلفاً من حيث كونها شكلت مؤشراً لتصاعد الأزمة بين المملكة ولبنان، علماً ان الكويت ودولة الامارات العربية المتحدة سارعتا بعد السعودية الى اطلاق دعوات مماثلة الى رعاياهما وكانت البحرين اتخذت خطوة كهذه قبل أيام. ولم يقف التأزم عند هذا الحد اذ برزت معالم سخونة تصاعدية في موقف الحكم من موضوع استمرار غياب الرئيس الحريري عن البلاد منذ 3 تشرين الثاني أي عشية اعلانه استقالته من الرياض وقت ستتجه الانظار اليوم الى الموقف الرسمي الذي سيبلغه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى سفراء مجموعة الدعم الدولية في شأن الأزمة وغياب الحريري. ولعل المفارقة اللافتة انه في حين كانت تصدر اشارات رسمية اولى الى تحركات ديبلوماسية وخارجية محتملة في شأن الأزمة كان المكتب الاعلامي للرئيس الحريري يعلن ان الحريري استقبل في دارته في الرياض ظهر أمس السفير الفرنسي في المملكة العربية السعودية فرنسوا غوييت كما استقبل أول من أمس رئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي في المملكة ميشال سيرفون دورسو وكذلك القائم بالاعمال الأميركي في الرياض كريستوفر هينزل والسفير البريطاني سايمون كولينز.

لكن ذلك لم يحجب زيادة المخاوف من تصاعد الأزمة سواء في تداعياتها الديبلوماسية والسياسية والاقتصادية أم في اطارها الخارجي، خصوصاً ان بعض الاوساط المعنية حذرت عبر "النهار" من ان أي خطوة رسمية غير محسوبة قد ترتب مواجهة لبنانية - سعودية لن تكون لمصلحة لبنان وان التطورات التي تتسارع وتيرتها توجب مزيداً من التريث قبل الاقدام على أي خطوة. وجاء ذلك في معرض التعليق على ما نقلته وكالة "رويترز" أمس عن "مسؤول كبير في الحكومة اللبنانية" من إن "لبنان يعتقد أن السعودية تحتجز رئيس وزرائه سعد الحريري مضيفا أن بلاده تتجه الى دعوة دول عربية وأجنبية للضغط على الرياض لإعادته".

وبعد ستة أيام مرت على استقالة الرئيس الحريري من غير ان يجري اتصالاً ثانياً برئيس الجمهورية اكتفت مصادر بعبدا بالقول إن المعطيات على حالها، إذ لم يحصل أي اتصال مع الرئيس الحريري ولا علم بموعد عودته والرئيس ميشال عون اذا لم يتواصل معه ولم يعرف حقيقة وضعه لن يبتّ الاستقالة.

إلّا أن زوار بعبدا نقلوا عن الرئيس عون انه "كان غاضباً من الطريقة التي عومل بها رئيس وزراء لبنان خصوصاً انه لا يمثل شخصه فحسب بل كرامة الدولة والشعب والطائفة التي ينتمي اليها". وتساءل الرئيس عون أمام زواره: "ما هي الظروف التي تمنع رئيس حكومة من ان يتصل برئيس جمهورية بلده خصوصاً ان غياب المعطيات الحقيقية لوضعه تفتح المجال أمام شائعات هدفها إثارة الفتنة في لبنان وتوتير الوضعين السياسي والامني".

وأوضح الزوار أن الرئيس عون الذي يتحرك ديبلوماسياً سيطلب من سفراء مجموعة الدعم الدولية والدول الشقيقة والصديقة المساعدة في جلاء غموض وضع رئيس حكومة لبنان وظروف ابتعاده عن بلده.

الامم المتحدة

ونقل مراسل "النهار" في نيويورك علي بردى عن مصدر موثوق به في الأمم المتحدة أن "اتصالات مكثفة تجرى بعيداً من الأضواء مع الجهات المعنية بالأوضاع في لبنان بغية لجم أي تدهور يمكن أن يحصل بسبب التوتر المتصاعد بين السعودية وايران". وكشف أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس شارك شخصياً في هذه الاتصالات "من أجل حض الأطراف على التهدئة والحفاظ على الإستقرار في لبنان".

وشدد مسؤولون في الأمم المتحدة على "ضرورة عدم اتخاذ أي طرف أي اجراءات يمكن أن تكون مؤذية للبنان أو تقوض استقراره من دون الحاق أذى فعلي بالجهة المستهدفة"، في سياق ما يشاع عن خطوات عقابية يمكن أن تتخذها السعودية ضد "حزب الله"، ومنها مثلاً وقف الرحلات الجوية والتعاملات المالية مع لبنان. ولفت أحدهم الى أن "ثمة ضمانات تمّ الحصول عليها بالفعل لتجنب سيناريو من هذا النوع". وتحدث المصدر عن "احتمال أن يزور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعد زيارته أمس للرياض عواصم أخرى في سياق الجهود الجارية لتخفيف التوتر في الشرق الأوسط".

ورداً على سؤال عما أوردته وكالة "رويترز"، صرح الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك بأنه "لا يمكنه التحقق مما اذا كانت هناك أي قيود على تحركات الرئيس سعد الحريري في السعودية".

الراعي

الى ذلك، اختتم الرئيس عون مشاوراته الداخلية، مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وعلم انه حمله رسالة الى المسؤولين السعوديين في الزيارة التي تأكد حصولها بعد لقاء بعبدا والرسالة هي "تحييد لبنان الذي لا يمكنه ان يكون ساحة حرب إيرانية - سعودية". كما علم ان البطريرك سيلتقي الرئيس سعد الحريري في الرياض التي سيتوجه اليها بعد ظهر الاثنين المقبل ويعود منها مساء الثلثاء.

واسترعى الانتباه لدى الرئيس عون وفداً اقتصادياً أمس انتقاده النائب السابق فارس سعيد وقوله انه يعمل على التشويش على العلاقات اللبنانية - الخليجية وان بعض القوى دخلت على خط التصعيد للواقع الذي نعيشه.

"المستقبل"

وسط هذه التطورات، أثار البيان الذذي صدر عن كتلة "المستقبل" وأعضاء في المكتب السياسي لـ"تيار المستقبل" اهتمام الأوساط السياسية اذ شدد على ان "عودة الرئيس الحريري الزعيم الوطني ضرورة لاستعادة الاعتبار والاحترام للتوازن الداخلي والخارجي للبنان في اطار الاحترام الكامل للشرعية اللبنانية".

وأوضح الرئيس فؤاد السنيورة مساء ان هذا البيان "جاء ليضع الأمور في نصابها وليصوب الوضع الذي اختل في لبنان"، ورأى ان "هذه الحكومة تسببت بهذا الاختلال في الوضع الداخلي وفي الوضع الخارجي وفي علاقات لبنان العربية وهذا الأمر هو الذي ادى الى استقالة الرئيس الحريري وبالتالي هناك ضرورة لأن يعود الزعيم سعد الحريري كرئيس للحكومة ولكن لحكومة جديدة يكون فيها وعي من الجميع بأن الأمور لا يمكن ان تستمر هكذا".

ورداً على سؤال عن اعتبار البعض البيان تصعيداً في وجه السعودية قال السنيورة: "بيان الكتلة والمكتب السياسي لتيار المستقبل لم يكن تصعيداً بوجه المملكة العربية السعودية، فالمملكة العربية السعودية كان ولا يزال لها دور كبير في انقاذ لبنان في كل المحطات الصعبة التي مر بها ولها اياد بيضاء وعلاقة لبنان مع المملكة العربية السعودية كانت وثيقة وستظل وثيقة وسنعمل من أجل أن تبقى وثيقة لمصلحة كل اللبنانيين".

بري

وجدد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره انه "بالنسبة الينا الرئيس سعد الحريري لم يستقل ولو قدم استقالته من لبنان لاعتبرت دستورية". وسئل الى متى الانتظار لبت الاستقالة، فأجاب: "صبرنا طويل". وأوضح رداً على سؤال ان "لبنان يريد أفضل العلاقات مع الدول العربية ولا سيما منها السعودية ولم يكن لبنان هو البادئ. بلدنا بوحدته الداخلية أقوى من اميركا وهو أضعف من بيت العنكبوت اذا اختلف وانقسم على بعضه".

وتلقى بري اتصالاً من البطريرك الراعي تناولا فيه اجواء زيارة البطريرك للسعودية.

2017-11-10

دلالات: