Sidonianews.net
--------------------
الجمهورية / مرلين وهبه
تواصل إسرائيل مناوراتها العسكرية عند الحدود اللبنانية، واللبنانيّون يتساءلون ما هي طبيعة هذه المناورات؟ وهل هي ذات طابع دفاعي أو تُحاكي اجتياحاً برّياً مرتقباً للبنان؟ كما أنّ المسيّرات الإسرائيلية لا تغادر سماء لبنان، تزامناً مع تلك المناورات العسكرية، أمّا الطيران الحربي فمستمر في قصف مواقع عدة في الجنوب والبقاع. والسؤال الأهم: كيف تُطرح المفاوضات المباشرة مع إسرائيل على الدولة اللبنانية المُحرَجة أساساً من التصعيد الفضائي والعسكري في سمائها ومن استباحة سيادتها!؟
تكشف مصادر ديبلوماسية مطّلعة لـ«الجمهورية»، أنّ كثافة المسيّرات التي تحوم في سماء لبنان، لها أهداف عدّة، أهمّها استطلاعية لتحديث «داتا» المعلومات التي في حوزتها.
أمّا تحليق تلك المسيّرات يومياً فوق القصر الجمهوري وفوق السراي الحكومي فيحمل رسالة سياسية أبعد من الرسائل العسكرية، وكأنّها تقول لرموز السلطة التنفيذية «انتهى وقت اللعب فتنبّهوا! لأنّنا في المرحلة السابقة كنا نفصل بين الدولة والجيش وبين «حزب الله» والميليشيات، إلّا أنّ لبنان برمّته معني في المرحلة الحالية». فيما تخوّفت تلك المصادر من استهداف إسرائيلي للجيش اللبناني أيضاً في هذه المرحلة!
الحزب لا يردّ؟
في السياق، تتوغّل القوات الإسرائيلية في مزارع شبعا بحجة استهداف مواقع لـ«حزب الله»، لأنّه، وبحسب المصادر الاستخباراتية، ما زال يحتفظ بمواقع عسكرية هناك. ويتساءل البعض: لماذا يلتزم الحزب عدم الردّ إلى اليوم؟
في الوقت عينه، تتساءل تلك المصادر عمّا إذا كان لدى «حزب الله» فعلاً قدرة على الردّ؟ وإذا كان يملك القدرة، فما هو مداها؟ وأهم من القدرة، هل إنّ إعادة فتح المعركة اليوم في مواجهة إسرائيل هي لمصلحته ميدانياً وسياسيّاً؟ وكيف سيتحمّلها أمام كافة الأحزاب والسياسيِّين والدولة، خصوصاً أنّه اليوم «يتلطّى» خلف الدولة!
الجيش والخطة!
في سياق آخر، أنجز الجيش اللبناني كثيراً على صعيد حصر السلاح جنوب الليطاني، وتحدثت معلومات استخباراتية عن مصادرة أكثر من 10000 صاروخ لـ«حزب الله» وإتلافها، بالإضافة إلى تدمير كثير من المواقع والأنفاق التابعة للحزب. والسؤال المطروح، ماذا تبقّى من هذه المواقع جنوب الليطاني؟ وهل يستطيع الجيش إعلان جنوب الليطاني منطقة خالية من مسلحّي «حزب الله» ومتى؟
هل يستطيع الجيش؟
في سياق متصل، من المرتقب أن تنتهي مهمّة قوات «اليونيفيل» بعد نحو سنة وشهرَين. والسؤال المطروح اليوم هو: هل سيتمكن الجيش اللبناني من الحلول مكان «اليونيفيل» والقيام بالمهمات التي كانت تقوم بها؟
تستغرب مصادر عسكرية رفيعة السؤال، وتقول لـ«الجمهورية»: «أن يأخذ الجيش مكان «اليونيفيل» هو ليس خياراً، فهذه الأرض هي أرض لبنانية وأنّ المهمّة مهمّة عسكرية، وواجب الجيش حمل هذه المهمّة وتحمّلها. وفي المقابل يحق للجيش أن يطالب بالنواقص التي يحتاجها، خصوصاً أنّه هو من يقوم بأعمال الدهم وليس «اليونيفيل». كذلك، هو مَن يسيّر الدوريات، أمّا القوات الدولية فمهّمتها الدعم والغطاء الدولي الذي تؤمّنه له، أكثر من العمل العسكري على الأرض. لذلك، الجيش قادر على الحلول مكان قوات «اليونيفيل»، بحسب تعبير المصادر نفسها.
والأهم بحسب ما كشفته تلك المصادر، أنّ موازنة «اليونيفيل» تقارب المليار دولار في السنة. فإذا توقف هذا التمويل عنها ومُنِحَ جزء منه للجيش اللبناني فسينفّذ مهمّته بكاملها. أمّا النقطة الأساس، فتكمن في القرار الذي هو سياسي بحت، فإذا نجح التفاوض «المباشر أو غير المباشر» الذي يتمّ الحديث عنه، فسيكون تحرّك «اليونيفيل» والجيش والإمداد بناءً على مدى نجاح هذا التفاوض.
المغزى، إذا بقينا في حالة عداء، المطلوب هو جهوزية عسكرية معيّنة، وإذا أصبحنا في حالة هدنة أو سلم أو أي نوع من أنواع الاتفاقات، فستُفرَض علينا جهوزية مختلفة كليّاً.
----------------------------
جريدة صيدونيانيوز.نت / أخبار لبنان / مسيّرات لتحديث داتا المعلومات... وإنهاء وقت اللعب!
2025-10-25
