حملة المهاجر إلى الله ورسوله تعلن بدء طلبات الحج 20254
الرئيسية / أخبار لبنان /تحقيقيات وتقارير /الأميركيون للبنان: نفّذ ثم اعترض!

جريدة صيدونيانيوز.نت / الأميركيون للبنان: نفّذ ثم اعترض!

 

Sidonianews.net

---------------------

الجمهورية / عماد مرمل

هذه المّرة لم ينتظر الموفد الأميركي توم برّاك إجراء مقابلة إعلامية معه حتى يدلو بدلوه في الشأن اللبناني، فاختار أن يحاور نفسه عبر صفحته على منصّة «إكس»، حيث توسّع في تشريح الوضع اللبناني ضمن مقالة غاصت في كثير من التفاصيل، وبدت أقرب إلى «المونولوج» السياسي.

اتخذ نص برّاك الطويل شكل مضبطة اتهامية او «قرار ظني» في حق الدولة اللبنانية، على رغم من أنّ الوقائع تُظهر أنّ تل أبيب هي التي خرقت اتفاق وقف الأعمال العدائية آلاف المرات منذ ولادته في 27 تشرين الثاني 2024، بينما لم تنطلق من الجنوب طوال هذه الفترة رصاصة واحدة في اتجاه فلسطين المحتلة، نتيجة القرار المتخذ من «الحزب» بعدم الردّ وإناطة مسؤولية الدفاع والحماية بالدولة.

وتعتبر أوساط دققت في مطالعة برّاك، انّها افتقرت إلى حدّ أدنى من التوازن، ووضعت الحق والضغط كله على لبنان حصراً، قافزة فوق تجاهل تل أبيب لاتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، ثم لمعادلة خطوة مقابل خطوة التي كان قد اقترحها برّاك نفسه، وصولاً إلى الصيغة التفاوضية التي أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري عن سقوطها عقب الرفض الإسرائيلي لها.

وليس خافياً أنّ السياسة الأميركية حيال لبنان لا تنطلق من المنطق او الحقوق، وإنما ترتكز على ميزان القوى وفائض القوة اللذين تفترض الإدارة الأميركية أنّهما يمنحانها وتل ابيب في هذه المرحلة القدرة على إلزام لبنان بتطبيق شروطهما في مقابل السماح له بالتقاط أنفاسه، على قاعدة «نفّذ ثم اعترض»، خصوصاً أنّ ترامب يعتنق اصلاً عقيدة «السلام بالقوة» التي يحاول فرضها على المنطقة بالتعاون مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.

ويبدو انّ برّاك أراد أيضاً أن يستفيد من زخم اتفاق غزة وقمة شرم الشيخ، ليرفع اللهجة والسقف في رسائله عبر «السوشيال ميديا» إلى السلطة اللبنانية، مفترضاً انّ هذه اللحظة هي الأنسب لانتزاع أقصى التنازلات وأقساها من لبنان الرسمي.

واللافت، أنّ تحذيرات برّاك من مواجهة كبرى إذا لم تتحرك بيروت لنزع سلاح «حزب الله»، وصلت إلى المسؤولين على إيقاع أزيز المسيّرات الإسرائيلية التي حلّقت بكثافة وعلى علو مخفوض جداً فوق بيروت والضاحية ومناطق أخرى، بوتيرة وُصفت بأنّها الأعلى منذ وقف إطلاق النار، في إشارة إلى أنّ العدو يعمد إلى تعزيز بنك الأهداف لديه، تمهيداً لمزيد من الاعتداءات والضغوط على لبنان.

وكان لافتاً انّ برّاك أكّد انّ اتفاق إنهاء الأعمال العدائية الذي تمّ التوصل إليه برعاية إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن قد فشل، ما يوحي بأنّ إدارة ترامب باتت متحرّرة منه في اعتباره أساساً من تركة بايدن، وبالتالي هي ليست في صدد منح أي ضمانات لتنفيذه، بل تتعاطى معه بموجب قاعدة تصريف الأعمال من خلال لجنة الإشراف (الميكانيزم)، مع انّ الولايات المتحدة كدولة كانت هي الراعية الأساسية له.

أكثر من ذلك، صار واضحاً أنّ واشنطن التي ترعى اتفاقات عدة في المنطقة، تدفع نحو عقد اتفاق جديد بين لبنان والكيان الإسرائيلي، بعد مفاوضات مباشرة أشار اليها برّاك من خلال دعوته إلى مناقشات أمنية وحدودية بين الجانبين، بينما لا تزال السلطة، خصوصاً على مستوى رئاستي الجمهورية والمجلس، متمسكة بأن يكون أي تفاوض مفترض غير مباشر.

ولم يتوقف برّاك عند هذه الحدود، إذ إنّه كذلك تقمّص دور «الخبير الانتخابي» الذي عرض التحدّيات أمام الانتخابات النيابية المقبلة في أيار 2026، ولم يكن ينقص سوى أن يطرح حلاً لإشكالية تصويت المغتربين.

وتوقع برّاك أن يفرض «حزب الله» تأجيل الانتخابات في حال وقوع حرب جديدة عليه، حتى يعيد تنظيم صفوفه ويتفادى إضعاف مكانته، منبّهاً إلى محاذير التأجيل وتداعياته على الواقع اللبناني. لكن ما فات الموفد الأميركي، انّ أي تمديد للمجلس النيابي يحتاج اصلاً إلى أكثرية نيابية ولا يستطيع طرف واحد أن يفرضه.

ثم أنّ القريبين من «الحزب» يؤكّدون انّه لا يخشى هذا الاستحقاق، وانما ينتظره لإثبات حجم شعبيته في صناديق الاقتراع، وهو واثق من انّ أي عدوان من شأنه أن يزيد الالتفاف حوله داخل بيئته وليس العكس، كما حصل عقب الحرب الأخيرة التي أدّت إلى زيادة الدعم له في الوسط الشيعي بعدما استشعر بتهديد وجودي، إلى درجة انّ البيئة الحاضنة سبقت قيادة الحزب في التمسك بسلاح المقاومة رداً على قرار سحبه، خصوصاً في ظل عجز الدولة عن تأمين البديل.

------------------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / أخبار لبنان / الأميركيون للبنان: نفّذ ثم اعترض!

 

 

 

2025-10-22

دلالات:



حملة المهاجر إلى الله ورسوله تعلن بدء طلبات الحج 20254