Sidonianews.net
----------------------
الجمهورية / عماد مرمل
تكثر التساؤلات والتخمينات حول مستقبل قطاع غزة ومصير اتفاق وقف إطلاق النار، مع دخول بنوده الأولى حيز التنفيذ على وقع «همروجة» شرم الشيخ. فيما يترقّب اللبنانيون تأثيرات ما يحصل على بلدهم، خصوصاً أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أدرج لبنان وحصرية السلاح ضمن بنك أهدافه خلال زيارته الاحتفالية للشرق الأوسط.
مع انتهاء معظم المرحلة الأولى من اتفاق غزة المستند إلى خطة ترامب بعد تبادل الأسرى وبدء تسليم جثث الإسرائيليين واستئناف دخول المساعدات والانسحاب الجزئي لقوات الاحتلال، يكون الجانب الأسهل من الاتفاق قد أُنجز استعداداً للخوض في المراحل الأصعب التي تسكنها شياطين نتنياهو.. والتفاصيل.
ولعلّ المحك الأساسي الذي ينتظر حركة «حماس» في غزة خلال الفترة المقبلة، هو ذاك المتصل بنزع سلاحها ونشر قوات دولية في القطاع المقرر وضعه تحت نوع من وصاية خارجية عبر «مجلس السلام»، كما ورد في خطة ترامب التي تحولت اتفاقاً متعدد الأطراف وقّعته الدول الضامنة في قمة شرم الشيخ.
وإذا كانت الحرب العسكرية الواسعة قد توقفت مبدئياً، فإنّها ستُستكمل بضراوة في الميدان السياسي، حيث تستعد «حماس» لخوض معركة تفاوضية قاسية وصعبة حول البنود المفخحة في اتفاق غزة.
ويلفت المطلعون على حيثيات موقف «حماس»، إلى انّها وافقت بلا أي التباس على المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي، وهي نفّذت بالفعل التزاماتها في هذا الشق، أما المراحل الأخرى من الخطة، ومنها ما يتعلق بملف السلاح، فقد قبلت الحركة بالتفاوض عليها وليس باعتمادها كما وردت في النص الأميركي، الأمر الذي يعني انّها لم تقدّم أي تعهدات مسبقة بتسليم سلاحها.
أكثر من ذلك، يؤكّد العارفون أنّ «حماس» ليست في وارد التخلّي عن السلاح ما دام الاحتلال مستمراً، وهي لن تعطي الإسرائيلي بالتفاوض ما عجز عن انتزاعه بالقوة على امتداد عامين من الحرب الشرسة، مع انفتاحها في الوقت نفسه على معالجة هذا الملف مستقبلاً، ضمن توافقات وطنية فلسطينية بمعزل، عن الضغوط الإسرائيلية والخارجية.
هل يعني ذلك أنّ نتنياهو قد يتخذ لاحقاً من رفض «حماس» تسليم سلاحها ذريعة لاستئناف العدوان الواسع على قطاع غزة؟
يبدو مثل هذا السيناريو مستبعداً حتى إشعار آخر، خصوصاً بعد الضمانات التي قدّمها ترامب بعدم تجدّد القتال لتسجيل إنجاز شخصي له، وحشده عدداً كبيراً من زعماء الدول في شرم الشيخ، ليكونوا شهوداً على توقيعه مع قادة الدول الأخرى الضامنة على وثيقة اتفاق غزة لإنهاء الحرب، في مشهد طغت عليه المؤثرات البصرية، وبدا من صناعة السينما الهوليوودية. إضافة إلى أنّ تل أبيب نفسها لم يعد بمقدورها الاستمرار في تجاهل المزاج الدولي العام، حكومات وشعوباً، الرافض لجريمة الإبادة التي كانت ترتكبها في غزة.
لكن كل ذلك لا ينفي وجوب إبقاء هامش للخطأ في الحسابات، مع وجود اليمين الإسرائيلي واليمين المتطرّف في السلطة داخل الكيان، بما يمثلانه من نزق وتهور لا يمكن ضمان ضبطهما.
وإذا كان البعض راح يتساءل عن إمكان تطبيق نموذج اتفاق غزة في لبنان، فإنّ هناك في المقابل من يرجح تطبيق نموذج اتفاق لبنان في غزة، بمعنى أنّ العدو الإسرائيلي قد يلجأ في القطاع لاحقاً إلى اعتماد ما يفعله في لبنان منذ التوصل إلى وقف إطلاق النار قبل نحو عام، من توجيه ضربات وتنفيذ اغتيالات تندرج في سياق «ميني حرب»، وهو احتمال تتهيأ له «حماس» والفصائل الفلسطينية، التي ربما استفادت من التجربة اللبنانية في هذا الإطار من أجل التحسب للآتي.
وما يهمّ «حماس» بالدرجة الأولى، وفق العارفين، أنّها استطاعت عبر قبولها بجزء من خطة ترامب تحييد المدنيين في قطاع غزة، اما السجال العسكري والأمني بينها وبين الاحتلال، فقد يتواصل بأشكال مختلفة.
---------------------------
جريدة صيدونيانيوز.نت / أخبار لبنان والعالم العربي / سيناريو لبنان إلى غزة!
2025-10-15