حملة المهاجر إلى الله ورسوله تعلن بدء طلبات الحج 20254
الرئيسية / أخبار لبنان /إفتتاحيات الصحف للعام 2025 /النهار: التأزّم وأجواء ملبدة ومشدودة على مسارين في انتظار أهل الحكم؟ | الراعي في قلب الجنوب: إخوة الصمود؟

جريدة صيدونيانيوز.نت / النهار: التأزّم وأجواء ملبدة ومشدودة على مسارين في انتظار أهل الحكم؟ | الراعي في قلب الجنوب: إخوة الصمود؟

 

Sidonianews.net

----------

النهار

 لم تبدد الساعات الـ48 الأخيرة كثيراً من الأجواء الملبدة والمشدودة عقب واقعة الروشة، ولو أن عاصفة السجالات الناشئة عنها انحسرت إلى حدود واسعة. ذلك أن عاملين أساسيين ظلا يرخيان بظلال الشكوك والتساؤلات القلقة حول تداعيات تلك الواقعة، الأول يتصل بما لم يعد ممكناً التخفي عليه من اهتزازات سلبية بين أهل الحكم والحكومة والسلطتين السياسية والأمنية، وذلك للمرة الأولى منذ بداية العهد وتشكيل الحكومة. والثاني يتصل بتصاعد المخاوف الجدية من انزلاقات ميدانية جديدة تقدم عليها إسرائيل، بعدما شكلت "إنذارات" الموفد الأميركي توم برّاك رسائل مباشرة للبنان، يتعين عدم تجاهلها أو التقليل من خطورتها. وما لا يمكن تجاهله أيضاً في هذا السياق، أن أسبوع إحياء ذكرى اغتيال الأمينين العامين الراحلين لـ"حزب الله" السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين بما انتهى عليه، إن في تظاهرة الروشة أو في المواقف التي أطلقها الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم بتصعيد تهديداته السافرة للحكومة "بمواجهة كربلائية" لقرار حصرية السلاح بيد الدولة، زاد منسوب تعريض لبنان لأخطار عمليات إسرائيلية مفتوحة على الزمن والمكان والحجم. ومع كل هذا المناخ المأزوم، فإن الأوساط المعنية رصدت مرور اليومين الأخيرين مترقبة حركة الاتصالات واللقاءات بين المسؤولين عقب عودة رئيس الجمهورية جوزف عون من نيويورك يوم السبت الماضي. وإذ لم تسجل أي تحركات سياسية مماثلة بعد، فإن الساعات المقبلة ستبلور طبيعة المشاورات المقبلة، كما أن جانباً من الجلسة التشريعية التي يعقدها اليوم مجلس النواب ستشهد مقاربات سريعة للتطورات الأخيرة من خلال فترة الأوراق الواردة ومداخلات النواب. وقد سجل أمس في هذا السياق، استقبال رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، في دارته في قريطم، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبد الله.

ولعل ما تقتضي الإشارة إليه، أنه في حين كانت إيران تتعمد إظهار رعايتها ونفوذها المستمرين على "حزب الله" من خلال حضور الأمين العام للمجلس الاعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني احتفال الذكرى السنوية لاغتيال نصرالله وصفي الدين، جدّد المبعوث الأميركي توم برّاك مطالبة لبنان بنزع سلاح "حزب الله"، وقال: "إذا أراد اللبنانيون دولة واحدة وجيشاً واحداً، فعليهم تنفيذ هذه الخطوة". وأضاف أن "الولايات المتحدة ليست ضامناً في اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، وهي قناة تواصل لا أكثر"، موضحاً أن "إسرائيل ترى أن حزب الله يعيد بناء قدراته". وشدّد على أن الرؤية الأميركية تقضي بأن لبنان إذا أراد جيشاً موحداً، فعليه نزع سلاح الجهات والمجموعات التي لا تنصاع لما هو مطلوب، وذكر بهذا الصدد "حزب الله" والمجموعات الفلسطينية.

وكان الشيخ نعيم قاسم هدّد في إحياء ذكرى نصرالله وصفي الدين "بمواجهة كربلائية" لمنع نزع سلاحه، وتوجّه إلى الحكومة قائلاً: "ارتكبتم خطيئة عندما قررتم نزع سلاح المقاومة، فصححوا هذه الخطيئة ". واعتبر أن الخطر الإسرائيلي الأميركي على لبنان خطر وجودي، ونزع السلاح يعني نزع القوة تلبية لمطلب إسرائيل ولن نسمح بنزع السلاح وسنواجه بوقفة كربلائية".

وسط هذه الأجواء المأزومة، شكّلت الجولة الثانية الواسعة التي قام بها أمس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى الجنوب بدءاً برعية صور، اختراقاً حقيقياً للأجواء المشدودة، إن من خلال الدلالات الإيجابية التي أشاعتها جولته على بلدات مسيحية وشيعية ومختلطة من سائر الطوائف، وإن عبر العظة والكلمات التي ألقاها متضمنة مواقف متقدمة في التعاطف مع أبناء الجنوب وإظهار أولوية مكانة الجنوب وطنياً والتشديد على دور الجيش حصانة وحيدة للبنان. جولة البطريرك الراعي شملت أمس "القليعة الصّامدة" و"البلدات العزيزة" الجرمق والعيشيّة وإبل السقي وكوكبا وجديدة مرجعيون، والنبطية والكفور، وكفروه، والحجة والعدوسية. وفي عظته من القليعة، قال البطريرك: "أحيّيكم جميعاً، أنتم الآتون من هذه البلدات وسواها من الجنوب العزيز، الأرض المباركة، أرض الكرامة والحريّة. وقد عانيتم من الاعتداءات والحروب والتّعديات الإسرائيليّة على أرضكم وبيوتكم وأرزاقكم. أحيّيكم لأنّكم صمدتم وحافظتم على جذوركم، وأثبتّم أنَّ الجنوب ليس أرض نزاع، بل أرض خصب وبركة، أرض عيش مشترك، أرض وطنيّة صادقة، وأرض سلام".

وقال: "نحيّي إخواننا من الطائفة الشيعيّة الكريمة، أبناء هذه الأرض المباركة، شركاءنا في المصير والوطن الذين بوجودهم وصمودهم يشكّلون مع إخوانهم المسيحيّين والسّنّة والدّروز شهادة حيّة للتّعايش والكرامة في جنوبي لبنان ويكتبون تاريخاً واحداً من العيش معاً والصّمود".

وأضاف الراعي: "نحن نتأمّل السّلام القريب، سلاماً يترسّخ بانسحاب إسرائيل من الجنوب بشكل كامل ونهائي، وبسط الدولة اللبنانيّة سيادتها الشّرعيّة على كامل أراضيها. وهنا، لا بدّ أن نؤكّد أنَّ الجيش اللبناني، بعنفوانه وهيبته، هو الضمانة والحصانة الوحيدة لأرضنا ولشعبنا، وهو المؤتمن على حماية حدودنا والدفاع عن كرامتنا. إنّ انتشار الجيش على كامل أرض الجنوب ليس فقط مطلباً، بل هو حق سيادي وواجب وطني". وشدد على أن "الجنوب ليس مجرّد منطقة من لبنان، بل هو قلبه النابض. فما يعيشه الجنوب يعيشه كل لبنان، ولقد حان الوقت أن تتحوّل تضحياتكم إلى ثمار وطنية سياسيّة واقتصاديّة وإنمائيّة". ولفت إلى أن "بقاء الجنوب قويّاً ومحصّناً هو ضمانة لبقاء لبنان. وإنّ تعزيز صمود أهله هو واجب وطني وأخلاقي. فإنّ مسؤوليتنا جميعاً، مواطنين ومسؤولين وسياسيّين ومؤسّسات، أن نتكاتف من أجل إعادة بناء لبنان على أسس متينة: سيادة لا مساومة عليها، دولة قانون قويّة، اقتصاد منتج يثبّت الناس في أرضهم ويؤمّن لهم هناء العيش وتربية روحيّة ووطنيّة تُخرّج أجيالًا جديدة تحب لبنان وتخدمه بصدق".

وليس بعيداً من هذا الموقف اعتبر ميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده بدوره، "أننا مدعوون أن نثبت في حب وطننا وأن نعمل من أجل خلاصه، محترمين دستوره وصائنين هيبته وسلطته ومكانته، غير متعدين على قراراته أو خارجين على قوانينه أو محملينه وزر أخطائنا". وتابع في عظته: "اللبنانيون مدعوون للعيش معاً في رعاية دولة قوية وعادلة، ضمن الاحترام المتبادل وقبول الآخر وعدم السخرية منه أو استفزازه أو كيل الشتائم له. كما أنهم مدعوون إلى أن يكونوا لبنانيين قبل أن يكونوا من هذه الطائفة أو تلك، وأن يبتعدوا عن التعصب والتطرف والتبعية والتحريض والتشبث بالرأي". وأشار إلى أنه "مهما قست الظروف واسودت الآفاق، إنَّ ثبتنا على الأمانة لوطننا والرجاء بالرب، ووضعنا ثقتنا به، لا بد أن يمد يده لانتشالنا من الغرق، أو دعوتنا إلى القيام بما يراه مناسباً لنا".

أما على الصعيد الميداني، فشهدت بيروت والضاحية الجنوبية صباح أمس تحليقاً مكثفاً وعلى علو منخفض لمسيّرة إسرائيلية، فيما ألقى الجيش الإسرائيلي منشورات تحذيرية على أحد معامل الحجارة في بلدة الضهيرة– قضاء صور، تحمل عبارة: "التعاون مع حزب الله يعرّض حياتك ومصنعك للخطر… لا فائدة اقتصادية من الصفقات المشبوه بها".

وعصر أمس شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات، مستهدفاً المنطقة الواقعة بين أطراف سهل الميدنة كفررمان والجرمق. وألقت الطائرات المغيرة صواريخ جو أرض أحدث انفجارها دوياً هائلاً تردّد في أرجاء المنطقة.

------

جريدة صيدونيانيوز.نت

النهار: التأزّم وأجواء ملبدة ومشدودة على مسارين في انتظار أهل الحكم؟ |  الراعي في قلب الجنوب: إخوة الصمود؟ 

2025-09-29

دلالات:



حملة المهاجر إلى الله ورسوله تعلن بدء طلبات الحج 20254