حملة المهاجر إلى الله ورسوله تعلن بدء طلبات الحج 20254
الرئيسية / أخبار لبنان /مقالات /إسرائيل المحاصرة دولياً: القصف على نتائج مؤتمر نيويورك!

جريدة صيدونيانيوز.نت / إسرائيل المحاصرة دولياً: القصف على نتائج مؤتمر نيويورك!

 

Sidonianews.net

-----------------------

الجمهورية

جوزف القصيفي نقيب محرري الصحافة

تنعقد اليوم في نيويورك قمة ذات أهمية كبرى برئاسة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ويشارك فيها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. ويُنتظر أن يعلن ماكرون إعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية بالإضافة إلى دولة بريطانيا والبرتغال وكندا وأستراليا. وينطلق المؤتمر من إعلان نيويورك الذي يقع في 42 بنداً وصوّتت عليه 142 دولة عضو في الهيئة العامة للأمم المتحدة، ويقضي بإرساء «حل الدولتَين» من خلال قيام دولة فلسطينية.

وقد وصف الرئيس ماكرون هذا القرار بأنّه تحوّل في مسار السلام والأمن الدائم في منطقة الشرق الأوسط. إنّ هذا الإعلان يحظى بدعم أكثرية دول الاتحاد الأوروبي ودول الخليج العربي، كما الاتحاد الروسي والصين ودول إقليمية فاعلة في العالم والمنطقة. لكنّ هذا الإعلان يصطدم برفض الدولة المعنية به مباشرة: إسرائيل وداعمتها الأولى الولايات المتحدة الأميركية، التي لن تتوانى عن إستخدام «الفيتو» لخنق هذا التوجّه الجاد في مهده، واعتباره كأنّه لم يكن. وذلك في تكرار لمواقف سابقة لواشنطن، التي أسقطت مشروعات أقل أهمية تتصل بالقضية الفلسطينية.

إستبق بنيامين نتنياهو المساعي الأوروبية والخليجية بإطلاق النار عليها لإردائها، وقطع الطريق من خلال إعلانه أنّه يعمل على تحقيق «حلم» إسرائيل الكبرى وبسط نفوذه بالنار، وفرض منطقة منزوعة السلاح في لبنان الذي أفرغ مدنه وبلداته وقراه من أي وجود إنساني ناشط، بعد إحتلال جيشه ما يزيد على خمسة مواقع فيما لا تزال إعتداءاته تتكرّر يومياً. وسوريا التي قضمت الدولة العبرية مناطق واسعة منها في الجنوب، وبلغت مناطق قريبة من دمشق، فيما تسعى إلى تزكية توجّهات الإنسلاخ لدى فئات واسعة من الشعب السوري في الساحل والشرق وسواهما من المناطق، عدا عمّا ترتكبه في غزة من مذابح، وفي الضفة الغربية من حصار وضغوط، وتستكمله في القدس من عمليات تهويد لكل معالمها وتهديد مباشر للمسجد الأقصى. بالإضافة إلى حال الحذر والتوجّس التي تعيشها الأردن ومصر في مواجهة إحتمال تنفيذ خطة ترحيل فلسطينيي القطاع والضفة جماعياً بعملية «ترانسفير».

وجاء الإعتداء على قطر بمثابة رسالة موقّعة بالقصف الناتج من إختراق جوّي لسيادتها، ومفاد هذه الرسالة، أنّ أي محاولة خليجية للسَير قدماً في «حل الدولتَين» وممارسة الضغط لفرضها لن تمرّ. في الواقع، تتصرّف إسرائيل وكأنّها «المايسترو» الذي يقود المنطقة لإرغامها على أداء «المعزوفة» التي ترتاح إليها مهما كلّف الثمن، وهي تناور وتضرب من دون رادع أو وازع ولا تسأل، متكئة على دعم مفتوح من واشنطن. ويتوقع مع بدء مؤتمر نيويورك اليوم أو ختامه أن تعمد إسرائيل إلى توجيه رسائل ممهورة بالدم والنار إلى المشاركين، من خلال تصعيد الإعتداء على المدنيِّين في قطاع غزة وزيادة البطش في الضفة الغربية، ومواصلة الغارات في لبنان، وقد تتعدّى حدودها الجنوب إلى مناطق أخرى. ولا يُستبعد أيضاً أن تتوسع الغارات لتطاول مواقع في سوريا. وسيتسبّب هذا الأمر بطبيعة الحال بتعميق الفجوة السياسية بين تل أبيب وباريس ولندن ومجموعة الدول الأوروبية وموسكو وبكين، وبطبيعة الحال دول الخليج، ولا سيما منها السعودية التي طالما سعت إلى مقاربة موضوعية لملف النزاع العربي - الإسرائيلي، معتبرةً أنّ «حل الدولتَين» هو الصيغة الفضلى لإنهاء النزاع، وأنّ تعنّت تل أبيب ورفضها سيُبقيان النزاع نزاعاً وجودياً مفتوحاً لا سقف له ولا زمان. وفي هذا السياق يأتي التواصل الإيراني - السعودي ليصبّ في خانة الإيجابيات التي يمكن البناء عليها إذا استمر في الإتجاه الذي يخدم الإستقرار الإقليمي، ويسحب فتائل التفجير من حقل العلاقات المترجرجة بين طهران ومعظم دول الخليج، ممّا سينعكس إيجاباً في مطارح أخرى، ومنها لبنان. وهذا التطوّر في العلاقة الذي تبلوَر على نحو أفضل بعد الإعتداء الإسرائيلي على قطر، وسقوط نظرية الحماية الأميركية لدول الخليج، سيضاعف من شراسة تل أبيب وعدوانيّتها. إنّ إسرائيل ستُسلّط كل أسلحتها السياسية، الإعلامية، الاستخبارية والحربية للتصويب على مؤتمر نيويورك ووأد نتائجه، ولو اقتضى الأمر لجوءها إلى حروب متنقلة ومتفاوتة القوة مع جيرانها الأقربين والأبعدين، وحتى مع القوى الدولية والإقليمية الحاضنة أو المؤيّدة لحل الدولتَين، وهي ستلقى دعم الرئيس دونالد ترامب الذي يُغطّي حربها على قطاع غزة، مع علمه بأنّ ما ترتكب من مجازر لا يُبيحه ضمير ولا قانون دولي وإنساني.

على أنّ مؤتمر نيويورك اليوم سيكون حدثاً بارزاً على المستوى السياسي، لأنّه الدليل على استحالة الانتهاء من القضية الفلسطينية بالحديد والنار والقوّة القاهرة، على حساب قوة الحق، الذي لا يمكن تجاوزه. فهل تثبت نتائج قمة نيويورك أمام ما ينتظرها من تحدّيات، أم تتبدّد كالهباء المنثور تحت أقدام هولاكو العصر؟ إنّه صراع العين والمخرز الذي لا ينتهي فصولاً.

----------------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / إسرائيل المحاصرة دولياً: القصف على نتائج مؤتمر نيويورك!

 

 

2025-09-22

دلالات:



حملة المهاجر إلى الله ورسوله تعلن بدء طلبات الحج 20254