Sidonainews.net
---------------
نداء الوطن
ساد اقتناع الأوساط النيابية أمس أن هناك أرنبَ "قطبة مخفيّة"، تبيّته دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى عقد جلسة مناقشة عامة للحكومة اليوم وما تعنيه هذه الجلسة إذا ما ذهبت كما هو متوقع إلى هتك أسرار التردد الرسمي في معالجة ملف سلاح "حزب الله". وتساءلت أوساط نيابية بارزة عبر "نداء الوطن" عما إذا كان الرئيس بري يريد إحراج الحكومة من باب سلاح وورقة الموفد الرئاسي توم براك على هذا الصعيد؟ وإلا، تضيف هذه الأوساط متسائلة، ماذا يبيّت رئيس البرلمان وهو أحد أركان الترويكا الذي يعطل اتخاذ القرار التنفيذي بشأن سلاح "الحزب" عبر مجلس الوزراء؟
وفي سياق متصل، علمت "نداء الوطن" أن الرد الأميركي الذي وصل أمس إلى بعبدا جاء متكاملًا، وقد كان سريعًا رغم أن المهلة التي كان سيحتاجه هي أسبوعان على حد تقدير المسؤولين اللبنانيين، وهو سيخضع للنقاش بين المسؤولين. والانطباع الأول لدى المسؤولين أن الرد إيجابي ويمكن البناء عليه وسيؤمن حلًا طويل الأمد قد يضع لبنان على خريطة الحل الشامل وينهي الصراع الجنوبي الذي استنزف البلد، وسط تأكيد أميركي على وضع مهلة زمنية لسحب السلاح من كل لبنان لا تتجاوز نهاية هذا العام.
عون يذكّر بقسمه على "استقلال الوطن وسلامة أراضيه"
وكان رئيس الجمهورية جوزاف عون شدد أمس على أن "وحدة الأراضي اللبنانية ثابتة وطنيّة، كرّسها الدستور، ويحميها الجيش اللبناني، وتحصّنها إرادة اللبنانيين الذين قدّموا التضحيات على مرّ السنين للمحافظة عليها". وقال: "لقد أقسمت اليمين، بعد انتخابي رئيسًا للجمهورية، على الحفاظ على "استقلال الوطن وسلامة أراضيه"، ويُخطئ من يظن أن من أقسم مرّتين على الدفاع عن لبنان الواحد الموحّد، يمكن أن ينكث بقَسَمه لأي سبب كان، أو أن يقبل بأي طروحات مماثلة".
جلسة المساءلة والمطلوب واحد
والآن ماذا عن جلسة اليوم لمساءلة الحكومة نيابيًا؟ وفق معلومات "نداء الوطن" أنه سبق لرئيس المجلس أن اتفق على عقد هذه الجلسة خلال استقباله قبل أيام رئيس الحكومة نواف سلام في عين التينة، متوجّهًا إليه بالقول "هيك أفضل حتى ما ينفجر اللغم فيك".
وبحسب المعلومات، فالكلمات التي ستنقل مباشرة على الهواء، ستكون عالية السقف. وقد وصل عددها حتى مساء أمس إلى أكثر من 50، والعدد مرشّح للارتفاع، وستركّز على ضرورة الالتزام بجدول زمني واضح لأن المماطلة قد تعرّض لبنان لخطر تجدد الاعتداءات الإسرائيلية من جهة، وستبقي الدولة اللبنانية أسيرة الأبواب العربية والدولية المقفلة بوجه التعافي الاقتصادي والشروع بإعادة الإعمار.
وفي تقييم لأوساط دبلوماسية عبر "نداء الوطن" أن جوهر الموضوع اللبناني هو لماذا لم تقدم حكومة لبنان حتى اليوم على أي شيء في موضوع اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذه انطلاقًا مما وقعت عليه الحكومة السابقة بموافقة "حزب الله"؟ ولماذا لم تتبنَ الحكومة خطة الموفد الرئاسي الأميركي براك وتضعها على طاولة مجلس الوزراء ومن ثم الذهاب إلى تنفيذها؟
أضافت الأوساط الدبلوماسية أن تنفيذ خطة براك يعني احتكار الدولة للسلاح بما يشكل المقدمة أمام انسحاب إسرائيل ويفتح الباب أمام عودة علاقات لبنان مع المجتمعين الدولي والعربي من خلال حل التنظيمات المسلحة سواء أكان "حزب الله" أم غيره. وإذا كان تنفيذ هذه الخطة لم يحصل بعد، فذلك يعني أنه لن يمشي الحال في أي أمر آخر فيبقى لبنان في دائرة الحصار والفوضى وحرمانه من المساعدات الاقتصادية".
ولفتت الأوساط نفسها، إلى "أن هذا ما أبلغه براك للمسؤولين كما أبلغه الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان لكل من التقاه في آخر زيارة للبنان، علمًا أن السعودية كانت رأس حربة في الانتخابات الرئاسية في بداية العام الجاري، لكن دعمها كان مشروطًا باحتكار الدولة السلاح".
وانتقدت الأوساط "حجج الحرب الأهلية التي ترد على لسان المسؤولين"، وقالت: "إن المطلوب هو أن تتخذ الحكومة القرار السياسي قبل الذهاب إلى التنفيذ" ودعت إلى ملاحقة "حزب الله" قضائيًا بشخص أمينه العام الشيخ نعيم قاسم على "مواقف يطلقها لجهة قرار "الحزب" بالعودة إلى الحرب والمقاومة والسلاح علمًا أن هذا قرار يختص بالحكومة اللبنانية وحدها". وخلصت إلى القول: "إن المدخل الأساس لإنقاذ لبنان هو إزالة دولة "حزب الله" المستمرة منذ 30 عامًا والتي أخذت لبنان إلى الحرب والخراب".
وقال الرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط بعد لقائه رئيس مجلس النواب أمس: "إما يكون هناك وقف لإطلاق نار أو لا يكون، ولست متشائمًا بشكل كبير. همّنا يشبه الهمّ الأميركي وهو الحفاظ على لبنان الكبير ونحن متمسّكون بالكيانات الحالية".
الكويت و"الخبر الإيجابي"
وشهد أمس إطلالة كويتية على المشهد اللبناني مع زيارة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح الذي جال على كبار المسؤولين مؤكدًا دعم لبنان ومواجهة كل ما يؤدي إلى عدم الاستقرار. معلنًا للبنانيين أن "هناك خبرًا إيجابيًا ستسمعونه من رئيسكم قريباً وليس مني".
ماغرو: مرحلة جديدة يجب أن تبدأ في لبنان وندعم بالكامل جهود برّاك
في سياق متصل، أقام السفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو وعقيلته حفل استقبال في قصر الصنوبر بمناسبة العيد الوطني الفرنسي. وقال في المناسبة: "التحدّيات لا تزال كثيرة، سواء في ما يتعلّق بحصر السلاح بيد الدولة، أو بمسار الإصلاحات، أو بتجديد ولاية قوات "اليونيفيل"، أو بالوضع الإقليمي. ونحن ملتزمون بالكامل على جميع هذه الجبهات، إلى جانب أصدقائنا اللبنانيين.
يجب على الجميع أن يدركوا أنّ الزمن قد تغيّر، وأنّ مرحلة جديدة يجب أن تبدأ في هذا البلد الذي عانى الكثير. ونحن ندعم بالكامل الجهود التي يبذلها السفير الأميركي توم برّاك، ونحن مصمّمون على العمل سويًّا من أجل سيادة لبنان واستقراره وإعادة إعماره. ويمكنه أن يعتمد على عزمنا على المساهمة في ذلك في نواحٍ عدة".
-------------
جريدة صيدونيانيوز.نت
نداء الوطن: قطبة مخفية تبيته دعوة الرئيس بري ؟ | معركة سلاح الحزب في البرلمان وواشنطن تريد جدولًا زمنيًا؟ | الكويت والخبر الإيجابي؟
2025-07-15