Sidonianews.net
-----------------------
الجمهورية
آرون بوكسيرمان- نيويورك تايمز
أرسلت إسرائيل والولايات المتحدة وحركة «حماس» رسائل متضاربة في الأيام الأخيرة بشأن التقدّم في محادثات وقف إطلاق النار، التي من شأنها أن تُفرج عن الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة، وسط تزايد الضغوط من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب.
بينما تواصل إسرائيل هجومها المتجدّد، واصلت قوّاتها شنّ ضربات في أنحاء القطاع، وقُتل أكثر من 70 شخصاً أمس، وفقاً لوزارة الصحة في غزة، التي لا تُميِّز بين المدنيِّين والمقاتلين. وجاءت هذه الضربات الدامية وسط سلسلة من التصريحات المتناقضة بشأن المفاوضات.
كشفت قناة «الأقصى»، التابعة لـ«حماس»، الاثنين، أنّ الحركة وافقت على اقتراح لوقف إطلاق النار قدّمه ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط.
غير أنّ ويتكوف سارع إلى رفض الادّعاء، مضيفاً لموقع «أكسيوس»: «ما رأيته من «حماس» مُخيِّب للآمال وغير مقبول تماماً».
في وقت لاحق من المساء، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنّه يأمل في الإعلان عن تقدّم في المحادثات «إذا لم يكن اليوم، فغداً». لكنّه أشار لاحقاً إلى أنّه كان يتحدّث بشكل مجازي، وألقى باللَوم على «حماس» في حالة الجمود.
أمس، كرّر باسم نعيم، أحد مسؤولي «حماس»، تأكيد الحركة. وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي: «نعم، الحركة قبلت اقتراح السيد ويتكوف»، مضيفاً أنّ «حماس» بانتظار ردّ إسرائيل.
وعكست هذه التصريحات المتبادلة حالة البلبلة التي تحوط بالمحادثات غير المباشرة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و»حماس» للإفراج عن العشرات من الرهائن المتبقين في غزة وإنهاء الهجوم الإسرائيلي.
وترفض إسرائيل و«حماس» التفاوض بشكل مباشر. وكانت النتيجة عملية مستمرة منذ عام من المناقشات غير الرسمية بمشاركة رؤساء أجهزة استخبارات في الشرق الأوسط، مسؤولين في الحكومة الأميركية، وعدد من الوسطاء الآخرين.
ولعبت قطر، التي تستضيف بعض قيادات «حماس» السياسية، ومصر، التي تحدّ غزة، دوراً في تمرير الرسائل بين الطرفَين. كما شاركت الولايات المتحدة في هذه المحادثات، بدايةً في عهد إدارة بايدن، والآن في ظل الرئيس ترامب.
ويبدو أنّ الرئيس ترامب بات أكثر نفاداً للصبر إزاء الحرب المستمرة في غزة. وأوضح للصحافيِّين في نيوجيرسي يوم الأحد: «نتحدّث مع إسرائيل، ونريد أن نرى ما إذا كنّا نستطيع إنهاء هذه الوضعية بأسرع وقت ممكن».
في وقت سابق من هذا الشهر، فتحت الإدارة الأميركية قناة اتصال خاصة بها مع «حماس» للتفاوض على الإفراج عن إيدان ألكسندر، آخر رهينة يحمل الجنسية الأميركية ما زال على قيد الحياة.
وقد أصبح بعض حلفاء إسرائيل التقليديِّين أكثر انتقاداً وخروجاً عن دعمهم المعتاد، وأدانوا خطط نتنياهو لشنّ هجوم بري واسع جديد على غزة ضدّ «حماس»، وكذلك الحصار التام الذي فرضته إسرائيل لمدة شهرَين على دخول أي مساعدات إلى القطاع.
وقد بدأت إسرائيل الأسبوع الماضي بالسماح بدخول بعض المساعدات، لكنّ وكالات الإغاثة تؤكّد أنّ الكمية بعيدة كل البُعد عن أن تكون كافية لسكان غزة، الذين يعانون من الجوع والحرمان بشكل واسع.
بدأت الحرب في غزة في 7 تشرين الأول 2023 عندما شنّت «حماس» هجوماً على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر نحو 250 آخرين. وأسفرت الحملة الإسرائيلية اللاحقة في غزة عن مقتل أكثر من 53,000 شخص، وفقاً لمسؤولي الصحة الفلسطينيِّين.
في كانون الثاني، توصلت إسرائيل و«حماس» إلى اتفاق لوقف إطلاق النار متعدّد المراحل، كان من شأنه في نهاية المطاف إنهاء الحرب والإفراج عن الرهائن المتبقين. لكنّ إسرائيل أنهت الهدنة في منتصف آذارعندما شنّت هجوماً جديداً، مشيرةً إلى تعثر في المحادثات حول تفاصيل المرحلة التالية من الاتفاق.
وفي الأيام الأخيرة، حاول بشارة بحبُح، رجل أعمال فلسطيني-أميركي، التوسط في اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و»حماس» نيابةً عن ويتكوف، وفقاً لمسؤولَين إسرائيليَّين تحدّثا بشرط عدم الكشف عن هويّتهما، لأنّهما غير مخوّلَين بالتحدّث علناً.
بعدما أعلنت «حماس» قبولها للاقتراح، أوضح أحد المسؤولين الإسرائيليِّين، أنّ العرض الذي قدّمه بحبُح لـ»حماس» يختلف بشكل كبير عن الأطر السابقة المدعومة أميركياً، وكانت مقبولة لدى إسرائيل.
وقد ترك هذا التراشق وانعدام الوضوح، الفلسطينيِّين في غزة وعائلات الإسرائيليِّين المحتجزين رهائن لدى «حماس»، يتنقلون بين الأمل واليأس.
وقد اتهمت عيناف زانغاوكر، والدة ماتان الذي اختُطف خلال هجمات «حماس»، نتنياهو بـ«الإرهاب النفسي» بسبب تصريحاته مساء الاثنين. وكتبت على وسائل التواصل الاجتماعي: «لقد سئمتُ. فقط أعيدوا ابني».
------------------------------
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم العربي / إدعاءات متضاربة حول محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وح م ا س
2025-05-28