لائحة نبض البلد - 3
لائحة سوا لصيدا إنتخابات 2025-1
الرئيسية / أخبار لبنان /تحقيقيات وتقارير /انتخابات الجنوب تحت المجهر: قياس نبض الثنائي وجمهوره

جريدة صيدونيانيوز.نت / انتخابات الجنوب تحت المجهر: قياس نبض الثنائي وجمهوره

 

Sidonianews.net

----------------------

الجمهورية / عماد مرمل

تنطوي الانتخابات البلدية والاختيارية في مرحلتها الرابعة والأخيرة في محافظتَي الجنوب والنبطية على أهمية استثنائية، ربطاً بالظروف السياسية والأمنية التي تحوط بها، ما يضعها تحت المجهر.

تستحوذ انتخابات الجنوب التي ستتمّ عشية العيد الـ25 للمقاومة والتحرير على اهتمام كثيرين، ليس فقط في الداخل وإنّما في الخارج أيضاً، خصوصاً أنّ هذه المنطقة تقع على تماسٍ مباشر مع الكيان الإسرائيلي، وجزء منها لا يزال أصلاً تحت الاحتلال، بعدما رفضت تل أبيب الانسحاب منه كما يقتضي اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701.

ولعلّ التحدّي الأول الذي يواجه استحقاق السبت يتمثل في حماية أمن العملية الانتخابية، مع ما يتطلّبه ذلك من وقف للاعتداءات الإسرائيلية، وتحديداً في يوم الاقتراع الجنوبي، الأمر الذي حاولت الدولة اللبنانية ضمانه من خلال الاتصالات الديبلوماسية، علماً أنّ التجارب تُثبِت أنّ أحداً لا يستطيع ضبط السلوك العدواني الإسرائيلي.

ومع أنّ الاستحقاق بلدي - اختياري بالدرجة الأولى، إلّا أنّه اكتسب دلالات أوسع، وطنية وسياسية، ربطاً بخصوصية اللحظة والمكان على حدٍّ سواء، إذ إنّ الانتخابات ستحصل على وقع استمرار الاستهدافات الإسرائيلية للجنوب، وعقب عدوان عنيف ترك دماراً هائلاً في عدد كبير من بلداته وقراه، بالتالي فإنّ إجراء الانتخابات وسط هذه الظروف سيُمثل من جهة تحدّياً للواقع الاستثنائي السائد وسيُشكّل، من جهة أخرى، مناسبة لاختبار حقيقة مزاج سكان الجنوب بعد الحرب وفق آلية ديموقراطية، بعيداً من الاجتهادات السياسية والشخصية.

ثم إنّ الجنوب هو معقل أساسي للثنائي «حزب الله» - حركة «أمل»، وهو العمق الحيَوي لبيئة المقاومة، ولذا فإنّ الأرقام التي ستتمخّض عنها صناديق الاقتراع ستكون غنية بالرسائل والمعاني، وهذا ما يُفسّر ترقّب الخارج لها ليَقيس نبض الحليفَين الشيعيَّين وجمهورهما حتى يُبنى على الشيء مقتضاه.

والأرجح أنّ خصوم «الثنائي» في الداخل يأملون بدورهم في أن يستطيع منافسوه إيجاد «ثغرة» في جدار بلديات الجنوب، لعلّه يمكن المرور عبرها لاحقاً، وفق تقديراتهم، لتحقيق الإختراق الأهم في الانتخابات النيابية المقبلة، ولو بمقعد شيعي واحد سيكون كافياً لخوض معركة حول رئاسة المجلس النيابي بدعم خارجي.

ولأنّ تحالف الحزب والحركة يعرف التحدّيات التي تختزنها الانتخابات البلدية في الجنوب، فقد استعدّ لخوضها بأعلى جهوزية ممكنة، فيما كان الرئيس نبيه بري حريصاً على أن يُواكِب شخصياً بعض تفاصيلها، وصولاً إلى توجيهه أمس نداءً إلى الناخبين الجنوبيِّين يَحضّهم فيه على المشاركة الكثيفة. وبهذا المعنى، يبدو الاستحقاق البلدي في حسابات «حزب الله» وحركة «أمل» أقرب إلى مساحة اختبار لقوّتهما وميدان إسناد لخياراتهما في مواجهة إصرار البعض في الخارج والداخل على الترويج بأنّهما يُعانِيان من عوارض الضعف والوهن.

من هنا، يخوض «الثنائي» الانتخابات البلدية في الجنوب تبعاً لـ«الإحداثيات» الآتية:

- تأمين فوز أكبر عدد ممكن من البلديات بالتزكية التي من شأنها أن تعكس الالتفاف الشعبي الواسع حول الحزب والحركة وخيار المقاومة. وبالفعل فإنّ بلديات كثيرة تجاوز عددها المئة، فازت حتى أمس بالتزكية على قاعدة التوافق الأهلي والحزبي.

- تسجيل أكبر نسبة اقتراع في صناديق الاقتراع في البلدات والقرى التي توجد فيها منافسة، خصوصاً تلك الواقعة عند الحافة الأمامية، لأنّ المشاركة الكثيفة ستؤشر إلى استمرار تمسك «البيئة الحاضنة» بخياراتها وتجديد تفويضها لـ»الثنائي»، على رغم من حملات التحريض عليه وأهوال الحرب الإسرائيلية الأخيرة.

- ضمان فوز كل لوائح «التنمية والوفاء» التي تضمّ الحزب والحركة والحلفاء والعائلات، في مواجهة منافسيها لتثبيت حجم «الثنائي» ووزنه التمثيلي، بالتالي لإبلاغ خصومه أنّ أي رهان على اختراقه في عقر داره هو خاسر حتماً.

- إظهار أنّ محاولات التضييق على البيئة الشيعية من خلال منع الإعمار والحرب النفسية والضغوط السياسية والاعتداءات العسكرية، إنّما أدّت إلى شدّ عصبها وتوثيق ارتباطها بـ«الثنائي» وليس العكس.

---------------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / انتخابات الجنوب تحت المجهر: قياس نبض الثنائي وجمهوره

 

 

2025-05-23

دلالات: