Sidonianews.net
----------------------
نداء الوطن / وكالات
تُشير المعلومات المتداولة إلى أن إسرائيل عقدت العزم على الردّ على الهجوم الإيراني غير المسبوق، ما يجعل العالم بأسره يترقّب موعد هذا «الردّ» المُنتظر ومكانه وحجمه وتداعياته، فيما ما زالت الدول الغربية تسعى إلى إقناع الدولة العبرية بتفادي توجيه ضربة لإيران قد تجرّ المنطقة إلى حرب شاملة، لكنّ حسابات القيادة الإسرائيلية تدفعها، حتّى اللحظة، إلى عدم السماح لطهران بفرض معادلات جديدة وإبراز التفوّق العسكري الإقليمي لتل أبيب.
ووجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشكر لوزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ووزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، اللذَين يزوران إسرائيل، على دعمهما، لكنّه شدّد على أن بلاده «تحتفظ بالحق في حماية نفسها». وألقى نتنياهو كلمة أمام مجلس الوزراء قال فيها إنه تلقى «كلّ أنواع الاقتراحات والنصائح» من حلفاء بلاده، مضيفاً: «مع ذلك، أودّ أيضاً أن أوضح أنّنا سنتّخذ قراراتنا بأنفسنا»، بحسب مكتبه.
وكان لافتاً كلام كاميرون الذي اعتبر أنّه «من الواضح أن الإسرائيليين يتّخذون قراراً بالتحرّك» للردّ على الهجوم الإيراني، في أقوى إشارة غربية حتّى الآن إلى نوايا تل أبيب، لكنّه أمل في «أن يفعلوا ذلك بطريقة لا تؤدّي إلّا إلى أقلّ قدر مُمكن من تصعيد الأمر، وبطريقة ذكية وقوية». واعتبر أن الإيرانيين «بحاجة إلى رسالة واضحة لا لُبس فيها من مجموعة السبع»، آملاً في فرض «عقوبات منسّقة» على طهران من «مجموعة السبع» التي تجتمع هذا الأسبوع في إيطاليا. واتّهم طهران بالوقوف وراء «الكثير من الأنشطة الخبيثة في المنطقة».
وفي السياق، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن من «واجب» الاتحاد الأوروبي توسيع نطاق العقوبات التي تستهدف إيران. وقبيل اجتماع قمة لقادة دول التكتل، قال ماكرون في بروكسل: «نؤيّد فرض عقوبات يُمكن أن تستهدف أيضاً كلّ من يُساعد في صنع الصواريخ والطائرات المسيّرة التي استُخدمت خلال هجوم ليل السبت - الأحد».
وجاء في مسودة بيان صادر عن الاتحاد الأوروبي أن الزعماء «مستعدّون لاتخاذ مزيد من الإجراءات التقييدية ضدّ إيران، لا سيّما في ما يتعلّق بالطائرات المسيّرة والصواريخ». ويدعو البيان كذلك «كلّ الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن أي عمل قد يزيد التوترات».
وعلى المقلب الآخر، سعت إيران من خلال استعراض «عضلاتها» من منظومات صاروخية وطائرات مسيّرة في عرض لمناسبة اليوم الوطني للجيش أمس، إلى إظهار «جاهزيّتها» لمواجهة أي ردّ إسرائيلي. وشكّل العرض السنوي للقوات المسلّحة مناسبة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لإطلاق تحذيرات جديدة لإسرائيل، إذ قال خلال كلمة أمام أبرز قادة الجيش و»الحرس الثوري» بعد العرض الذي أُقيم في قاعدة عسكرية قرب طهران: «إذا ارتكب النظام الصهيوني أدنى عدوان على أرضنا، سيؤدّي ذلك إلى ردّ قاس وعنيف».
كما حذّر قائد القوات الجوّية للجيش حميد واحدي من أن الطائرات الحربية، بما في ذلك طائرات «سوخوي 24» الروسية الصنع، على «أهبّة الاستعداد» لمواجهة أي هجوم إسرائيلي، في حين كشف قائد القوات البحرية الأميرال شهرام إيراني أن «أساطيل الجيش تُنفّذ مهمّة مرافقة سفننا التجارية، والآن المدمّرة «جماران» متواجدة في خليج عدن، وستستمرّ هذه المهمّة حتى البحر الأحمر».
من جهة أخرى، كشف رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن الدوحة تُجري «تقييماً شاملاً» لدور الوساطة الذي تؤدّيه في «حرب غزة»، إذ «للأسف رأينا أن هناك إساءة استخدام لهذه الوساطة» و»توظيف هذه الوساطة لمصالح سياسية ضيّقة».
وقال رئيس الوزراء القطري: «نحن الآن في هذه المرحلة لتقييم الوساطة وتقييم أيضاً كيفية انخراط الأطراف في هذه الوساطة»، مضيفاً: «نحن ملتزمون بدورنا من منطلق إنساني، إنما هناك حدود للقدرة التي نستطيع أن نُسهم فيها في هذه المفاوضات بشكل بنّاء، ودولة قطر ستأخذ القرار المناسب في الوقت المناسب»، فيما كان قد أعلن في وقت سابق أن مفاوضات الهدنة وتبادل الرهائن والأسرى «تمرّ ما بين السير قدماً والتعثّر، ونمرّ في هذه المرحلة في مرحلة حسّاسة وفيها بعض من التعثّر».
من جهته، اتّهم فيدان نتنياهو بأنه يُريد دفع الشرق الأوسط إلى الحرب «من أجل البقاء في السلطة»، مشيراً إلى أنه تحدّث «3 ساعات» في الدوحة مع رئيس المكتب السياسي لـ»حماس» إسماعيل هنية وقادة سياسيين آخرين في الحركة، في مسائل مختلفة أبرزها المحادثات في شأن وقف إطلاق النار. ومن المقرّر أن يزور هنية تركيا نهاية هذا الأسبوع، حيث سيحلّ ضيفاً على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
---------------------------------
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم العربي / العالم يترقّب الردّ الإسرائيلي... وإيران تستعرض عضلاتها ... قطر تُجري تقييماً شاملاً لوساطتها في حرب غزة
2024-04-18