الرئيسية / المرأة والمجتمع /أقلام /نساء حول الرسول(3/ت) / عائشة حبيبة حبيب الله

الصورة عن الفيسبوك

جريدة صيدونيانيوز.نت / نساء حول الرسول(3/ت) / عائشة حبيبة حبيب الله

صيدونيانيوز.نت / أقلام / ​نساء حول الرسول(3/ت) / عائشة حبيبة حبيب الله

وكانت عائشة الصديقة تغار على النبي غيرة شديدة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل مع أي مشكلة بحكمة ورحمة وكان عليه الصلاة والسلام  يحسِنُ مُعامَلةَ نِسائِه، ويراعي عُقولَهنَّ وما ينشَأُ فيهن من الغرائِزِ والفِطرةِ التي جُبِلْنَ عليها.


ومن القصص التي حصلت مع عائشة أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان عندها، فأرسَلتْ إحدى أُمَّهاتِ المؤمنين صفحة طعام فضَربتِ عائشةُ يَدَ الخادمِ الَّذي جاء بِالصَّحفةِ، فسَقَطَتِ الصَّحفةُ مِنْ يَدِهِ فانفَلَقَت، أي: انشَقَّت، فجَمَعَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فِلَقَ -أي قِطَعَ- الصَّحفةِ، ثُمَّ جَعَل يَجمَعُ فيها الطَّعامَ الَّذي كان في الصَّحفةِ ويقول للحاضرينَ عندَه: «غارَتْ أُمُّكُم» اعتِذارًا منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لِئلَّا يُحمَلَ صَنيعُها على ما يُذَمُّ، بل يَجري على عادةِ الضَّرائرِ مِنَ الغَيْرةِ؛ فإنَّها مُرَكَّبةٌ في النَّفْسِ، بحيث لا يُقدَرُ على دَفْعِها، فلم يؤاخِذْها صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على صنيعِها الذي فعلَتْه من الجانِبِ المعنويِّ؛ حيث إنها فعَلَت ذلك بحضرةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومعه أضيافُه؛ مُراعاةً من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِما رُكِّب في طَبعِ النِّساءِ مِنَ الغَيرةِ، ولكِنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حمَّلها ما وقع من أضرارٍ ماديَّةٍ نتيجةَ فِعْلِها؛ وذلك بأن مَنَعَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الخادمَ مِن الذَّهابِ لصاحِبةِ الصَّحفةِ حتَّى جِيءَ بِصَحفةٍ مِنْ عندِها لتكونَ عِوَضًا عن الصَّحفةِ التي كسرَتْها، فَدَفَعَ الصَّحفةَ الصَّحيحةَ إلى الخادمِ؛ كي يُرجِعَها سليمةً لصاحِبَتِها التي أرسلَتْها، وترك صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الصَّحفةَ المكسورةَ في بَيت عائشةَ .

 وعنها أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَسْتَأْذِنُ في يَومِ المَرْأَةِ مِنَّا، بَعْدَ أنْ أُنْزِلَتْ هذِه الآيَةُ: (تُرْجِئُ مَن تَشَاءُ منهنَّ، وتُؤْوِي إلَيْكَ مَن تَشَاءُ، ومَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فلا جُنَاحَ عَلَيْكَ) ....كنْتُ أقُولُ له: إنْ كانَ ذَاكَ إلَيَّ فإنِّي لا أُرِيدُ يا رَسولَ اللَّهِ، أنْ أُوثِرَ عَلَيْكَ أحَدًا.

وقد كان لعائشة مكانة كبيرة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم وقد سؤل سنة ثمان من الهجرة  عن أحب الناس إليه فقال عائشة وعن أحب الرجال أجاب أبوها يعني (أبو بكر).

ولقد نشأت عائشة في بيت الصديق فتعلمت منه الزهد ولما تزوجها رسول الله ارتقت بزهدها وقد رأت بأم عينها اختيار النبي لما عند الله وتركه لحطام الدنيا الزائل. 

وكانت حريصة على طاعة الله والتقرب إليه ، وكانت تشارك في الجهاد كأي امرأة دون تمييز ضمن حدود الشرع من سقاية الماء وتمريض الجرحى وإعداد الطعام ...

وعندما خرج النبي إلى غزوة بني المصطلق كانت عائشة ممن خرج سهمها فخرجت لتؤدي واجبها وفي هذه الغزوة امتحنت عائشة أقسى امتحان ولكن الله تعالى أدركها بعنايته وخرجت من هذه المحنة بشهادة ربانية تتلى إلى يوم الدين في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه وفي كل مكان وبيت علم على وجه الأرض . 

كان هذا الابتلاء حديث الإفك الذي لاكته الألسن المنافقة التي هالها ما رأت  من النصر والفتوحات للإسلام على زمن النبي فرأوا أن يرموا الطاهرة عائشة بنت الصديق ويوجهوا ضربة  لزوجها النبي محمد صلى الله عليه وسلم . 

وقد أصابت هذه الحادثة المسلمين بهزة عنيفة اختلف الناس فيها بين السكوت  عنها او الخوض فيها . وأنزل الله عقابه على من جبن وسكت ولم يدفع الإفك والبهتان عن العفيفة الطاهرة . وكان صبر النبي عظيما في هذه المرحلة الحرجة ، وعالج الأمر بحكمة حتى يقي الصف المسلم من عواصف الفتن ،  إلى أن نزلت آيات الله البينات الواضحات تبرئن أمنا عائشة مما اتهمت فيه ، وتحذر المؤمنين من خطورة القذف واتهام المؤمنين لبعضهم البعض دون بينة واضحة وأكيدة ، كما وتدعو المؤمنين لحسن الظن ببعضهم البعض وعدم تصديق الإشاعات المغرضة بحق بعضهم ما لم يكن هناك دليل أكيد.

ولقد دافع الله تعالى عن أم المؤمنين عائشة في كتابه وبرأها تبرئة ما كانت عائشة نفسها تتوقع أن يحدث ذلك . وبقيت تبرئتها في القرآن آيات تتلى إلى يوم الدين ليعلم الجميع قدر عائشة ومنزلتها . 

وقال بعض أهل العلم أن يوسف لما رمي بالفاحشة برأه الله على لسان صبي في المهد ، وأن مريم لما رميت بالفاحشة برأها الله على لسان ابنها عيسى وأما عائشة لما رميت بالفاحشة برأها الله  بكلامه  من القذف والبهتان. 

ومن أجل المكرمات التي حصلت لعائشة أن حجرتها دفن فيها أعظم ثلاثة في تاريخ الأمة الإسلامية وأعظمهم كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتبعه أبو بكرثم عمر بن الخطاب . وكانت رضي الله عنها قد رأت  في الرؤيا قبل ذلك أن ثلاثة أقمار سقطن في حجرها ، فقال لها أبوها إن صدقت رؤياك دفن في بيتك ثلاثة من خير أهل الأرض . 

 

وإلى اللقاء الأخير مع حبيبة الرسول عائشة الصديقة 

حمود الحصري / صحابيات حول الرسول / بتصرف

 

 

 . 

2024-02-29

دلالات: