الرئيسية / العالم العربي /فلسطين المحتلة /أميركا وإسرائيل تهربان من الهزيمة ؟ | حتى الشفاء ممنوع في غزة ؟ | العدو يحارب المستشفيات: هكذا ننتصر! ؟ | تصعيد إسرائيلي لا يوقف التفاوض

الصور نقلا عن جريدة الأخبار اللبنانية - إنترنت و أ ف ب (صيدونيانيوز.نت)

جريدة صيدونيانيوز.نت / أميركا وإسرائيل تهربان من الهزيمة ؟ | حتى الشفاء ممنوع في غزة ؟ | العدو يحارب المستشفيات: هكذا ننتصر! ؟ | تصعيد إسرائيلي لا يوقف التفاوض

Sidonianews.net

-----------

الأخبار

منذ ليل الأربعاء، وحتى مساء أمس، واصل العدو ضغطه العسكري في اتجاه «مجمع الشفاء الطبي»، ومستشفى «النصر» (الرنتيسي)، في شمال غرب قطاع غزة، حيث تمكّن من محاصرتهما بالدبابات، بعد قصفهما ومحيطهما ليلاً. ويحوي الموقعان عشرات الألوف من النازحين الذين احتموا فيهما، اعتقاداً منهم أن العدو لن يستهدف المستشفيات بشكل مباشر، وأنه لن يعيد «جريمة» استهداف مستشفى المعمداني. ومع أن العدو لم يستهدف بشكل مباشر المستشفييْن، إلا أنه استهدف محيطهما بشكل مباشر عدة مرات؛ إذ قصف، أمس، باحة «الشفاء» بصاروخ الشفرات القاتلة، غير المتفجّر، وهو صاروخ أميركي الصنع، كانت قد زوّدت به الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل، ولا يُسمع له أيّ صوت، سوى صوت مروحته لحظة السقوط. كما تُسمع مباشرة أصوات الذين مزّقت شفرات الصاروخ أجسادهم وقطّعت أطرافهم. وبهذا السلاح، يسجّل العدو ارتكابه مجزرة من نوع جديد ومختلف، بلا صوت ولا صورة، ولا كتلة لهب وأعمدة دخان، ولولا أن الصحافيين كانوا قد ثبّتوا كاميراتهم في المكان، في وقت سابق، لربّما لم يعلم حتى المصابون بالصاروخ، ما الذي حلّ بهم.

 

وصباح أمس، استفاق اللائذون بمستشفيَي «الشفاء» و«النصر» (الرنتيسي)، على أصوات الدبابات وقد تمركزت في الطرقات المحيطة بالمستشفيين. وإذا كان العدو بالغ في تضخيم رمزية «مجمع الشفاء» القريب من البحر، بشكل خاص، فهو يعرف أن احتلاله للمقرّ، هدفه تعريض الغزّيين لمزيد من الموت، إذ من لم يسقط تحت الركام في الغارات الوحشية، لن يجد من يسعفه إن أُصيب بجروح، فضلاً عن تهجير عشرات الألوف من اللاجئين فيه. لكن العدو بدأ يدرك أن السيطرة على «الشفاء»، لن تخدم هدفه المتمثّل في توجيه ضربة قاسية إلى المقاومة، وإن كانت الخطوة تهدف إلى زيادة الإرباك والصعوبات التي تواجه إدارة الحياة المدنية في ظلّ الحرب، كون الإدارة الخاصة بالجانب الصحي والإغاثي والخدمات الخاصة بالنازحين والإيواء، سوف تخرج عن الخدمة في شمال القطاع، في حال إحكام العدو سيطرته على «الشفاء». لكن كل ذلك، لا يَظهر أنه سيفيد في دفع المقاومة للتنازل في ملفات التفاوض، سواء الخاصة بملف الأسرى والمحتجزين، أو المتعلّقة بالحديث عن ترتيبات اليوم التالي.

وعلى صعيد متّصل، قالت مصادر فلسطينية مطّلعة إن «فشل المساعي لعقد هدنة إنسانية تمتدّ لعدة أيام، سببه قرار حكومة العدو»، وهو أمر بات معروفاً ومُقَراً به حتى من قبل الجانب الأميركي. وأضافت المصادر أن الأمور تزداد صعوبة كلما توسّع العدو في جريمته، لأن «المفاوضات لن تكون سهلة، برغم كلّ التسهيلات التي قدّمتها حماس للوسطاء». وأشارت إلى أن «طريقة إدارة مدير المخابرات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، للاتصالات حول ملفّ الأسرى، بدت مختلفة عما سبق أن تحدّث عنه وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في وقت سابق». وقالت إن «هنالك دوراً خاصّاً يقوم به المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، عاموس هوكشتين، الذي يتولّى منذ ثلاثة أسابيع، وليس منذ أيام، مهمة التواصل مع كلّ الجهات التي تقدر على التواصل مع حركة حماس»، من أجل تسهيل عملية إطلاق سراح المحتجزين الأميركيين، ولو ضمن صفقة تشمل غيرهم. ويتابع هوكشتين جهوده هذه، بالتعاون مع المدير العام السابق للأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم، إلى جانب وساطة مصرية تركّز على توسيع دائرة التبادل، حتى تشمل مستوطنين إسرائيليين، من غير العسكريين. وتابعت المصادر نفسها، أن «الجانب المصري بحث مع القطريين، كما مع قيادة حركة حماس، إمكانية تقديم مبادرات تخصّ المحتجزين الذين تقول المقاومة إنها لا تريد الاحتفاظ بهم»، موضحةً أن «ما أعلنته حركة الجهاد الإسلامي قبل يومين، بخصوص الأسير الفتى والأسيرة المسنّة، يأتي في سياق تسهيل المهمة أمام قيادة حماس».

 

وفي المقابل، عاد رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، إلى الحديث عن نيّة إسرائيل «السيطرة الأمنية على قطاع غزة بعد الحرب». ويمثّل كلام رأس الهرم الإسرائيلي، وصفةً لإطالة الحرب، باعتبار أن جيشه لم يحقّق بعد أي تقدّم يُذكر في هجومه البرّي على قطاع غزة، سوى حصار المستشفيات والتلويح باقتحامها. ونقل موقع «واينت» الإسرائيلي، عن نتنياهو قوله في اجتماع مع رؤساء بلديات مستوطنات «غلاف غزة»، في مقرّ قيادة الجيش في تل أبيب، إن «الجيش سيحتفظ بالسيطرة الأمنية على القطاع، ولن نسلّمه لقوى خارجية»، وإن «هناك تصميماً قوياً جداً منكم، ومن الحكومة، على استعادة سيطرة أكثر ممّا كان، على استعادة الأمن بصورة أساسية (...) ستكون هناك سيطرة أمنية إسرائيلية على قطاع غزة، بما في ذلك نزع سلاح كامل لضمان أن لا يكون هناك تهديد من غزة لمواطني إسرائيل بعد ذلك». ويتعارض كلام نتنياهو مع موقف الإدارة الأميركية، التي أكّدت مراراً، على لسان مسؤوليها، أنها لا تدعم إعادة احتلال القطاع، وهو ما حذّر الرئيس جو بايدن نفسه، نتنياهو، من خطورته، في وقت سابق. كذلك، لا يأخذ موقف نتنياهو في الاعتبار التداعيات المتفاقمة على الإدارة الأميركية ومصالحها، بفعل الدعم غير المحدود الذي تبديه لإسرائيل في حربها على الفلسطينيين. وفي السياق، ذكرت محطة «سي أن أن» أن الإدارة تلقّت «تحذيرات حادّة» من دبلوماسيين أميركيين في العالم العربي، تفيد بأن دعمها القوي لإسرائيل، «يؤدي إلى خسارتنا الرأي العام العربي لجيل كامل». وفي هذا السياق، أكّدت برقية من السفارة الأميركية في سلطنة عُمان «أننا نخسر بشكل كبير معركة إيصال الرسائل»، مستشهدة «بحوارات مع عدد كبير من الأشخاص ذوي العقول الرصينة الموثوقين لدينا».

 

تأتي التطورات المذكورة، في ظلّ انتظار ما ستخرج به القمّتان، العربية والإسلامية، اللتان ستنعقدان في العاصمة السعودية، الرياض، اليوم. وتحمل القمّتان، بحسب مطّلعين على مجريات الاجتماعات التحضيرية، عنوانيْن أساسيّيْن: الأول، تكريس الرفض النهائي والواضح لفكرة تهجير أهالي قطاع غزة إلى خارجه؛ والثاني، تأجيل أيّ نقاش حول ترتيبات لمستقبل إدارة القطاع، إلى ما بعد توقّف الحرب. كذلك، تترقّب جميع الأطراف الإقليمية والدولية، الخطاب المحدّد للأمين العام لـ«حزب الله»، السيد حسن نصرالله، عصر اليوم، في ظلّ تطوّر واضح في مسار العمليات على الجبهة اللبنانية، وارتقاء في نوعية العمليات التي تنفّذها المقاومة، وأيضاً الاعتداءات التي يشنّها العدو الإسرائيلي.

**************

أميركا وإسرائيل تهربان من الهزيمة : إلى الحرب در ؟

الأخبار : فلسطين  يحيى دبوق  

تُواصل إسرائيل سعيها إلى تحقيق جملة أهداف، من حرب يُفترض أن نهاية مرحلتها العسكرية الصاخبة، باتت وشيكة. ولعلّ جزءاً من هذه الأهداف قد تحقَّق بالفعل، ومنها تدفيع المدنيين الفلسطينيين ثمناً كبيراً، قتلاً وتدميراً وتهجيراً، فيما يبدو مستحيلاً تحقُّق هدفها العسكري، والقاضي بـ»اجتثاث» حركة «حماس»، ذلك أن الأخيرة باقية ما بقي الفلسطينيون أنفسهم. أمّا ما يمكن أن ينجزه العدو، في حال كان جاهزاً لدفع ثمن كبير، فهو تفكيك ما أمكن من القدرة العسكرية لـ«حماس»، عبر تصفية واعتقال معظم الكادر البشري العسكري فيها، مسؤولين وأفراداً، إلى جانب تدمير الوسائل القتالية والبنية التحتية العسكرية والأمنية لديها على اختلافها. إلّا أن ما حدث إلى الآن، لا يشير إلى استعداد إسرائيلي لدفع أثمان باهظة من هذا النوع، على رغم أهميّة الهدف الأخير وتقدّمه في سُلَّم الأولويات الإسرائيلية.

وفي الموازاة، فإن ما يُشتغل على تحقيقه من ضربٍ لحكم «حماس» في غزة، يسير ببطء، ولم يغادر بعد دائرة «الممكن»، علماً أن البحث عن البدائل، وليس في البدائل، ما زال موضع تجاذب إسرائيلي - إسرائيلي، وأميركي - إسرائيلي، وأميركي - إقليمي، في ظلّ العجز إلى الآن عن إيجاد بديل معقول وعملي وممكن، على رغم كثرة السيناريوات والفرضيات المطروحة لليوم الذي يلي حُكم الحركة. ومن بين ما لم يتحقَّق لإسرائيل أيضاً، وإنْ كان ظاهر الأمور يشير إلى نتائج نسبية، هو المرتبط بمسعى استرجاع الهيبة وإعادة مستوى الردع، ليس إلى ما كان عليه عشية السابع من أكتوبر، بل إلى ما يزيد عنه أضعافاً مضاعفة. ولعلّ هذا الهدف يُعدّ الأهمّ بالنسبة إلى إسرائيل، لارتباطه ليس بالساحة الفلسطينية في غزة فحسب، بل بالداخل الإسرائيلي، وثقة المستوطنين بقادتهم، وبأمنهم الشخصي والعام، كما ثقة الحلفاء بالكيان ودوره وقدرته على تحقيق مصالحهم، فضلاً عن مكانته في وعي حلفائه الجدد في الإقليم، وغير ذلك ممّا لا يمكن حصره.

 

باختصار، أرادت تل أبيب - وما زالت تسعى إلى الآن، على رغم عودتها إلى إدراك الواقع كما هو -، انتصاراً ساحقاً غير قابل للتأويل في غزة، سريعاً وكاملاً ولا لبس فيه، ومن سماته «تحرير» جميع الأسرى، والقضاء التام على «حماس»، على أن يُستتبع لاحقاً، حتى من دون قتال بل بالاستناد فقط إلى ما تتصوّره إسرائيل من «ردع» متحقّق بفعل ما حلّ بغزة، بإخراج «حزب الله» من السياج الحدودي في لبنان إلى ما وراء الضفة الشمالية لنهر الليطاني، الأمر الذي يتيح العودة التلقائية للمستوطنين إلى مستوطنات «غلاف غزة»، وتلك المحاذية للحدود اللبنانية. ولكن، هل حقّقت إسرائيل أهدافها تلك؟ الجواب هو «لا» كبيرة جداً. وعلى هذه الخلفية، يمكن فهم امتناع تل أبيب، ورعاتها الأميركيين، عن القبول بوقفٍ كامل لإطلاق النار. كما يفسّر ذلك ما قاله وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن، وقبله رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، من أن «وقفُ إطلاق النار يعني عمليّاً إعلان انتصار حركة حماس».

 


الحرب من جهة «حماس»، ومعنى الصمود فيها، يختلفان عمّا هما عليه من ناحية إسرائيل وأميركا

وفي ظلّ السعي الإسرائيلي إلى تحقيق ما أمكن من نتائج بلا أثمان في العملية البرية التي طالت إلى الحدّ الذي باتت معه نتائجها عكسية، جنباً إلى جنب مساعي الولايات المتحدة إلى إيجاد صيغ ممكنة لليوم الذي يلي حكم «حماس»، لا تزال المراوحة الميدانية والسياسية هي الطاغية على المشهد. واللافت في هذه الحرب، أن أطرافها الغربيين، كلّهم، يراهنون على الصمود والمثابرة، والمزيد من الشيء نفسه، لتحقيق النتائج المرجوّة. فإسرائيل تريد أن تواصل جهدها الحربي على ما هو عليه، مع الرهان على إخراج «حماس» من شمال غزة، كما خرجت قبلها «منظمة التحرير الفلسطينية»، عام 1982، من بيروت. ومن جهتها، تتطلّع الولايات المتحدة إلى ما هو أبعد، إذ إنها معنيّة بأن تحقّق خلال الحرب وبعدها كلّ المصالح الإسرائيلية، والأميركية بطبيعة الحال، لكن ليس على حساب مصالحها الأخرى في المنطقة، مع ما يمكن أن يعنيه ذلك من أوضاع استراتيجية سيئة للجانبَين، بما يشمل بطبيعة الحال، مصلحة الأنظمة التابعة في الإقليم.

 

أما من جهة «حماس»، فإنّ الهدف من القتال يختلف عمّا هو لدى إسرائيل وأميركا. فالحركة أَنجزت أهدافها منذ اليوم الأول للحرب، وهي الآن تتلقّى ثمن ذلك الإنجاز، الذي تهون معه كلّ الأثمان. إذ وعلى رغم أن واشنطن وتل أبيب تعملان على إظهار «حماس» باعتبارها تنظيماً شبيهاً بـ«داعش»، إلّا أن الحركة حقَّقت في الواقع ما هدفت إليه، وبما يشبه الإعجاز: «إعادة إحياء القضية الفلسطينية»، التي كانت قد دخلت العناية الفائقة. وبين هذا وذاك، يجري العمل إسرائيليّاً وأميركيّاً، على ما يمكن تسميته بالحرب الهجينة، ليس لناحية أسلوبها ونطاقها، بل ربطاً بماهيتها نفسها: الإبقاء على الخيار العسكري، مع الإعلان عن وقف الحرب بشكل أو بآخر. وفي حساب النتيجة، فإن الخيار الأخير يعني الإبقاء على القضية الفلسطينية حيّة، ومنع ما كان يخطَّط له من إبادة الفلسطينيين، في حين أن إنهاء الحرب الآن، يعني ترسيخ انتصار حركة «حماس». وعليه، فالانتصار متحقّق في أيّ من الاتجاهَين.

-----------

جريدة صيدونيانيوز.نت

 أميركا وإسرائيل تهربان من الهزيمة ؟ | حتى الشفاء ممنوع في غزة ؟ | العدو يحارب المستشفيات: هكذا ننتصر! ؟ | تصعيد إسرائيلي لا يوقف التفاوض

2023-11-11

دلالات: