الرئيسية / أخبار العالم /أخبار العالم /الانتخابات التركية 2023: أردوغان يعلن فوزه برئاسة تركيا في مؤتمر شعبي أمام أنصاره | أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أول المهنئين

أردوغان وعقيلته (عن الإنترنت - ) مؤيدون لإردوغان تجمعوا أمام مقر حزب العدالة والتنمية في اسطنبول (28 أيار 2023، أ ف ب).

جريدة صيدونيانيوز.نت / الانتخابات التركية 2023: أردوغان يعلن فوزه برئاسة تركيا في مؤتمر شعبي أمام أنصاره | أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أول المهنئين

Sidonainews.net

------------

بي بي سي نيوز / بول كيربي


28 مايو/ أيار 2023
بي بي سي
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فوزه بجولة الإعادة في انتخابات الرئاسة التركية على منافسه كمال كليجدار أوغلو.

وتوجه أردوغان بالشكر إلى الشعب التركي، خلال المؤتمر الشعبي الذي عقد في مدينة اسطنبول، على تجديد الثقة فيه، وتحميله "المسؤولية" لفترة رئاسية جديدة.

وقال أردوغان في مؤتمره الشعبي أمام أنصاره "وداعا كمال" ثلاث مرات، في إشارة إلى منافسه كمال كليجدار أوغلوا.

وفي كلمته الحماسية أمام الآلاف من مؤيديه، قال أردوغان إنه سيواصل العمل من أجل تركيا موحدة، مضيفا أن أحدا لا بمقدوره أن يسيئ للحريات في تركيا.

ويتوجه أردوغان بعد هذه الكلمة التي ألقاها في أسطنبول إلى العاصمة أنقرة لإلقاء خطاب الفوز أيضا.

وتشير النتائج الأولية بعد فرز غالبية الأصوات إلى حصول الرئيس الحالي أردوغان على نحو 52 في المئة من أصوات الناخبين، بينما حصل منافسه كليجدار أوغلو على نحو على أقل من 48 في المئة، بفارق يجاوز نحو مليوني صوت.

ولم تعلن اللجنة العليا للانتخابات في تركيا بعد النتائج النهائية الرسمية.

وهنأ أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الرئيس التركي أردوغان، بفوزه في الانتخابات الرئاسية، بعدما أظهرت النتائج الأولية تقدمه على مرشح المعارضة.

وقال الأمير تميم في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع تويتر: "أخي العزيز رجب طيب أردوغان مبارك لكم الفوز، وأتمنى لك التوفيق في ولايتك الجديدة، وأن تحقق فيها ما يطمح له الشعب التركي الشقيق من تقدم ورخاء، ولعلاقات بلدينا القوية مزيداً من التطور والنماء".

كما هنأ رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبد الحميد الدبيبة، الرئيس أردوغان بفوره بالانتخابات الرئاسية.

وقال الدبيبة في تغريدة له: "أهنئ أخي فخامة الرئيس بفوزه بدورة رئاسية جديدة. هذا الفوز جاء تجديدا للثقة من الشعب التركي في المشاريع والسياسة الناجحة للرئيس أردوغان التي وضعت بلاده في مصافّ الدول المتقدمة".

وكانت عمليات الاقتراع تسير بسهولة وبصورة انسيابية، دون وقوع مشكلات تذكر، وفقا للجنة العليا للانتخابات.

وكانت مراكز الاقتراع قد فتحت أبوابها للناخبين في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (الخامسة صباحا بتوقيت غرينيتش)، وأغلقت في تمام الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي (الثانية مساء بتوقيت غرينيتش).

وحث المتنافسان، أروغان ووكليجدار أوغلو، الناخبين الأتراك على التصويت بكثافة في هذه الجولة الحاسمة، وذلك بعد الإدلاء بصوتيهما صباح اليوم الأحد.

ووصف كمال كليجدار أوغلو، منافس أردوغان، المدعوم من تحالف عريض من المعارضة، التصويت بأنه استفتاء على المسار الذي ستسلكه تركيا في المستقبل.

وشهدت الجولة الأولى من الانتخابات إقبالا تاريخيا بلغت نسبته 88.8 في المئة، وأحرز أردوغان السبق متقدما على كليجدار أوغلو بنحو 2.5 مليون صوت.

وقبيل الذهاب إلى جولة الحسم، اتهم كليجدار أوغلو منافسه بإعاقة رسائله النصيّة إلى الناخبين، بينما رسائل أردوغان إلى ناخبيه متواصلة.

الانتخابات التركية 2023: لمن تذهب أصوات مؤيدي سنان أوغان في الجولة الثانية؟

واستعانت أحزاب المعارضة التركية بجيش من المتطوعين الذين تنشرهم في لجان الاقتراع في عموم البلاد لضمان عدم وقوع تلاعب في عملية الانتخابات.

وتحدث مراقبون دوليون عن حالة من عدم التكافؤ بعد الجولة الأولى، لكن لم يتحدث أحد عن خروقات في عملية الاقتراع كانت كفيلة بتغيير النتيجة.

وفي آخر يوم من أيام حملته الانتخابية، وعد كليجدار أوغلو بأسلوب مختلف في الرئاسة، قائلا: "لا رغبة لديّ في سُكنى القصور. سأعيش مثلكم، متواضعا ... وسأعمل على حلّ مشاكلكم".

وأراد كليجدار بكلامه هذا الإشارة إلى القصر الفخم القائم على تخوم العاصمة أنقرة، والذي انتقل إليه أردوغان بعد أن تحوّل من رئيس للوزراء إلى رئيس للبلاد في عام 2014.

وبعد محاولة انقلابية فاشلة في 2016، وسّع أردوغان سلطاته، واعتقل عشرات الآلاف من الأشخاص وسيطر على الإعلام.

وفي ضوء ذلك، جاءت زيارته يوم السبت لضريح رئيس وزراء كان الجيش قد أعدمه غداة انقلاب في عام 1960، مشحونة بالرمزية.

وأعلن أردوغان أن "عهد الانقلابات والمجالس العسكرية قد ولّى"، ناسباً استقرار تركيا الراهن إلى نظام حكمه.

ومع ذلك، تعاني تركيا حالة استقطاب شديد؛ حيث يستند الرئيس أردوغان إلى دعم محافظين دينيين وقوميين، بينما أنصار خصمه كليجدار أوغلو هم بالأساس من العلمانيين، على أن بينهم كذلك كثيرين من القوميين.

وعلى مدى أيام، تبادل المتنافسان الاتهامات؛ إذ اتهم كليجدار أوغلو منافسه أردوغان بالجبن والخوف من انتخابات نزيهة، وفي المقابل قال أردوغان إن منافسه كان في جانب "الإرهابيين"، في إشارة إلى المسلحين الأكراد.

وبعد أيام من الخطاب التحريضي الخاص بترحيل ملايين اللاجئين السوريين، عاد مرشح المعارضة إلى الحديث عن مشكلة تركيا الأولى وهي الأزمة الاقتصادية، ولا سيما أثرها على العائلات الفقيرة.

وعلى المنصة حيث كان يوجه كليجدار أوغلو خطابا لناخبيه، صعدت امرأة تبلغ من العمر 59 عاما رفقة حفيدها، لتقول إن راتبها الشهري المقدّر بـ خمسة آلاف ليرة (250 دولار) لا يمكن أن يكفيها في ظل وصول قيمة إيجار المنزل الذي تسكن فيه إلى أربعة آلاف ليرة (200 دولار).

وربما كانت هذه الحادثة متفقا عليها مسبقا، لكن هذه هي الحال في عموم تركيا؛ حيث بلغت معدلات التضخم نحو 44 في المئة بينما فشلت الرواتب والدعم الذي تقدّمه الدولة في مواكبة ارتفاع تكاليف المعيشة.

ويقول خبراء اقتصاد إن سياسة أردوغان الخاصة بخفض معدلات الفائدة بدلا من رفعها زادت الوضع سوءا.

وسجلت الليرة التركية أدنى مستوياتها، وازاد الطلب على العملة الصعبة، وتراجع احتياطي البنك المركزي من العملة الأجنبية إلى أدنى مستوى له منذ عام 2002.

******

النهار 

إردوغان يعلن فوزه بولاية رئاسية ثالثة: الشعب حمّلنا مسؤولية الحكم لخمس سنوات مقبلة
28-05-2023 | المصدر: أ ف ب- رويترز

اعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الأحد، فوزه بالدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في تركيا.
 
وقال من على سطح حافلة متوقفة أمام مقر إقامته في اسطنبول وسط حشد من أنصاره "فزت في جولة الإعادة بدعم الشعب وأشكره على التصويت". واضاف: "الشعب حملنا مسؤولية الحكم لخمس سنوات مقبلة". 
 
وقد هنأه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في تغريدة كتب فيها "أخي العزيز رجب طيب إردوغان مبارك لكم الفوز، وأتمنى لك التوفيق في ولايتك الجديدة".
 
وقد تصدر إردوغان، الأحد، نتائج الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية بعد فرز أكثر من 95% من بطاقات الاقتراع، وفقاً لوكالة أنباء الأناضول الرسمية. 
 
وحصد إردوغان الذي يحكم تركيا منذ عشرين عاما 52,3 في المئة من الأصوات مقابل 47,7 في المئة لمنافسه كمال كيليتشدار أوغلو، وفق هذه النتائج غير النهائية.
 
في المقابل، ذكرت وكالة أنباء أنكا القريبة من المعارضة أن كيليتشدار أوغلو حصل على 48.19%، وإردوغان على 51.81% بعد إحصاء 96.92% من الأصوات. 
 
من جهته، قال رئيس اللجنة العليا للانتخابات في مؤتمر صحافي إن إردوغان يتصدر جولة الإعادة بحصوله على 53.41% من الأصوات بعد إحصاء 75.42% من صناديق الاقتراع. 
 
ودعا كيليتشدار أوغلو الناخبين إلى "التصويت من أجل التخلّص من نظام استبدادي"، بعد الإدلاء بصوته في مركز اقتراع في العاصمة أنقرة.

كذلك، دعا المقترعين إلى البقاء قرب مراكز الاقتراع بعد إغلاقها لأن "هذه الانتخابات جرت في ظروف صعبة جدًا".

من جهته، دعا إردوغان المواطنين "إلى المشاركة والتصويت من دون تقاعس".

وأدلى إردوغان بتصريحاته بعدما أدلى بصوته في حيّ أسكدار برفقة زوجته أمينة.

في الدورة الأولى من الانتخابات، بلغت نسبة المشاركة في الاقتراع 87 في المئة.

في حي شيشلي السكني في اسطنبول كان أوزير اتايولو المهندس المتقاعد البالغ 93 عاما بين اوائل المقترعين "أحضر دائما في وقت مبكر لأكون أول المقترعين لأني أؤمن بالديموقراطية ومسؤوليتي كمواطن".

في العاصمة أنقرة، أكدت زرين آلان (55 عاما) أنها "متحمسة جدا حتّى أنني لم أتمكن من النوم. آمل بألا تشهد هذه الانتخابات تزويرا".

وعلى الناخبين الاختيار بين رؤيتين للبلاد.

فإما الاستمرار مع جنوح محتمل إلى السلطوية مع الرئيس الحالي الإسلامي المحافظ البالغ 69 عاما، أو العودة إلى الديموقراطية الهادئة بحسب كلام خصمه وهو موظف عمومي سابق يبلغ الرابعة والسبعين.

وتشهد نسبة 49,5 % من الأصوات التي حصل عليها إردوغان في الجولة الأولى في 14 أيار على الدعم الواسع الذي لا يزال رئيس بلدية اسطنبول السابق يلقاه في صفوف المحافظين رغم التضخم الجامح في البلاد.

وتجلى هذا الدعم حتى في المناطق المنكوبة التي ضربها الزلزال العنيف في السادس من شباط وأسفر عن سقوط ما لا يقل عن 50 ألف قتيل وتشريد ثلاثة ملايين آخرين.

ووعد كيليتشدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري الذي أنشأه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية، "بعودة الربيع" والنظام البرلماني واستقلالية القضاء والصحافة.

وقال المدرّس أوغور برلاس البالغ 39 عاما والذي سيصوت للمرشح المعارض و"التغيير"، "سئمنا من قمع النظام وسياسته".

- مليون مراقب -
أصيب كيليتشدار اوغلو بصدمة بعدم فوزه في الانتخابات الرئاسية من الدورة الأولى كما كان يتوقع معسكره إلا انه عاد إلى موقع الهجوم بعد أربعة أيام على ذلك.

بسبب عجزه عن الوصول إلى وسائل الإعلام الرئيسية خصوصا محطات التلفزيون الرسمية المكرسة لحملة إردوغان، شن كيليتشدار اوغلو حملته لا سيما عبر تويتر فيما كان انصاره يحاولون حشد الناخبين مجددا من خلال زيارات منزلية في المدن الكبرى.

والهدف استقطاب 8,3 ملايين ناخب مسجل لم يصوتوا في الانتخابات في 14 أيار رغم نسبة المشاركة العالية التي بلغت 87%.

في المقابل، كثف إردوغان من تجمعاته الانتخابية مستندا إلى التغيرات التي فرضها في البلاد منذ توليه السلطة كرئيس للورزاء في 2003 ومن ثم كرئيس اعتبارا من 2014.

وأكثر إردوغان الذي رفع الحد الأدنى للأجور ثلاث مرات في غضون سنة، من الوعود السخية خلال الحملة ومنها تقديم منح للطلاب الذي فقدوا أقارب جراء الزلزال.

في آخر نشاط له في الحملة الانتخابية توجه السبت إلى ضريح مرجعه السياسي رئيس الوزراء القومي-الإسلامي السابق عدنان مندريس الذي أطاحه عسكريون واعدموه في العام 1961.

وحل موعد الجولة الثانية من الانتخابات في الذكرى العاشرة لانطلاق تظاهرات "غيزي" التي بدأت في اسطنبول وعمت البلاد. وشكلت هذه التظاهرات أول موجة احتجاج على حكم إردوغان وقمعت بشدة.

لهذه الغاية، قررت المعارضة نشر "خمسة مراقبين لكل صندوق اقتراع" أي ما مجموعه مليون شخص لمراقبة مجريات التصويت.

وخلصت بعثة مشتركة لمنظمة الأمن والتعاون في اوروبا ومجلس أوروبا إلى أن الدورة الأولى جرت في "اجواء تنافسية" وإن  "محدودة" بسبب "التقدم غير المبرر" الذي منحته وسائل الإعلام الرسمية لإردوغان.

ويتابع حلفاء تركيا خصوصا في حلف شمال الأطلسي من كثب نتائج الانتخابات.

*******

فوز أردوغان انطلاق لتركيا الجديدة

الجزيرة نت / ياسر عبدالعزيز

الشعب التركي
استطاع أردوغان أن يفوز رغم تحالف 6 أحزاب رئيسية قبل أن تنضم إليها 3 أخرى (رويترز)
لن أنكر أنني كنت خائفًا، لكن الخوف خالطه يقين غريب، قرابة الشهر تصارعت بداخلي الآدمية المادية الترابية مع الروحانية النورانية الإيمانية، قرابة الشهر وأنا والعالم يقف على أطراف أصابعه مشدوهًا مترقبًا، في حالة ترقب يعادل ترقب العالم لنتائج الانتخابات الأميركية ويزيد، فالكل يصف الانتخابات التركية بالمصيرية، ولعل التسمية لها مدلولات لدى كل من استخدم المصطلح.

فاز أردوغان، ليحقق رقمًا قياسيًا جديدًا يضاف إلى إنجازاته الكبيرة، وليضع فصلًا جديدًا في دليل الديمقراطية الغربية العوراء التي لا ترى إلا بعينها متجاهلة إرادة الشعوب، التي طالما تغنوا بها إذا كانت هذه الشعوب تحت وصايتهم وفي حظيرتهم، أما الشعوب التي تأبى الخنوع وتسعى لاسترداد كرامتها مستدعية حضاراتها المطمورة، فإنها شعوب مارقة داعمة لدكتاتور! وقف العالم الغربي على أطراف أصابعه دافعًا بكل أسلحته الناعمة حتى يسقط أردوغان، فأسقطهم وأضاع عليهم جهد قرن من التغييب والتغريب والتذويب.

استطاع أردوغان أن يفوز رغم تحالف 6 أحزاب رئيسية قبل أن تنضم إليها 3 أخرى وغيرها من الخلف من أجل إسقاطه، كانت مشاهد الحشود في التجمعات الانتخابية لأردوغان تزيدني طمأنينة

خالجني الخوف، لكن طمأنني الفعل، فالرجل يصدق العهد، ما وعد وعدًا إلا ونفذه، ولعل كارثة الزلزال وتعهداته التي بانت بشائرها بعد أقل من شهرين على وقوعه أقرب دليل، ويحمل الكَلّ من أبناء شعبه وأبناء دينه، وله أياد بيضاء على كثير من الشعوب، وأكرم 5 ملايين من ضيوفه أكثرهم من السوريين، ويعين على نوائب الحق، ويقف إلى جوار المنكوب، بل لقد عرض نفسه للخطر وأصر على المبيت في مناطق الزلزال.

ولعل هذه الانتخابات التي اختار الجميع أن يصفها بالمصيرية صاحبتها مخاطر كثيرة، تخطاها الرجل بفضل من الله، ثم بذكاء وحنكة تحسب له ولفريقه، بدأها الزلزال الذي ضرب البلاد ودمر 11 ولاية، وكان كفيلًا بأن يقضي على مستقبله ومستقبل حزبه، كما قضى زلزال مرمرة عام 1999 على الحكومة الائتلافية المشكلة من حزب اليسار الديمقراطي وحزب الوطن الأم وحزب الحركة القومية، إلا أن الرجل وحزبه تجاوز الأزمة رغم ركوب المعارضة والغرب الموجة لإثارة الشعب ضد الرجل وحزبه، واستطاع الرجل أن يهدئ الشارع المتأثر بالتضخم المفتعل بقرارات كثيرة، يصعب تلخيصها، قرارات رفعت من الأجور وحجمت إلى حد ما جشع التجار، واستطاع الرجل أن يتخطى ضربات إشاعات الإعلام الداخلي الموالي للمعارضة والغرب المساند لها، باتهامات له بالدكتاتورية، أو حرب أهلية، أو التشكيك في صحته وقدرته البدنية.


استطاع أردوغان أن يفوز رغم تحالف 6 أحزاب رئيسية قبل أن تنضم إليها 3 أخرى وغيرها من الخلف من أجل إسقاطه، كانت مشاهد الحشود في التجمعات الانتخابية لأردوغان تزيدني طمأنينة، لا سيما تلك التي كانت في عقر دار المعارضة كإزمير التي شهدت أكبر حشد انتخابي للرئيس منذ دخوله المعترك السياسي، وكانت الحشود في أرزروم ومرسين معقل العلويين، ومرسين المختطفة من حزب الجيد من حساب حزب الحركة القومية، وغيرها من الولايات التي اخترقها الرئيس أردوغان، وأظهر أهلها تأييدًا كبيرًا لم يكن ليؤسس إلا بشعور الجماهير بإخلاص من خرجوا له.

ورغم أن الانتخابات بدأت فعليًا عام 2022 مع التغييرات المهمة التي تم إجراؤها في قانون الانتخابات، الذي خفض عتبة الانتخابات من 10% إلى 7%، فإن المعارضة مع ذلك عرفت حجمها فدخلت في تحالفات، وامتدت آثارها للأيام الأخيرة قبل التصويت، حيث الضرب تحت الحزام بإشاعات وتسريبات أقصت بها المعارضة بعضها بعضا، في مشهد يكشف عن حقيقة هذه المعارضة، ومن ثم يكشف عن مصير هذا البلد الطيب الذي يعول عليه المسلمون في أنحاء العالم كطاقة نور في عتمة ظلام الاحتلال بالوكالة، الذي تعيشه الشعوب العربية والإسلامية منذ أن نالت استقلالها من الأصيل.

فاز أردوغان فغير حسابات الفاعلين في دوائر تأثير سياسته الخارجية المتشعبة في الشرق الأوسط، وأوروبا والبلقان والقوقاز، وعالمها الإسلامي إذ باتت تركيا عاملا مهما في معادلة سياسة هذه الدول

فاز أردوغان، فغير المشهد والحسابات على المستوى الداخلي بوعوده التي اعتاد الأتراك على أن ينفذها، لكن ستغير حسابات معارضيه التي بدأت بالفعل في إعادة النظر في الهوية التركية، وإعادة صياغة خطابها للناخب التركي الذي استطاع حزب العدالة والتنمية أن يعيد تشكيل وعيه بتاريخه وحضارته ويدفعه نحو قومية أكثر التصاقًا بمحيطها العربي والإسلامي، كما استطاع أن يقدم تعريفا غير نمطي لمفهوم العلمانية التي تتمسك بها الدولة في دستورها.

فاز أردوغان، فغير حسابات الفاعلين في دوائر تأثير سياسته الخارجية المتشعبة في الشرق الأوسط، وأوروبا والبلقان والقوقاز، وعالمها الإسلامي إذ باتت تركيا عاملا مهما في معادلة سياسة هذه الدول، حتى مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO)، فإن فوز أردوغان سيجعل أقطاب الحلف يعيدون النظر في صياغة علاقة أكثر توازنًا مع تركيا العدالة التنمية.

شعرت بالثقة في فوز أردوغان حين أكد، أن عودة اللاجئين السوريين لن تكون إلا طوعاً وأن المضيف لا يمكن أن يطرد ضيفه، رغم أن منافسه طرح الكراهية إلى الشارع السياسي وحول الانتخابات رهاناً على الكراهية ، فاختار أكثر من نصف الشعب الود والإخاء والاستقرار على العيش في حقد وبغضاء، أردوغان الذي سطر نهجا جديدا لم تعرفه الدراسات السياسية وعلومها غربية المنشأ، والمتمثلة في إضفاء المبادئ على السياسة والقرارات السيادية، جعل المسلمين والمستضعفين ينظرون إلى تركيا كقلعة وحصن يحتمون به ويتمنون لو أن تبنى مثلها في بلادهم، فآزروا الرجل بالدعاء من كل بقاع الأرض، لعل فوز أردوغان وحزبه أن يكون ناقوسا يوقظ الغافلين وتعود الأمة لمكانها الذي تستحق.

-------------

جريدة صيدونيانيوز.نت

 

2023-05-28

دلالات: