الرئيسية / أخبار صيدا /أقلام ومقالات /في ذكرى أمة قد خلت القاضي الفقيه المستشار فيصل مولوي رحمه الله : ترجل فارس الحكمة والدعوة والاجتهاد الفقهي والحركي (بقلم الشيخ الدكتور صلاح الدين أرقه دان )

المستشار القاضي الشيخ فيصل المولوي رحمه الله(أرشيف) صيدونيانيوز.نت

جريدة صيدونيانيوز.نت / في ذكرى أمة قد خلت القاضي الفقيه المستشار فيصل مولوي رحمه الله : ترجل فارس الحكمة والدعوة والاجتهاد الفقهي والحركي (بقلم الشيخ الدكتور صلاح الدين أرقه دان )

Sidonianews.net

----------

بقلم الشيخ الدكتور صلاح الدين أرقه دان 


فيصل مولوي عمامة ناصعة أنارت الدرب
وقالوا: الإمامُ قضى نحبـَه وصيحةُ من قد نعاه علتْ
فقلت: فما واحدٌ قد قضى ولـكنه أمـةٌ قـد خلتْ
لا أعلم من أين أبدأ.. وكأنني في آلة زمن تعود بي إلى أواخر السبيعينيات، وأنا بين يدي وجه مشرق تزينه ابتسامة واثق في قاعة بسيطة بمنزل متواضع في صيدا يضم فتية يبحثون عن مستقبل لهم ولأبنائهم ولأمتهم تظللهم روح من التوثب والمبادرة تحتاج أكثر ما تحتاج إلى عقل ناضج وتوجيه سليم..فكان الشيخ فيصل مولوي مفتاح خير في مدينة تمردت على واقع التقليد والتعتيم..جلس إلى صبية في عمر الزهور يلقي عليهم أول درس من دروس الدعوة بالقدوة لا بالكلمات المصفوفة..كان درسًا في التواضع وسعة الصدر والتشجيع الذي لا يعرف الحدود.. وإلى جانبه الشيخ المفضال خليل الصيفي (رحمهما الله).. وكنا بينهما طلاب علم وراغبي عمل نتلمس خطانا بما توافر يومها على قلته..
وبدأت المسيرة.. وتكررت اللقاءات.. وكنت في كل مرة أرتوي من معين لا ينضب من التشجيع والمشاركة والتوجيه الحيي والإشعار بالشراكة لا بالتراتبية التنظيمية.. هكذا كان دأبه ودأبنا.. من الحلقة إلى الأسرة فالمكتب الإداري فمجلس الشورى ولجان العمل في الوطن وديار الهجرة والاغتراب.
كان الشيخ الفقيه القائد حركة لا تهدأ.. تشعر أمامه أنك أمام طود شامخ لا يعرف الانحناء إلا لله تعالى.. وأمام عالم متمكن ينظر إلى الفقه من نافذة المستقبل لا من باب الماضي الخلفي.. وأمام قائد يختار رجاله بعناية.. تستشعر فيه رحمة الأب وإشفاق الأخ ورعاية الشيخ وتفاني المريد وإقدام الشجاع وثبات أصحاب العزائم..
كنت أنتظر الصلاة خلفه لأستمع لتلاوته.. كانت تخرج من فمه إلى قلبي مباشرة فتملأه طمأنينة.. وكنت أرقب فيه إدارته للنقاش.. كان موفقًا أيما توفيق في تقريب وجهات النظر.. وتلطيف الأجواء.. وتهدئة الخواطر.. وإبراز ما في الرأيين المختلفين من خير يمكن جمعه والاستفادة منه..
مرت علينا أيام وليال عجاف.. وقف فيها ممانعًا لأي أذى يلحق بغير المسلمين في مناطق نفوذنا.. الإنسان خط أحمر.. له حقوق وهو أمانة في أيدي أصحاب السلطان.. مهما كان حجم ونوع هذا السلطان.. من رب الأسرة إلى رئيس الدولة.. وللبندقية شرف لا يصح أن يتلوث بدماء الأبرياء..
كانت إمكانياتنا متواضعة.. بل التواضع في وصفها كثير.. وكنا نرى الغايات بعيدة فيما كان يرى الإمكانيات في العزيمة.. ويرى الغايات قريبة.. أقرب مما نتخيل.. وبهذا أطلق المؤسسات التربوية في لبنان وأوروبا وشجع على إنشائها كل قادر عامل سواء أكان منضويًا تحت لوائه أو معارضًا له..
كان إيمانه مطلقًا بأن التعلم باب من أبواب الخير لا بد أن يفضي بأصحابه إلى فضاء واسع منير.. ولما لمس معاناة الدعاة أنشأ "بيت الدعوة والدعاة" ليرفع عنهم ذل اليد السفلى.. 
ودعا مسلمي أوروبا ليكونوا جزءًا من مجتمعاتهم يعملون فيها بإخلاص يبنون ويتعايشون كما بنى أسلافهم في الأندلس وتعايشوا.. دعاهم إلى أن يؤهلوا دعاتهم لتلك البيئة فأنشأ "الكلية الأوروبية للدراسات الإنسانية" وعمل مع دعاة وعلماء وطلاب علم على تأسيس "المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث" لتكون الدعوة والإمامة والفتوى ابنة البيئة وليست دخيلة عليها..
لم أسمعه مرة واحدة يلفظ كلمة نابية.. أو يجاري في أمر يخدش الحياء.. أو يتبرم من قضاء وقدر أو نازلة من النوازل.. أو يشكو لغير الله.. أو يعيش حالة قنوط أمام معضلة من معضلاتنا –وما أكثرها.. كان -بالنسبة لي- نموذجًا حيًّا واعيًا من نماذج الاستعانة بالصبر والصلاة..
كان مربيًا من طراز فريد.. يكتفي بالنظرة عن الكلمة.. وبالكلمة عن العقوبة.. يدافع عمن أساء إليه.. ويلفت نظرنا إلى جانب من الخير يراه ولا نراه في حمأة الغضب.. وكان وفيًّا للسابقين رحيمًا باللاحقين.. لا يرضيه سلق من خرج بألسنة حداد ولا مسح صفحات عملهم بالسواد.. بل كان لا يردّ على من أساء إليه فردًا كان أو جماعة.. وإن سئل عن جماعة من جماعات العمل الإسلامي المخالفة لمنهجه أو مذهبه أجاب بما يحقق الفائدة للسائل على وجه العموم فكرًا وفقهًا بالرد على الأفكار لا على حملتها.. 
كتبت له أستشيره في رسالة أعددتها لكبير من كبارنا رأيناه قد فارق الجماعة وترك نهجها.. فأجابني أن أُمسـِك وأن أُحسـِن إليه وأن أزوره في الله.. وألا أبدي لهذا الكبير ما يسوءه في قول أو عمل.. فأي خلق هذا إلا خلق مدرسة النبوة!!
لم يكن الإسلام عنده باب ارتزاق ولا موجة ترفع راكبها في السياسة والمجتمع بل كان الإسلام الذي يعتنقه ويدعو إليه رسالة حياة مصداقًا لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}[الأنفال:24].. كان يراه في عيون الأبرياء.. وفي قلوب المساكين.. وفي عمل السالكين.. وفي تجنيب الناس الأذى من أي وعاء خرج..
واستتباعًا لذلك لم تكن وحدة الصف –في فكره وحركته– تكتيكًا لقطف ثمرات في السياسة أو غيرها.. بل كانت قناعة راسخة استدعت أن يتحمل ما لا يحتمل من داخل الصف وخارجه.. ومن أبناء طائفته والطوائف الأخرى.. وهو الذي بادر يوم الجمعة 16 المحرم 1426هـ (25/2/2005م) عقب استشهاد الرئيس الحريري والكوكبة معه، بطرح حل يجنب لبنان أزمة سياسية طاحنة، ثم كرر بعد ذلك مبادراته في طرابلس وبيروت وصيدا وبمناسبات متعددة مادًّا يده تجاه الأفرقاء جميعًا لاسيما (حزب الله) ناصحًا ومنبهًا إلى خطورة تداعيات استرسال السلاح داخل المدن والأزقة.. قال ذلك قبل أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه اليوم.. 
وحال (رحمه الله) بكل ما يملك بين إخوانه وأحبابه ومريديه وبين الانجرار إلى فتنة مذهبية لا يستفيد منها سوى أعداء الوطن والأمة.. وكان في مجالسه الخاصة.. بل شديدة الخصوصية.. كما في مجالسه العامة شديدة العموم.. داعية إلى تفهم وجهات النظر المختلفة.. وإلى الواقعية في قراءة الأحداث.. وإلى التوازن بين أمن الوطن وتربص العدو الصهيوني.. 
كان يدعو إلى وضع الحلول التي تحقق استقرار البلد دون إثارة الأطراف أو الانحياز إلى أي من أقطابها.. وهي معادلة صعبة في ظروف إحياء الغرائز والنعرات المذهبية.. ولكن الشيخ كان قادرًا على طرحها وعلى تبنيها وعلى الالتزام بها. 
*** 
اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله.

------------

* صفحة فيسبوك الشيخ الدكتور صلاح الدين أرقه دان 

----------

سيرة ذاتية عن ويكيبيديا 


المحتويات أخف
المقدمة
المناصب
في أوروبا
العمل في الحقل الإسلامي
مؤلفات ودراسات
وفاته
لقاءاته علي قناة الجزيرة
طالع أيضا
مراجع
وصلات خارجية
فيصل مولوي
مقالة
نقاش
اقرأ
عدّل
تاريخ
أدوات
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
فيصل مولوي
A2007.jpg
معلومات شخصية
الميلاد 1941
طرابلس، لبنان
تاريخ الوفاة 8 مايو 2011 (70 سنة)
الإقامة لبناني
مواطنة Flag of Lebanon.svg لبنان  تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
العقيدة أهل السنة
الحياة العملية
المهنة سياسي  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
تعديل مصدري - تعديل طالع توثيق القالب
القاضي الفقيه المستشار فيصل مولوي (مواليد 1941م طرابلس - 5 جمادى الآخرة 1432 هـ / 8 مايو 2011م لبنان)، داعية ومفكّر إسلامي، معروف في لبنان والعالم العربي والإسلامي والأوروبي.
من العاملين في الحقل الإسلامي في لبنان، وكان رئيساً لجمعية التربية الإسلامية في لبنان وهو شغل منصب الأمين عام الجماعة الإسلامية في لبنان، ورئيس بيت الدعوة والدعاة منذ تأسيسه سنة 1990 وعضو اللجنة الإدارية للمؤتمر القومي الإسلامي.

من اليمين إبراهيم المصري الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان
، في الوسط القاضي المستشار فيصل مولوي الأمين العام السابق للجماعة، وفي اليسار القاضي زكريا غندور
المناصب
عُيّن قاضياً شرعياً في لبنان سنة 1968.
وتنقّل بين المحاكم الشرعية الابتدائية في راشيا وطرابلس وبيروت.
عُيّن مستشاراً في المحكمة الشرعية العليا في بيروت سنة 1988 وبقي في هذا المركز حتى استقالته سنة 1996.
حائز على مرتبة «قاضي شرف برتبة مستشار» بموجب مرسوم جمهوري رقم 5537 تاريخ 23 أيَار 2001.
في أوروبا
أمضى الشيخ فيصل مولوي في أوروبا خمس سنوات من 1980 حتى 1985. وأسس في فرنسا اتحاد الطلبة المسلمين، ثم اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، وأنشأ الكلية الأوروبية للدراسات الإسلامية. وأصبح مرشداً دينياً لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا ثم في أوروبا منذ سنة 1986. وبقي على تواصل مع أكثر المراكز الإسلامية في أوروبا حتى وفاته.
ساهم في تأسيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث في المملكة المتحدة في آذار 1997 تحت رئاسة الشيخ يوسف القرضاوي وهو نائب الرئيس.
أصبح العميد المؤسس للكلية الأوروبية للدراسات الإسلامية في «شاتو شينون» في فرنسا منذ تأسيسها سنة 1990، وهي كلية للدراسات الشرعية بالمستوى الجامعي، وهي مخصّصة للمسلمين الأوروبيين أو المقيمين بصفة دائمة في أوروبا وسائر بلاد الغرب، واستمرّ في هذا المنصب حتىّ سنة 1994. وشغل منصب نائب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث.
العمل في الحقل الإسلامي
بدأ العمل في الحقل الإسلامي في عام 1955 وهو:
الأمين العام في جماعة عباد الرحمن في لبنان سابقا.
الأمين العام للجماعة الإسلامية خلفا للدكتور فتحي يكن منذ 1992 وحتى سنة 2009
رئيس بيت الدعوة والدعاة منذ تأسيسه سنة 1990.
عضو اللجنة الإدارية للمؤتمر القومي الإسلامي.
مؤلفات ودراسات
سلسلة مبادئ التربية الإسلامية للمرحلة الابتدائية (خمس أجزاء).
سلسلة التربية الإسلامية للمرحلة المتوسطة - أربع أجزاء.
الجزء الأول من كتاب التربية الإسلامية للمرحلة الثانوية.
تيسير فقه العبادات.
دراسات حول الربا والمصارف والبنوك.
موقف الإسلام من الرق.
أحكام المواريث، دراسة مقارنة.
الأسس الشرعية للعلاقات بين المسـلمين وغير المسلمين.
نظـام التأمين وموقف الشريعة منه.
نبوّة آدم
المرأة في الإسلام
حكم الدواء إذا دخل فيه الكحول
السلام على أهل الكتاب
المفاهيم الأساسية للدعوة الإسلامية في بلاد الغرب
أثر انهيار قيمة الأوراق النقدية
وفاته
توفي يوم الأحد 5 جمادى الآخرة 1432 هـ الموافق 8 مايو 2011م ودفن في مسقط رأسه مدينة طرابلس.
لقاءاته علي قناة الجزيرة
برنامج لقاء اليوم:
فيصل المولوي.. الأزمة الحالية في لبنان، 27 يونيو 2008 م - فيديو على يوتيوب
برنامج مباشر مع:
(قناة الجزيرة مباشر) حوار حول الاحداث الأخيرة في لبنان والفتنة التي حدثت ومقاومة المشروع الصهيوامريكي في المنطقة (فيديو) على يوتيوب، 14 مايو 2008
برنامج الشريعة والحياة
المواطنة في الفقه السياسي الإسلامي، 22 يوليو 2007 م
الفتوى والسياسة، 20 أغسطس 2006 م
أهل الكتاب هل هم ذميون أم مواطنون؟، 15 أغسطس 1999 م
برنامج العمامة البيضاء على الجزيرة الوثائقية:
العمامة البيضاء/العلامة المرجع الشيخ فيصل مولوي، 27 ديسمبر 2012 - فيديو على يوتيوب
فيلم يرصد ذكريات وآثار العلامة الشيخ فيصل مولوي وتراثه السياسي والعلمي والفقهي المتنوع عبر التنقل في مختلف الأماكن التي عاش فيها سماحته، ومن خلال اللقاء مع أقرب المقربين إليه سواء من عائلته أو أصدقائه أو شركائه في عمله السياسي والاجتماعي والعلمي، وينسج الفيلم بين الروايات المختلفة لمن عايشوا الشيخ في مناطق ومجالا تمتعددة، ليشكل هذا النسيج الجمعي في الرواية إضاءة مكثفة على حياة الشيخ وتراث وتجربته.

-----------

جريدة صيدونيانيوز.نت

في ذكرى أمة قد خلت   القاضي الفقيه المستشار فيصل مولوي رحمه الله : ترجل فارس الحكمة والدعوة والاجتهاد الفقهي والحركي  (بقلم الشيخ الدكتور صلاح الدين أرقه دان )

 

2023-05-11

دلالات: