الرئيسية / أخبار العالم /أخبار العالم /الأوكرانيون يفرضون إيقاعهم: الهجوم أفضل وسيلة للدفاع!

جريدة صيدونيانيوز.نت / الأوكرانيون يفرضون إيقاعهم: الهجوم أفضل وسيلة للدفاع!

 

Sidonianews.net

--------------

 

وكالات / نداء الوطن

يستعدّ نظام الرئيس البيلاروسي المشكّك في شرعيّته ألكسندر لوكاشينكو لإقحام جيشه في آتون الحرب المستعرة في أوكرانيا لنجدة الجيش الروسي الغارق في رمال متحرّكة لم تكن في حسبان "قيصر الكرملين" المأزوم حاليّاً، إذ يفرض الجيش الأوكراني إيقاعه في الميدان الساخن حيث بات يشنّ هجمات مضادة موجعة أتاحت استعادة سيطرته على أراض من "المحتلّ الروسي"، الذي يواجه صعوبات هائلة على صعيد الاتصال والتنسيق، بحسب البنتاغون الذي كشف أن الأوكرانيين باتوا في الأيّام الأخيرة وعلى جبهات عدّة في موقع المُهاجم، حيث يُطاردون الروس ويدفعوهم إلى الخروج من المناطق التي كانوا يتواجدون فيها، خصوصاً في ميكولايف بجنوب البلاد.

 

وبينما تُعاني القوّات الروسية لوجستيّاً ومن مشكلات في القيادة والمراقبة، ولا تُجري عمليّاتها بالتنسيق بين القوّات الجوّية والبرّية والبحرية الذي يُمكن توقعه من جيش حديث، وفق تقييم البنتاغون، بات الأوكرانيّون يُحقّقون مكاسب ميدانية لافتة، ما يُشكّل دليلاً حقيقيّاً على قدرتهم على القتال وفقاً لخططهم، وعلى التكيّف مع الظروف المحيطة بالعمليّات العسكرية والسعي دائماً إلى صدّ القوات الروسية وتشتيتها وضربها.

 

ويرجع سبب هذا الهجوم الأوكراني المضاد إلى الروح المعنويّة العالية للجيش والشعب الأوكرانيَّيْن على حدّ سواء، وهذا ما عبّر عنه كلام رئيس بلدية كييف وبطل الملاكمة السابق فيتالي كليتشكو الذي قال خلال مؤتمر عبر الفيديو مع كونغرس مجلس أوروبا أمس: "طالما أنا رئيس بلدية كييف، أعدكم بشيء واحد، لن يدخل الروس كييف أبداً!"، مضيفاً: "حَصّنا كلّ مبنى وكلّ شارع وكلّ زاوية من المدينة. سنُقاتل للدفاع عن مدينتنا ومستقبلنا. لن نركع! في أسوأ الأحوال سنموت، لكنّنا لن نستسلم أبداً!".

 

وفي كييف، ذكرت وزارة الدفاع الأوكرانية أن قواتها أجبرت القوات الروسية صباح أمس على الخروج من ضاحية مكاريف في العاصمة عقب معركة شرسة، ما أتاح للقوات الأوكرانية استعادة السيطرة على طريق سريع رئيسي، ومنع الجيش الروسي من محاصرة كييف من الجهة الشمالية الغربية. لكن وزارة الدفاع أشارت أيضاً إلى أن القوات الروسية استطاعت الاستيلاء جزئيّاً على ضواح أخرى شمال غرب كييف، كضواحي بوتشا وهوستوميل وإربين.

 

ووسط المخاوف من استخدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "المحشور في الزاوية"، أسلحة غير تقليديّة، وفيما تُكرّر واشنطن تحذيراتها من احتمال شنّ الروس هجمات كيماويّة أو بيولوجيّة، كان آخرها على لسان الرئيس الأميركي جو بايدن الذي اعتبر أنّه من الواضح بالنسبة إليه أنّ بوتين يُفكّر باستخدام أسلحة كيماوية وبيولوجية في أوكرانيا، محذّراً موسكو من "عواقب وخيمة" إذا ما أقدمت على مثل هكذا خطوة، أوضح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لشبكة "سي أن أن" أن بلاده لن تستخدم السلاح النووي إلّا إذا واجهت "تهديداً وجوديّاً".

 

وفي الأثناء، كشف مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أن "حزمة أخرى من العقوبات" ستُفرض ضدّ موسكو "بالاشتراك مع حلفائنا" خلال لقاء بايدن مع الأوروبّيين في بروكسل غداً، موضحاً أن الإعلان "سيُركّز ليس فقط على فرض عقوبات جديدة، بل على ضمان وجود جهد مشترك لمنع أي تهرّب من تطبيقها". كما لفت إلى أن الولايات المتحدة لم ترَ حتّى الآن دليلاً على أي شحنات أسلحة من الصين إلى حليفتها روسيا في الأيام الأخيرة، في حين تحدّث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمرّة الثامنة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا مع بوتين أمس، ودعاه إلى وقف إطلاق النار، من دون أن يتوصّل إلى إتفاق معه في هذا الشأن.

 

وبعد مخاطبته البرلمان الإيطالي أمس، دُعِيَ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لمخاطبة قادة دول "حلف شمال الأطلسي" الذين يجتمعون في قمة استثنائية غداً مكرّسة لغزو روسيا لأوكرانيا، حيث أُسقطت "قنبلتان خارقتان" على ماريوبول، بحسب السلطات المحلّية لهذه المدينة الساحلية التي ترزح تحت وطأة القصف الروسي العنيف ويُحاصر 200 ألف من سكانها، فيما يستمرّ القصف على مدن عدّة مثل كييف وخاركوف وأوديسا وميكولايف وتشرنيهيف...

 

وفي شمال شرق البلاد، كشفت هيئة أركان الجيش الأوكراني أن قرابة 300 جندي روسي انشقوا قرب أوختيركا في منطقة سومي، في حين استهدف هجوم روسي مساء الإثنين مدينة أفدييفكا المحاذية لدونيتسك، ما أسفر عن 5 قتلى و19 جريحاً، في وقت أعلن فيه مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن الأوروبّيين سيكتسبون، للمرّة الأولى في تاريخهم، القدرة على تنفيذ "عمليات قتالية"، بعدما قرّر وزراء الخارجية والدفاع الأوروبّيون الإثنين تشكيل قوة عسكرية للتدخل السريع قوامها 5000 مقاتل، ستكون جاهزة بحلول العام 2025.

 

وعلى صعيد المفاوضات، اعتبر الكرملين أن المحادثات مع كييف ليست جوهرية بشكل كاف، فيما أبدى زيلينسكي استعداده لبحث كلّ الأمور مع بوتين إذا وافق على التفاوض مباشرة معه، بما يشمل القرم ودونباس، لكن مع "ضمانات أمنية" بشكل مسبق، محذّراً من أن أوكرانيا "ستُدمّر" قبل أن تستسلم. بالتزامن، نقلت شبكة "سي أن أن" عن مصدر وصفته بالمطّلع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت يستعدّ للذهاب إلى كييف للمساعدة في جهود الوساطة، بعد تلقيه دعوة من الرئيس الأوكراني، موضحةً أن الرحلة لن تحصل إلّا إذا كان هناك تقدّم في المفاوضات.

 

أمميّاً، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش موسكو إلى إنهاء "حربها العبثية" في أوكرانيا، معتبراً أن هذا الصراع "لا يُمكن الفوز فيه". وقال إنّ "الحرب لن تصل إلى أي مكان"، مضيفاً: "منذ أكثر من أسبوعَيْن، يُحاصر الجيش الروسي مدينة ماريوبول ويقصفها ويُهاجمها بلا هوادة. من أجل ماذا؟". لكنّه أبدى اعتقاده أن المفاوضات الديبلوماسية الرامية إلى وقف القتال تُحرز تقدّماً.

 

وفي غضون ذلك، تعمل الحكومة الروسية على تعزيز ترسانتها القانونية على كلّ الأصعدة لمنع أي انتقاد للنظام الحاكم. فقد أقرّ النواب الروس قانوناً ينصّ على فرض عقوبات قاسية على من ينشر "أخباراً مضلّلة" في شأن العمليات التي تجري في الخارج، وهو ما يُشكّل أداة قمع جديدة للتحكّم بالمعلومات المتّصلة بالحرب ضدّ أوكرانيا، في وقت فُتِحَ فيه أوّل تحقيق جنائي ضدّ الصحافي ألكسندر نيفزوروف بتهمة "تعمّد نشر معلومات كاذبة عن قصف متعمّد للجيش الروسي لمستشفى للولادة في ماريوبول".

-----------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم / الأوكرانيون يفرضون إيقاعهم: الهجوم أفضل وسيلة للدفاع!

 

2022-03-23