الرئيسية / أخبار العالم /أخبار العالم /موسكو تراهن على "المرتزقة" لإخضاع المدن الأوكرانية

جريدة صيدونيانيوز.نت / موسكو تراهن على "المرتزقة" لإخضاع المدن الأوكرانية

 

Sidonianews.net

---------------

 

وكالات / نداء الوطن

بدأت روسيا تعدّ العدّة لإحكام قبضتها على المدن الأوكرانية والسيطرة عليها بالكامل، متسلّحة خصوصاً بـ"المرتزقة" الذين تُجنّدهم بهدف تحقيق غايات الكرملين المتمثّلة بإخضاع المدن عبر محاصرتها وتجويع أهلها وضربهم بشتّى أنواع الصواريخ الباليستيّة وغير الباليستية وتهجيرهم منها، ومن ثمّ الإنقضاض للسيطرة عليها كاملة بمساعدة من مقاتلين مرتزقة متمرّسين بالقتال في المدن. وبعدما أوضح الكرملين أن وزارة الدفاع الروسية "لا تستبعد احتمال وضع مدن كبرى، خاضعة لحصار تام تقريباً حاليّاً، تحت سيطرتها الكاملة"، فتحت موسكو الباب واسعاً أمام مشاركة المرتزقة، خصوصاً سوريين وشيشانيين، في القتال، لا سيّما بعد تعثّر القوّات الروسية في بداية الحرب وإخفاقها في تحقيق انتصارات سريعة وحاسمة، بينما ما زالت تواجه مقاومة أوكرانية تزداد صلابة مع الوقت.

 

وبحسب إفادات متطوّعين سوريين جمعتها منظمة "سوريون من أجل الحرّية والعدالة" شرط عدم كشف هوياتهم، طلبت موسكو من أجهزة سورية إطلاق حملة تطويع في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام لتجنيد رجال لديهم خبرة في قتال الشوارع. وعادةً ما تقتضي السيطرة على مدينة معارك دامية ومدمّرة، كما أن القتال في الشوارع والأحياء عادةً ما يكون عنيفاً ومكلفاً. وبذلك تكون موسكو تدفع بالمرتزقة كوقود في حربها البربرية على المدن الأوكرانية، لتخفيف قدر الإمكان من الخسائر البشرية في صفوف جيشها، في وقت كشف فيه زعيم الشيشان رمضان قديروف، المقرّب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه موجود على مقربة من كييف، حيث يُشارك في المعارك الضارية إلى جانب القوات الروسية.

 

ونشر قديروف المتّهم بارتكاب انتهاكات خطرة لحقوق الإنسان في الشيشان، مقطع فيديو على "تلغرام" يظهر فيه بزي عسكري خلال مراجعته خططاً وهو يجلس إلى طاولة مع جنود داخل غرفة. وكتب قديروف: "قبل أيّام، كنّا على بُعد نحو 20 كلم منكم أيها النازيون في كييف، والآن أصبحنا أقرب!"، داعياً القوات الأوكرانية إلى الإستسلام "وإلّا فسينتهي أمرها!". ويحكم قديروف الشيشان بقبضة من حديد ولديه ميليشيا شبه عسكرية تحت إمرته، زجّ بها أخيراً في الحرب الروسيّة ضدّ أوكرانيا.

 

وبينما مُدّدت المحادثات الروسية - الأوكرانية لجولة جديدة اليوم، في بارقة أمل خافتة مع اتساع نطاق الهجوم الروسي في كلّ أنحاء أوكرانيا، اشتدّت المعارك العنيفة حول العاصمة التي أصبحت محاصرة بشكل شبه كامل والتي فرّ أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 3 ملايين. وذكرت أجهزة الطوارئ الأوكرانية أن مبنى مكوّناً من 8 طبقات في حيّ أوبولون في شمال كييف، استُهدف فجر الإثنين "بنيران مدفعية"، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 12 آخرين. وفي وقت لاحق، تعرّض حيّ آخر للقصف قرب مصنع أنتونوف للطائرات، ما أدّى إلى مقتل شخص آخر. كما قُتِلَ 9 أشخاص وجرح 9 آخرون في ضربة استهدفت برجاً للبث التلفزيوني قرب مدينة ريفنه في غرب أوكرانيا.

 

وفي جنوب البلاد، ضيّقت روسيا الخناق على أوكرانيا، بحسب وزارة الدفاع البريطانية، التي كتبت في تغريدة أن القوات البحرية الروسية فرضت "حصاراً عن مسافة على السواحل الأوكرانية المطلّة على البحر الأسود، ما يجعل أوكرانيا في الواقع معزولة عن التجارة البحرية الدولية". وفي جنوب شرق البلاد، لا يزال الوضع مأسويّاً في مدينة ماريوبول المحاصرة، والتي أفادت بلديّتها بأنّه للمرّة الأولى منذ أيام، تمكّنت حوالى 160 سيارة من مغادرتها أمس عبر ممر الإجلاء في اتجاه زابوريجيا. كما تحدّثت كييف عن أن نحو 150 ألف شخص تمكّنوا من مغادرة المناطق التي تعرّضت للقصف عبر ممرّات إنسانية منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

 

وفي أوّل اعتراف علني من موسكو بأن المعارك الميدانية لا تسير وفقاً للخطة المرسومة، كشف رئيس الحرس الوطني الروسي فيكتور زولوتوف في كلمة ألقاها خلال احتفال ديني الأحد أن العملية العسكرية في أوكرانيا لا تسير بالسرعة التي أرادها الكرملين، عازياً الأمر إلى "قوى أوكرانية يمينية متطرّفة تختبئ خلف المدنيين"، مكرّراً بذلك اتهامات سابقة وجّهها مسؤولون روس.

 

وفي غضون ذلك، كشف مسؤول في البنتاغون أن الضربة التي استهدفت قاعدة عسكرية أوكرانية في يافوريف نهاية الأسبوع الماضي وأوقعت قتلى، نُفّذت بواسطة صواريخ "كروز" جو - أرض أُطلقت من المجال الجوي الروسي بواسطة قاذفات بعيدة المدى، معتبراً أن ذلك يُشكّل دليلاً على عدم جدوى حظر الطيران فوق أوكرانيا، في حين رأت لندن أن سقوط صواريخ روسية على أراض تابعة لدول الناتو أمر غير مستبعد، مهدّدةً بأنّه في حال حصل وضع مشابه فالحلف سيردّ.

 

توازياً، اعتبرت مسؤولة أميركية كبيرة أن انحياز الصين إلى روسيا "مقلق للغاية"، وذلك بُعيد لقاء بين مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان وكبير مسؤولي السياسة الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني يانغ جيشي في روما، دام 7 ساعات وتباحثا خلاله حول الحرب ضدّ أوكرانيا وقضايا أمنية أخرى. وأجرى المسؤولان "نقاشاً جوهريّاً حول حرب روسيا على أوكرانيا"، وفق ما أفاد البيت الأبيض في بيان مقتضب. وكانت صحف أميركية قد أفادت بأنّ روسيا طلبت مساعدة اقتصادية وعسكرية من الصين والإلتفاف على العقوبات الغربية، الأمر الذي نفته موسكو وبكين.

 

ويوجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خطاباً عبر الإنترنت إلى الكونغرس الأميركي الأربعاء، فيما تُصدر محكمة العدل الدولية الأربعاء أيضاً قرارها في شأن القضية المرفوعة من كييف على موسكو حول اجتياح أوكرانيا، والتي تطلب من أعلى محكمة في الأمم المتحدة بأن تأمر روسيا بوقف غزوها، في وقت بدأت فيه مناورات عسكرية ضخمة تحمل اسم "الرد البارد 2022" ويُشارك فيها 30 ألف عسكري من "حلف شمال الأطلسي" ودول شريكة في النروج.

 

وفي الأثناء، شدّد المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة على الحاجة إلى وقف سريع لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا وعلى الرغبة في مواصلة تعاونهما العسكري مع كييف. بالتزامن، قرّر الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على رومان أبراموفيتش وغيره من الأوليغارشيين الروس في آخر حزمة عقوبات تستهدف الذين ترى بروكسل أنهم يدعمون غزو أوكرانيا، وفق ما أفاد ديبلوماسيان وكالة "فرانس برس"، في حين طالبت أوكرانيا بطرد روسيا فوراً من مجلس أوروبا.

 

إلى ذلك، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، داعياً إلى بذل جهود "لتجنّب إعصار الجوع وانهيار نظام الغذاء العالمي". كما أظهر تقرير لصندوق النقد الدولي أن الحكومة الأوكرانية فعالة والنظام المصرفي مستقرّ والديون قابلة للاستيفاء على المدى القصير، لكن الحرب التي شنّتها روسيا أغرقت البلاد في ركود غير مسبوق، محذّراً من أن هذا الصراع يُعرّض الأمن الغذائي العالمي للخطر.

-----------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم / موسكو تراهن على "المرتزقة" لإخضاع المدن الأوكرانية

2022-03-15

دلالات: