الرئيسية / أخبار صيدا /مقالات /محمد ليلا....رحيل الوجه الصبوح* (بقلم : الصحافي احمد الغربي )

جريدة صيدونيانيوز.نت / محمد ليلا....رحيل الوجه الصبوح* (بقلم : الصحافي احمد الغربي )

 

Sidonianews.net

---------------

 

(بقلم : الصحافي احمد الغربي )

 

 محمد ليلا "ابو مصطفى" المربي والاستاذ، وجه صبوح سمح ورجل كبير بقلب طفولي، أضناه التعب  الوجع المرض، فانطفأت شمعته، وغاب مرتحلا الى الرفيق الأعلى بزاد وفير من مكارم الاخلاق وفيض القيم والمثل.

 

 كيف نرثي الاستاذ محمد ؟ وماذا نكتب عنه أو نقول فيه؟ وقد هزنا هذا الرحيل المدوّي، وقد سحّ الدمعُ في المقلتين. محمد ليلا ضمير حي ناصع، وكم كان عظيما في كبر نفسه وعزته وصدره العامر بالإيمان وقلبه النابض دوما بحب الناس.

 برحيله الموجع، خسرت بلدة الغازية ومدينة صيدا ومنطقتها، وجها اجتماعيا وتربويا وثقافيا متميزا، ترك بصماته البيضاء في التعليم الذي لم يعتبره يوما مهنة انما رسالة تربوية مقدسه. وها نحن خسرناه اخا وصديقا وحبيبا من بطانة نادره.

محمد ليلا من جيل الزمن الجميل، جيل تحصن بالقيم النبيلة والاخلاق العالية والمبادئ البانية، عرفناه منذ زمالتنا الدراسية  في الفرع الخامس بالجامعة اللبنانية العام 1978،  ومذاك لم يتغير، سيرة طيبة عطره كعطر تراب أرض الجنوب الذي عشقه، دمث الاخلاق، محبا وودودا، مكافحا من اجل مستقبل افضل، مواجها شظف الحياة وعذاباتها بابتسامة ترتسم على وجهه الذي بدا دوما وكأنه بدايات الربيع، ابتسامة معهوده لم تبرحه حتى عندما اثخنه المرض، فكانت جرعة الامل والتفاؤل بأهمية الحياة والصبر.

 

الى صف الوطن، انتمى، بعيدا عن تلك الاصطفافات السياسية والحزبية والفئوية المقيته التي نبذها، هو فوق الطائفية، ابن الغازية وصهر مدينة صيدا لم يترك مناسبة الا واعلنها حربا على المذهبية وحربا على الجوع والجهل، "لوين اخدين البلد" كان يردد. 

 

عشقه لمسقط رأسه بلدة الغازية اضاف اليه حبا آخر، حب مدينة صيدا،  كان يأنس لجلساته في مقاهيها الشعبية أو على كورنيشها البحري ولحكايات بحارتها. شوارع المدينة وأزقتها ستفتقدك، وسيستفقدك من كنت تقول عنهم"أطيب الناس". جميعنا سنفتقد أنسك ومحبتك وثغرك الباسم يا ابا مصطفى.

محمد رحل بهدوء كما كانت حياته

ستبقى في البال والذاكره ايها  الصديق مهما طال الزمن.

 

 التعازي القلبية الحارة لزوجته المربية الفاضلة امال البزري،  شريكة حياته، التي وقفت وقفة وفاء الى جانبة في الايام الصعبة، والى كريمته السيدة فرح، والى نجليه السيدين مصطفى واحمد، ولكل اصدقائه ومحبيه.

 

*رحمك الله وافاء عليك بفيض رضوانه*.

-----------------

جريدة صيدونيانيز.نت / اخبار مدينة صيدا / محمد ليلا....رحيل الوجه الصبوح* (بقلم : الصحافي احمد الغربي )

2021-12-02

دلالات: