https://www.sidonianews.net/article332337 /من أموال المودعين إلى ضوء الليزر... كيف يُدار لبنان بالنفاق السياسي؟
صيدونيا نيوز

جريدة صيدونيانيوز.نت / من أموال المودعين إلى ضوء الليزر... كيف يُدار لبنان بالنفاق السياسي؟

 

Sidonianews.net

----------------------

الجمهورية / جورج سولاج

هل نحن في دولة أم على مسرح دمى تُحرّكه خيوط المصالح؟ ساعةٌ من ضوء الليزر على صخرة الروشة كانت كافية لإشعال زوبعة سياسية وإعلامية، فيما دماء الشهداء لم تجفّ، الدمار ما زال يلفّ القرى، وإسرائيل تواصل القصف والاغتيال.

تُدار معركة ثانوية على رمزٍ سياحي كبير، وتُهمل الجرائم الأصلية: حربٌ دمّرت البلد واقتصاده، مافيا هدرت 40 مليار دولار على كهرباء وهمية، وأسقطت النظام المالي والمصرفي وغطّت أكبر عملية سطو في التاريخ على أموال اللبنانيِّين، فيما السلاح يتغوّل على السيادة، والإحباط يقاوم الأمل بالمستقبل، وشباب لبنان يُدفعون إلى الهجرة.

الطبقة السياسية التي تصرخ اليوم وتتبادل الاتهامات، هي نفسها التي تحاصصت مع «حزب الله» أمس، شرعنت سلاحه، وتقاسمت معه الغنائم. واليوم تريد من الجيش أن يمنع إضاءة صخرة، أن يتواجه في الشارع مع جزء من أهله، بعدما تركته وحيداً أمام جبال الصواريخ. أي نفاقٍ أكبر من سلطةٍ أسقطت واجباتها الوطنية وألقت على المؤسسة العسكرية مهمّة ضبط الرموز الصغيرة؟

كل القوى السياسية التي لطالما رفعت شعار الدفاع عن الحرّيات، ورفعت من جهتها صور قادتها الشهداء عبر السنوات، انتفضت على إضاءة صورة قائد وشهيد «حزب الله» فقط بسبب المكان، وكأنّنا لا نعيش في بلد واحد وإنّما في كانتونات مذهبية وسياسية.

أمّا الحزب، فماضٍ في التمادي. يُحيي ذكرى قائده لا بمواجهة إسرائيل، بل باستفزاز بيروت. يُعطي الأولوية لتوجيه رسائله المحلية والإقليمية ولو على مصلحة بلده وناسه وسلمه الأهلي. يرفع السقوف ليقول إنّه لم ينهزم وإنّه ما زال لاعباً مؤثراً في المعادلات بعدما أطيحت قواعد الإشتباك. يرفع السقوف ليؤكّد أنّه الدولة واللادولة معاً، وأنّ العاصمة رهينة التوازنات الإقليمية. يُصرّ على أن يبقى شريكاً في الحُكم من جهة، ومعطّلاً لبناء الدولة من جهة أخرى.

وكأنّ السلم الأهلي ورقة تفاوض، والعيش المشترك قابل للحرق.

وفي المقابل، يخرج رياض سلامة من السجن بكفالة، كأنّ لا جريمة حصلت بحق مئات آلاف اللبنانيِّين. قضاء صارم في القشور، متساهل في الجوهر، يرسّخ صورة بلدٍ تُدفن فيه المحاسبة كما تُدفن الودائع.

الصورة أوضح من أن تُخفى: حكومة مكبَّلة، حزب متغوّل، طبقة سياسية منافقة، وجيش يُستنزف في لعبة ليست من مهامه.

إنّ الرسالة الحقيقية ليست في ألوان الليزر، بل في قدرة الدولة على ضبط السلاح، وإنفاذ القانون، وإعادة بناء الدولة ووقف الهدر والفساد، وإعادة أموال المودعين. أمّا «حزب الله»، فإن أراد تكريم شهدائه، وهذا من حقّه، فليُحسِن اختيار الساحة واللغة: العدو هو إسرائيل التي تقتل وتحتل وتذلّ، أمّا بيروت فهي مدينة حياة، لا مختبر رسائل.

كفى دماً ودماراً. لبنان ليس خشبة مسرح ولا ليزر على صخرة. لبنان وطنٌ متجذّرٌ في التاريخ، يستحق أن يَعيش ببحره وثقافته واقتصاده، لا أن يُستنزف في صراعات صغار السياسة وكبار الوصاية.

الخيار واضحٌ: إمّا دولةٌ تُمسك بقرارها وتستعيد ثقة شعبها، وإمّا مسرح دمى تُطفئه الحرائقُ وتلتهمه العواصف، ابتداءً من ومضة ليزر... وانتهاءً بوطن.

---------------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / أخبار لبنان / من أموال المودعين إلى ضوء الليزر... كيف يُدار لبنان بالنفاق السياسي؟


www.Sidonianews.Net

Owner & Administrator & Editor-in-Chief: Ghassan Zaatari

Saida- Lebanon – Barbeer Bldg-4th floor - P.O.Box: 406 Saida

Mobile: +961 3 226013 – Phone Office: +961 7 726007

Email: zaatari.ghassan@gmail.com - zaataripress@yahoo.com

https://www.sidonianews.net/article332337 /من أموال المودعين إلى ضوء الليزر... كيف يُدار لبنان بالنفاق السياسي؟