
جريدة صيدونيانيوز.نت / مراقبون عالميون يؤكّدون وجود مجاعة في غزة
Sidonianews.net
--------------------
الجمهورية
إفرات ليفني - نيويورك تايمز
أكّد فريق من خبراء الأمن الغذائي، أنّ جزءاً من غزة يعاني من المجاعة، وأنّها قد تنتشر إلى باقي أرجاء القطاع خلال أسابيع.
أكّد خبراء الأمن الغذائي، الذين كانوا يحذّرون منذ 22 شهراً من النقص الحاد في الغذاء وسوء التغذية في قطاع غزة، أمس، أنّ منطقة من القطاع تعاني بالفعل من المجاعة، وأنّها مهدّدة بالانتشار إلى مناطق أخرى خلال أسابيع.
وجاء تأكيد المجاعة من «التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي» (I.P.C)، وهو مجموعة من المنظمات الدولية التي تجمع البيانات وتُحلّلها حول الأمن الغذائي، لضمان استخدام معايير موحّدة لتقييم إمدادات الغذاء والظروف المؤثرة عليها في مختلف البلدان.
في تموز، حذّر الخبراء من مجاعة وشيكة في غزة. وكانت إسرائيل قد فرضت قيوداً على المساعدات بعد وقت قصير من اندلاع الحرب قبل نحو عامَين، لكنّ الوضع تفاقم بشكل خطير بفعل الحصار الإسرائيلي الكامل على إمدادات الغذاء لنحو 80 يوماً بين آذار وأيار.
أمس، أكّدت I.P.C. وجود مجاعة في محافظة غزة، التي تضمّ مدينة غزة والمناطق المحيطة بها، متوقعاً أن تنتشر المجاعة إلى وسط وجنوب القطاع بحلول نهاية أيلول.
غير أنّ «منسق أعمال الحكومة في الأراضي»، وهي وكالة إسرائيلية مسؤولة عن إدارة دخول المساعدات إلى غزة، رفضت نتائج الـ I.P.C.
وأوضح اللواء غسان عليان، رئيس الوكالة: «تستند تقارير الـ I.P.C. إلى مصادر جزئية وغير موثوقة، كثير منها مرتبط بـ»حماس»، وتتجاهل بشكل صارخ الحقائق والجهود الإنسانية الواسعة التي تقودها إسرائيل وشركاؤها الدوليّون».
كيف يُعرّف الخبراء المجاعة؟
تُصنّف الـ I.P.C. منطقة ما بأنّها في حالة مجاعة إذا كان واحد من كل 5 أسر على الأقل يعاني من نقص حاد في الغذاء، ونسبة معيّنة من الأطفال يعانون من سوء تغذية حاد، ويموت يومياً شخصان بالغان أو 4 أطفال من بين كل 10,000 «بسبب الجوع المباشر أو نتيجة التفاعل بين سوء التغذية والمرض».
وبحسب الـ I.P.C.، فإنّ أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة يواجهون «ظروفاً كارثية» مصنّفة ضمن مستوى المجاعة، وتتميّز بـ»الجوع، العوَز، والموت». وأوضح التقرير أنّ ضعف هذا العدد، أي نحو نصف سكان غزة، يعيشون حالة طوارئ غذائية.
كيف تُعلن المجاعة رسمياً؟
تجمع الـ I.P.C. البيانات من منظمات الإغاثة وغيرها على الأرض وتُحلّلها للتوصّل إلى استنتاجاتها، ثم تراجعها «لجنة مراجعة المجاعة»، وهي لجنة دولية تضمّ ما يصل إلى 7 خبراء مستقلين في الأمن الغذائي.
لكن، حتى إذا قرّرت الـ I.P.C. أنّ مجاعة ما آخذة في التشكل، فإنّها لا يستطيع إعلانها رسمياً بنفسها، لأنّ تحليلاتها تتيح للحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية ووكالات الإغاثة الإنسانية إصدار إعلان المجاعة.
في عام 2022، أعرب رئيس الصومال عن تردّده في إعلان المجاعة على رغم من أزمة الجوع الشديدة الناجمة عن الجفاف. وفي عام 2021، منعت إثيوبيا تصنيف المجاعة في إقليم تيغراي عبر ممارسة ضغوط قوية، بحسب مسؤول رفيع في الأمم المتحدة. وفي عام 2017، أعلنت جنوب السودان رسمياً المجاعة في أجزاء من البلاد.
ولا يزال من غير الواضح أي جهة يمكنها أو ستُعلن المجاعة في غزة. فقد اتهمت «حماس» منذ وقت طويل إسرائيل بتجويع الغزيِّين، فيما تنفي إسرائيل وجود مجاعة في القطاع. أمّا دور الـ I.P.C. فيقتصر فقط على تحليل البيانات وتصنيفها، لا تحديد مَن يعلن المجاعة.
وترى منظمات الإغاثة منذ زمن طويل، أنّ الإعلان الرسمي عن المجاعة قد يؤدّي إلى مزيد من الاهتمام الدولي والمساعدات والدعم، لكنّ بعض الخبراء يقولون إنّ هناك أدلة محدودة على صحة ذلك.
ما الذي يقوله التقرير عن أسباب المجاعة في غزة؟
أعلنت الـ I.P.C. أنّ عوامل عدة دفعت أزمة الجوع في غزة إلى مستوى المجاعة: تصاعد الصراع، القيود الإسرائيلية الصارمة على المساعدات، والتنقل القسري المتكرّر للسكان. وأوضحت أنّ التأثير التراكمي لهذه العوامل «دفع غزة إلى كارثة غير مسبوقة».
وذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في تموز، أنّ نحو ثلث سكان غزة لا يأكلون لعدة أيام متتالية، رابطاً الجوع الشديد بالحصار الذي فرضته إسرائيل على إمدادات الغذاء هذا الربيع.
واتهمت إسرائيل «حماس» بنهب المساعدات. لكنّ الأمم المتحدة وبعض المسؤولين العسكريِّين الإسرائيليِّين نفوا الادّعاء بأنّ المساعدات الأممية كانت تُحوّل بشكل منهجي من قِبل «حماس».
قبل آذار، كان توزيع الغذاء يتمّ من مئات المواقع في غزة بنظام تديره الأمم المتحدة. وفي أيار، خفّفت إسرائيل جزئياً حصارها وأقامت نظاماً تديره شركات أميركية متعاقدة وبدعم من الولايات المتحدة، قائلةً إنّه يضمَن وصول المساعدات للمدنيِّين. لكنّ نقاط التوزيع قليلة، ويُضطر الفلسطينيّون إلى السَير لأميال للوصول إليها، حيث يقف الجنود الإسرائيليون للحراسة. وأعلنت مفوّضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنّ مئات الأشخاص قتلوا، معظمهم بنيران الجيش الإسرائيلي، في المناطق المحيطة بمراكز التوزيع.
وتحت ضغط دولي شديد، سمحت إسرائيل بدخول مزيد من المساعدات في الأسابيع الأخيرة. وأعلن مسؤولون إسرائيليون أنّ نحو 300 شاحنة من الإمدادات الإغاثية والسلع التجارية تدخل غزة يومياً. وقد انخفضت أسعار بعض المواد الغذائية بشكل ملحوظ في الأسواق، لكنّها لا تزال أعلى بكثير من مستويات ما قبل الحرب.
لكنّ مسؤولين في الأمم المتحدة أوضحوا أنّ العديد من الشاحنات ما زالت تُعترض من قبل أشخاص يائسين ومسلّحين قبل وصولها إلى وجهتها.
-----------------------------
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم العربي / مراقبون عالميون يؤكّدون وجود مجاعة في غزة