
جريدة صيدونيانيوز.نت / النهار: أي خلاصات لنتائج جبل لبنان ومعاركه المتوهّجة؟ ح م ا س تسلم الجيش 9 مطلوبين بإطلاق الصواريخ
Sidonianews.net
-----------------------
لا يمكن الاستناد الى هذه الانتخابات لاعتبارها “بروفة” للانتخابات النيابية المقبلة نظراً إلى الاختلاف بين النظامين الانتخابيين، الأكثري والنسبي
"النهار":
بين الأحد الماضي والسبت في 24 أيار الحالي سيكون لبنان على موعد أسبوعي مع جولات الانتخابات البلدية والاختيارية تباعاً، وبعد الجولة الأولى في محافظة جبل لبنان ستكون الجولة الثانية الأحد 11 أيار في الشمال ومن ثم الجولة الثالثة الأحد 18 أيار في بيروت والبقاع، ومن ثم الختام في الجولة الرابعة السبت 24 أيار في الجنوب. وتبعاً لهذا التسلسل بدأت الأنظار تتجه غداة الجولة الأولى إلى محافظتي الشمال وعكار لرصد صورة الواقع الانتخابي وما يمكن أن يشهده من تحالفات ذات طابع سياسي أو إنمائي أو عائلي، علماً أن العاملين الأساسيين اللذين سيتم رصدهما بتدقيق بالغ في المنطقة الشمالية هما التنافسات السنية في طرابلس والمنية ومعظم عكار، والتنافسات المسيحية من البترون والكورة حتى بشري وزغرتا. وستغدو الصورة على هذا المنوال حتى نهاية الجولات الأربع، علماً أن ما أسفرت عنه الجولة الأولى من نتائج في محافظة جبل لبنان يملي تسليط الأضواء على مجموعة خلاصات يرجح أن تتكرر في سائر المحافظات ولو مع تمايزات وخصوصيات تتصل بكل منطقة، ومن أبرزها الآتي:
أولاً: أبرزت النتائج والوقائع الانتخابية في جبل لبنان أن كل القوى الحزبية والسياسية انخرطت في تحالفات مع عائلات ولو في معارك بين بعضها البعض، بما يعني أن الطابع المختلط السياسي – العائلي كان سيّد الساحات في المتن كما في كسروان وفي جبيل أيضاً وهي المناطق التي تعتبر "درّة" المعارك الانتخابية التي ميّزت هذه المناطق عن سواها وتميّزت بحيوية مشهودة عبرت عنها نسب الاقتراع المرتفعة.
ثانياً: كانت الجولة الانتخابية بمثابة اختبار قوة شعبية وقوة تحالفية لكل من الأحزاب والقوى الكبيرة كالقوات اللبنانية والكتائب والتيار الوطني الحر، ولكنها أتاحت فرصة ثمينة للغاية لـ"القوى العائلية" التقليدية إذا صح التعبير لإثبات حضورها وتأثيرها على غرار عائلات البون وافرام والخازن في كسروان والمر في المتن. هذا الطابع لم يكن مشابهاً لدى الدروز والسنّة والشيعة في الأقضية الأخرى بما أتاح للمناطق "المسيحية" "التوهج" بمعاركها.
ثالثاً: بالغ معظم الإعلام الموالي لهذا الفريق أو ذاك في إظهار طابع "كسر العظم" للنتائج، في حين أن لا اجتياحات ولا هزائم كاسرة حصلت، بل أن "الكل" خرجوا بأرصدة شعبية ولو متفاوتة، أما على الصعيد الحزبي الصرف، فإن تقدماً قوياً وملحوظاً سجل للقوى السيادية على خصومها.
رابعاً: لا يمكن الاستناد الى هذه الانتخابات لاعتبارها "بروفة" للانتخابات النيابية المقبلة نظراً إلى الاختلاف بين النظامين الانتخابيين، الأكثري والنسبي، كما إلى طبيعة الاصطفافات والفرز والتنافسات المتوقعة في الانتخابات النيابية، ومع ذلك فإن جسّ نبض القواعد العائلية والشعبية في هذه الانتخابات يصح اعتباره تحفيزاً أولياً يمكن أن تنطلق على أساسه الحسابات العميقة لموقعة أيار 2026 النيابية.
في أي حال، لم تنشر بعد رسمياً النتائج النهائية للانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان، إذ أشرف وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار صباح أمس على تسليم محافظ جبل لبنان محمد المكاوي النتائج إلى المديرية العامة للشؤون السياسية واللاجئين، وعزي هذا الإجراء إلى الحرص على ضمان شفافية ونزاهة الانتخابات.
وأوضح الوزير الحجار أنه أشرف على النتائج "بشكل مباشر مع جميع المعنيين، حيث تصدر النتائج عن لجان القيد، وتُسلَّم إلى القائمقام والمحافظ، كما طلبتُ منهم رفعها إلى وزارة الداخلية لأشرف عليها بنفسي، وذلك للتأكد من عدم وجود أي خطأ ولضمان أن تكون النتائج دقيقة ومؤكدة". أضاف: "كما وضعنا برنامجًا على الحاسوب للتدقيق في النتائج قبل إعلانها بشكل نهائي عبر موقع وزارة الداخلية". وأشار إلى أنّ "وزارة الداخلية ستقوم بعملية تدقيق شاملة لكلّ الأسبوع الانتخابي لتدارك الثغرات والمشاكل اللوجستيّة التي حصلت وتلافيها في الأيّام الانتخابية المقبلة. وقال: "ستصدر النتائج تباعًا خلال الساعات القليلة المقبلة، وقد اتخذنا القرار النهائي بإجراء الانتخابات في موعدها، رغم التحفظات وقلة الإيمان بإمكانية تحقق ذلك، ونجاح هذه الانتخابات يعود إلى جهود الدولة وموظفيها، ووسائل الإعلام، ووعي المواطنين ومحبتهم لوطنهم وإيمانهم بإعادة تفعيل العمل الإنمائي في بلداتهم". وأضاف: "ممّا لا شكّ فيه أنّ انطلاق العهد الجديد وتشكيل الحكومة انعكسا إيجابًا على كلّ البلد". وأجريت اتصالاً مع وزير العدل، فهناك بعض الملاحظات من قبل القضاة في لجان القيد في عمليات الفرز، وسيكون معنا قضاة في عملية التقييم لنقدم عملية انتخابية ناجحة وتفادي كل الثغرات".
أما في الردود البارزة أمس على نتائج الانتخابات، فاعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "التغيير الذي حصل، خصوصًا في البلدات الكبرى، له مؤشر واضح يؤكد أن الناس، بانتماءاتها السياسية كافة، لم تعد ترضى بأي فساد أو سوء إدارة على المستويات كلها". ورأى أن "ما حصل في الانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان كله يبشٍّر بالخير، ويؤكد أن لبنان انتقل إلى مرحلة جديدة بعدما نفض عنه جلدًا قديمًا أثخن جسده بالجراح على مدى ثلاثين سنة مضت. وطبعاً بانتظار الجولات الأخرى في سائر المحافظات اللبنانية التي لن تكون أقل إشراقًا وتغييرًا عن الواقع الجديد في جبل لبنان".
أما رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، فبارك للعهد والحكومة واللبنانيين بإجراء الانتخابات، وقال إن تياره احترم إرادات العائلات في المعيار البلدي الانمائي، وأضاف أن “نتائج الانتخابات تدلّ على انتشار "التيارالوطني الحر" في كلّ جبل لبنان وأنه لا يزال القوة الأساسية، وإذا كنا خسرنا مدناً أساسية فقد دخلنا في انتخاباتها بهدف تأكيد وجودنا مقابل تحالفات كبيرة معروفة". وتابع، "حاولنا صياغة توافقات ونجحنا في عدد منها أو دعمنا مرشحين ولوائح، وعلى هذا الأساس عندما نقول فزنا، فهذا يعني أننا فزنا مع العائلات والناس ولا نحتكر ذلك".
-----------------------------
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / النهار: أي خلاصات لنتائج جبل لبنان ومعاركه المتوهّجة؟ ح م ا س تسلم الجيش 9 مطلوبين بإطلاق الصواريخ