الرئيسية / أخبار لبنان /أقلام ومقالات /عندما يرحل الكبار بصمت ... :ا لحاج توفيق حوري... بقلم الشيخ الدكتور صلاح الدين أرقه دان

الحاج توفيق حوري رحمه الله (صيدونيانيوز.نت)

جريدة صيدونيانيوز.نت / عندما يرحل الكبار بصمت ... :ا لحاج توفيق حوري... بقلم الشيخ الدكتور صلاح الدين أرقه دان

Sidonianews.net 

------

بقلم الشيخ الدكتور صلاح الدين أرقه دان

عندما يرحل الكبار بصمت كما عملوا بصمت يعلو أجرهم ويكبر جرحنا ونرى أثر الفقد على سد الثغرة الكبيرة التي يتركونها.. ولكنها سنة الله في خلقه.. ولا نقول الا ما يرضي ربنا.. 

 

تبلغت قبل قليل وفاة الاخ الكبير والأستاذ الراعي والرائد الهمام الحاج توفيق راشد الحوري الذي أسس وقف المركز الإسلامي للتربية وكان رئيس وقف البر والإحسان.. 

 

الرجل السباق في الرؤية والروية الذي أنشأ كلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلامية وكلية إدارة الأعمال الإسلامية في وقت كانت الساحة الإسلامية في امس الحاجة إلى هذا العمل الذي رآه البعض أكبر من أن يستمر.. ورآه نبتة صالحة للزراعة والنمو.. وهكذا كان..  

 

عرفته رجلا من زمن الكبار الذين يحملون هموم الأمة ويعملون مخلصين في سبيل تقدمها العلمي والفكري والخروج من مأزق الشكوى دون تقديم حل.. 

 

لم التق به في لبنان او الكويت إلا واستفدت منه درسا جديدا في التواضع والهمة والترفع عن القيل والقال والتركيز على الإنتاج.. 

 

سخره تعالى لعدد لا يحصى من طلاب العلم في مشارق الارض ومغاربها.. ألوف مؤلفة.. في مختلف ميادين العلم وبالخصوص الدراسات الإسلامية.. مع توجيه عصري مختلف سبق مشروع إسلامية المعرفة إذ عمل على أسلمة المعرفة من خلال برامج كلية الامام الأوزاعي في الماجستير والدكتوراه خاصة.. .. 

 

رحل الجسد نعم.. وهذا حق.. ولكن ستبقى الرسالة.. فهو من الذين آمنوا بخيرية الأمة.. وبالعمل المأسسي.. ولم يأل جهدا في الاستمرار بالرغم من الظروف الاستثنائية والتحديات داخل لبنان وخارجه..  

 

كان له فضل فيما نراه اليوم من وقفيات وفي مقدمتها وقف الهيئة الإسلامية للرعاية الذي نصحني بتسجيله وقفا لخدمة المجتمع في عام ١٩٨٥م مباشرة عقب تحرير مدينة صيدا.. 

 

رحم الله الحاج توفيق 

وجعل قبره روضه من رياض الجنة 

وأعلى منزلته بحبه للعلم والعلماء ورعايته لطلاب العلم دون تفرقة و لا تمييز 

ونتقدم باسم الجمعية اللبنانية للعلوم والابحاث من أسرته وأسرة الحوري الكرام 

ومن أسرته الكبيرة من طلاب العلم في لبنان وخارجه بأصدق مشاعر المواساة والدعاء 

 

غفر الله له وأعظم لكم الاجر 

وانا لله وانا اليه راجعون 

اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده

 

 

2023-01-28