الرئيسية / أخبار لبنان /تحقيقيات وتقارير /الطبيب أبو شامي يروي لـ"النهار" تفاصيل خطفه: "هدّدوني ووضعوا السلاح على ركبتيّ"

الطبيب ربيع أبو شامي.

جريدة صيدونيانيوز.نت / الطبيب أبو شامي يروي لـ"النهار" تفاصيل خطفه: "هدّدوني ووضعوا السلاح على ركبتيّ"

 

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / الطبيب أبو شامي يروي لـ"النهار" تفاصيل خطفه: "هدّدوني ووضعوا السلاح على ركبتيّ"

ل.ج  المصدر: النهار 

"لأكثر من نصف ساعة وأنا مقتنع أننا في طريقنا إلى أحد المراكز الأمنية للتحقيق، هذا ما كنتُ أظنه قبل أن أكتشف أنني مخطوف من لصوص انتحلوا صفة القوى الأمنية وارتدوا زيّهم"، هذا ما كشفه المدير الطبي في مستشفى راشيا الحكومي والإختصاصي في الأمراض الصدرية والعناية الفائقة ربيع أبو شامي، في حديثه لـ"النهار".

تكاثرت الأسئلة ومعها ازداد الغموض، ولكن سرعان ما بدأت الأمور تأخذ منحى مختلفاً. لم يكن مجرد استجواب بل إنها عملية اختطاف. يروي أبو شامي تفاصيل ما جرى معه بالقول "استُدعيت من قبل إحدى المستشفيات في البقاع لحالة طارئة بما أني اختصاصي في الأمراض الصدرية والعناية الفائقة. وعند عودتي إلى المنزل، اعترض جيب "شيروكي" لون كحلي طريقي ونزل منها 3 مسلحين يرتدون زيّ القوى الأمنية وأخبروني أنهم من مخابرات الجيش. طلبوا مني النزول من السيارة ورفع يديّ. أجلسوني في المقعد الخلفي حيث أغمضوا عينيّ وقادوا سيارتي إلى مفرزة البقاع، حسب ما أفادوني أولاً".

في البداية، صدّق الطبيب كذبتهم قبل أن يكتشف رويداً رويداً أن ما جرى معه هو عملية خطف. يتابع حديثه قائلاً: "عندما سألتهم لماذا أنا ذاهب إلى التحقيق، كانت أجوبتهم تقتصر على أنه عندما تصل ستعرف كل شيء. وسرعان ما بدأوا باستجوابي وسألوني عن اسمي ومهنتي وحسابي المصرفيّ قبل أن يخبروني أني مخطوف. صحيح أنهم لم يستخدموا معي القوة لكن تهديداتهم كانت بمنطق السلاح، حيث كانوا يضعون سلاحاً على ركبتيّ".

بعد حوالى نصف ساعة، سلكت السيارة طريقاً وعرة وجبلية، وعلمت ذلك بسبب تقلّب السيارة. وفق أبو شامي "سألوني عن حسابي المصرفي وفي حال لم أتجاوب معهم سيقتلونني على الفور. طلبت منهم "لا تقتلوني أرجوكم، ارحموني لدي ولد صغير. سأعطيكم كل ما تطلبونه. هكذا سلبوني كل بطاقات الائتمان وختم مهنة الطبيب، وهاتفي الخليوي والمال الذي كان في حوزتي، ومن ثم أنزلوني إلى بقعة وطلبوا مني عدم الوقوف قبل 10 دقائق وإلا سيطلقون علي النار.

رفعت رأسي ووجدت نفسي في سهل واسع وفي ظلام داكن، كانت الساعة قد قاربت الثانية عشرة ليلاً، كنت في مكان لا أعرفه. بدأتُ أبحث عن بصيص نور، ومشيت أكثر من 2 كلم تقريباً حتى وصلتُ إلى خيام اللاجئين السوريين في النبي شيت حيث استقبلوني، وتمكّنت من الاتصال بفرع المعلومات الذين أرسلوا لي سيارة، ورفعت دعوى في مخفر شتورة".

واحتجاجاً على الحادث المؤلم الذي تعرّض له أبو شامي، وبناء لدعوة وزير الصحة جميل جبق ونقابة الأطباء، نفّذت المستشفيات وقفة تضامنية استنكاراً للاعتداءات التي تطاول الجسم الطبي في لبنان، مطالبين الأجهزة الأمنية والقضائية بكشف الفاعلين وإحالتهم إلى القضاء الذي يعتبر وحده المرجع الأول والأخير لإحقاق الحق وتطبيق القوانين وإرساء العدالة.

 

2019-03-07

دلالات: