https://www.sidonianews.net/article330667 /الجميع على أعصابه لأسبوعين
صيدونيا نيوز

جريدة صيدونيانيوز.نت / الجميع على أعصابه لأسبوعين

 

Sidonianews.net

------------------------

الجمهورية / طوني عيسى

ليس بسيطاً أن يتصل إيلون ماسك بالرئيس جوزاف عون ويناقش معه الفرص المتاحة لتأسيس فروع لشركاته في لبنان. فهذا الاتصال، في توقيت حساس جداً، يطلق إشارة ثقة عميقة في دور لبنان، الذي لم يتمكن أحد في الشرق الأوسط من انتزاعه منه. ولكن، يجب أولاً أن يترأف بلبنان هواة النزاعات الدينية التي ما زالت تهدر الدماء، منذ مئات السنين، وتخطط لإهدارها مئات أخرى.

اللحظة حاسمة في لبنان والشرق الأوسط: هل نتّجه إلى الحروب أم إلى التسويات؟ فاتفاق وقف النار الأميركي - الإسرائيلي - الإيراني واقف على قشّة قد تسقط فجأة، إذا اكتشفت طهران أنّها فعلاً أمام عملية تطويق مُحكمة دبّرها الأميركيّون والإسرائيليّون، لنزع مخالبها النووية وصواريخها الدقيقة، بعدما ضربوا حلفاءها في الإقليم وعطلوا أدوارهم تقريباً.

في هذه الحال، ستنتفض طهران وترفض توقيع صك الاستسلام الموضوع أمامها على طاولة المفاوضات، «ولو على قطع رأسها»، لأنّ التوقيع سيعني أيضاً قطع الرأس أي النظام. وعندما ترفض التوقيع، سيقول الأميركيّون لإسرائيل ما قالوه لها في لبنان: «خذي على عاتقك تنفيذ المهمّات التي ترينها مناسبة، ونحن سندعمك».

في لبنان، عطّل الأميركيون هيئة مراقبة وقف النار تماماً، ليطلقوا يد إسرائيل في توجيه الضربات يومياً، كيفما شاءت. فيما الديبلوماسية الأميركية، من مورغان أورتاغوس إلى توماس برّاك، تضغط على لبنان وليس على إسرائيل لتنفيذ البنود التي وقّعها، وأبرزها تسليم كل السلاح إلى الدولة.

وثمة من يقول إنّ الإسرائيليِّين يطمحون في إيران إلى تكرار السيناريو اللبناني، أي يُريدون «كارت بلانش» أميركية تسمح لهم بالاستمرار في تنفيذ الضربات في إيران استنسابياً، وفي شكل مستمر، إلى أن يعلن النظام رضوخه ويوافق على تفكيك منشآته النووية بكاملها ووقف التخصيب تماماً. وإلّا فإنّ بنيامين نتنياهو يفضّل استئناف الحرب الأميركية - الإسرائيلية على إيران من حيث توقفت.

القيادة الإيرانية تدرك أنّها موضوعة أمام فخّ مصيري، وهي تحاول تجنّب الوقوع فيه، لأنّ لا مجال بعد ذلك للعودة إلى الوراء. ومن خلال أقنية التفاوض الضيّقة، على مستوى عسكري وديبلوماسي، هي تحاول إغراء دونالد ترامب بـ»وعود كبيرة» اقتصادية وسياسية، إذا أبقى لها باب النووي مفتوحاً. ولا يملك النظام الإيراني كثيراً من الأوراق للمقايضة، لكنّه يستطيع التعهّد بوقف الانجراف شرقاً نحو الصين، وبدخول مناخ التسويات التي ترعاها واشنطن، مقابل السماح له بالاحتفاظ بمنشآته النووية وعمليات التخصيب، ومراعاة حلفائه في الإقليم.

ليس مضموناً أنّ الأميركيِّين سيوافقون على العرض الإيراني. وعلى العكس، هم يتبنّون طرح إسرائيل التخلّص التام من النووي، تماماً كما يتبنّون في لبنان طرحها التخلّص التام من سلاح «الحزب». وهذا يضع إيران في مواجهة الحقائق المكشوفة والقرارات المؤلمة.

أمنية ترامب أن يرضخ النظام الإيراني فيتمّ استيعابه في الحضانة الغربية، ما يقطع الطريق على الصين وروسيا. وفي رأيه أنّ هذا الخيار أفضل من إسقاط النظام. فإذا وقعت إيران في الفوضى، سيصبح صعباً العثور على مَن يوقّع التنازلات المطلوبة. لكنّ الأكثر حماسة اليوم هو نتنياهو الذي لن يرفع يده عن الزناد، ويعرف أنّ الأميركيِّين سيقفون معه في أي حال.

في الواقع، الجميع على أعصابه في الأيام القليلة المقبلة. وهذا يعني لبنان أيضاً. فأركان الحكم يعيشون التوتر لأنّ الموفد الأميركي توماس برّاك عائد إلى بيروت بعد نحو أسبوعَين، وقد وعد نفسه بالحصول على التزام رسمي واضح وحاسم بتنفيذ البند المتعلق بسلاح «حزب الله»، شمال خط الليطاني. لكنّ هؤلاء ليسوا في وارد إلتزام قرار من هذا النوع، وعلى الأرجح سيبتكرون صيغة تنفيذ متزامن ومتدرّج مع إسرائيل التي عليها أن توقف ضرباتها وتنسحب من لبنان ليبدأ إعمار القرى المدمّرة ويعود أهلها إليها. وفقاً للعرض اللبناني، كلما نفّذت إسرائيل بنداً، تفي الدولة بجزء من التزاماتها، في ملف السلاح كما في سواه، إلى أن يُستكمل تنفيذ بنود الاتفاق كلها، ومن الجانبَين اللبناني والإسرائيلي.

طبعاً، هذه الصيغة التي تبدو منطقية وبديهية في لبنان، لا يمكن أن ترى النور بسبب رفض إسرائيل لها. وترجمة هذا الرفض ستكون قاسية على «الحزب» ولبنان. فإسرائيل ستواصل استهدافاتها وتصفياتها في كل الأراضي اللبنانية. وفي أي لحظة، قد تشعل لبنان بكامله. وهي ستحظى دائماً بالدعم الأميركي، لأنّ «حزب الله» لم يلتزم بند تسليم السلاح.

إنّها مرحلة أسبوعَين متوترة جداً، فيها الجميع يشعر بالتحدّي أو بالقلق على المصير، وهي محكومة بلعبة عضّ أصابع شرسة. فمَن سيصرخ أولاً سيخسر كثيراً ودائماً، ولا رجعة له إلى الوراء.

--------------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / الجميع على أعصابه لأسبوعين

 





www.Sidonianews.Net

Owner & Administrator & Editor-in-Chief: Ghassan Zaatari

Saida- Lebanon – Barbeer Bldg-4th floor - P.O.Box: 406 Saida

Mobile: +961 3 226013 – Phone Office: +961 7 726007

Email: zaatari.ghassan@gmail.com - zaataripress@yahoo.com

https://www.sidonianews.net/article330667 /الجميع على أعصابه لأسبوعين