
جريدة صيدونيانيوز.نت / بالصور: البطريرك يوسف العبسي تسلم درع صيدا خلال تكريس كنيسة مارنقولا الأثرية بعد ترميمها بهبة من الرئيس سعد الحريري وكلمات دعت لهدم الجدار الفاصل بين الكنيستين
Sidonianews.net
-------------
تحذير من إعادة نشر الخبر أدناه بدون ذكر المصدر وإسم الكاتب أو نشر الصور بدون لوغو صيدونيانيوز.نت تحت طائلة المسؤولية
غسان الزعتري ورئيفة الملاح - جريدة صيدونيانيوز.نت
رعى بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي عصر الأحد 22-6-2025 الحفل المخصص لتدشين ولتكريس كنيسة مار نقولا الأثرية في صيدا القديمة، التي يعود تاريخ بنائها إلى العام 1724، بعد ترميمها بهبة من الرئيس سعد الحريري، وتزامنا مع اليوبيل المئوي الثالث للمسيرة المسكونية للكنيسة الملكية للروم الكاثوليك.
وألقيت في الحفل كلمات أكدت على تمايز مدينة صيدا وإنفتاحها وإحتضانها للعيش الواحد المشترك بين المسلمين والمسيحيين. كما نوهت بمبادرة الهبة من الرئيس سعد الحريري وبمتابعة السيدة بهية الحريري وشركة جينكو وفريق العمل لإعادة ترميم الكنيسة وبلدية صيدا ، وإظهارها بحلتها التراثية والتاريخية.كما دعت لهدم الجدار الفاصل في الكنيسة الذي أقيم العام 1862، وخصص ثلث منها للكنيسة الأرثوذكسية وثلثان للكنيسة الكاثوليكية لا يزال شاهداً على الانقسام، الذي حصل في تلك الحقبة التي أقيم فيها الجدار
حضر الحفل النواب د. ميشال موسى، د. عبد الرحمن البزري، ود. أسامة سعد ممثَلاً بمدير مكتبه طلال أرقه دان، ورئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري، والوزير السابق د. هكتورالحجار، والنائبان السابقان د.أنطوان الخوري ونجله سليم، ورئيس بلدية صيدا المهندس مصطفى حجازي وجمع من الفاعليات والشخصيات .
وكان في إستقبال البطريرك العبسي والحضور : المطارنة مارون العمار، وإلياس الحداد، وإلياس الكفوري، والرئيس العام للرهبانية المخلصية الأرشمندريت أنطوان ديب، والرئيسة العامة للراهبات المخلّصيات الأخت تريز روكز، وعدد من الكهنة والراهبات وعضو مجلس بلدية صيدا يوسف طعمة، ومحامي المطرانية ميشال طعمة، ورئيس كاريتاس صيدا والنبطية د. إيلي خطار، وجمع من المدعوين.
العبسي
وتخلل الحفل ترحيب من الأب جهاد فرنسيس ، فكلمات لكل من المطرانين الحداد والكفوري والأرشمندريت ديب دعت للوحدة المسيحية ولهدم الجدار تكريسا لهذه الوحدة ونوهت أيضا بما لصيدا من دور وتفاعل جامع بين أبنائها مسلمين ومسيحيين .
ثم ألقى البطريرك العبسي كلمة قال فيها: "نلتقي اليوم بخشوعٍ وتأثّر وفرح معًا في هذا المقام المقدّس، كنيسةِ القدّيس نيقولاوس، الشاهدة على قرونٍ من الإيمان والرجاء والمحبّة، ولكن من المعاناة أيضًا، لنشكر الله على أنّ جمالها الأصليّ يعاد إليها بعد هجر ويعيد معه إلى وجوهنا بسمة الأخوّة. هذه الكنيسة ليست حجارةً وخشبًا فحسب، بل هي حاملة لذاكرة روحيّة، لشعبٍ صلّى فيها، وأناس تعمّدوا وتميرنوا وتكلّلوا وانتقلوا على مدى أجيال. تكريس الكنيسة حدثٌ كبير في نظر الكنيسة، وعمل مقدّس بحيث إنّها جعلت تذكارًا في روزنامتها لبعض من أعمال التدشين".
أضاف: "هذه الكنيسة، التي كانت في الأصل موحّدة في العبادة، شهدت نتائج الانقسام المؤلم الذي وقع سنة 1724. ففي ذلك العام، سعت كنيستُنا الملكيّة، المنتميةُ إلى كرسي أنطاكية، إلى استعادة الشركة الكاملة مع كنيسة روما، وفاءً منها لتراث الكنيسة الواحدة الجامعة في الألفيّة الأولى، وحرصًا على أمانة التقليد الرسولي. لكنّ هذه الخطوة، التي كانت تهدف إلى الوحدة، أدّت في الواقع إلى انقسامٍ مؤلم. فقد رأى إخوتنا الأرثوذكس في هذا المسعى مخالفةً لتراثهم، فرفضوه، ووقعت القطيعة. وبدأت الانشقاقات، وانقسمت الكنائس، وتفرّقت العائلات، وارتفعت الجدران، الماديّة والروحيّة، بين الإخوة. وهذه الكنيسة التي نقف فيها اليوم إنّما هي شاهدٌ حيّ على هذا الانقسام المؤلم".
"لكنّ كنيستنا، منذ البدء، لم ترغب في الانفصال عن إخوتها الأرثوذكس. لـم يكن هدفها القطيعة، بل المصالحة. وقد تجلّى هذا الموقف في مسيرة كثير من بطاركتنا وأساقفتنا، الذين لم يفقدوا روح الأخوّة، بل صاروا رُسُلاً للوحدة، مصلّين وعاملين لأجل شفاء جسد المسيح الجريح. وقد عبّرت كنيستنا عن هذا التوجّه في المجمع الفاتيكاني الأوّل، وتجلّى ذلك بوضوحٍ في المجمع الفاتيكاني الثاني، حيث أكّد أساقفتنا الملكيّون على الهويّة الخاصّة بالكنائس الشرقيّة، وعلى احترام تقاليد الشرق، والسعيِ الحثيث إلى الوحدة الكنسيّة. لقد كانت كنيستُنا، في ذلك المجمع، صوتَ الشرق في حضن الكنيسة الكاثوليكيّة.
في إطار اليوبيل التذكاريّ لمناسبة مرور 300 سنة على حدث 1724، الذي أطلق عليه سينودسنا اسم "المسيرة المسكونيّة" الخاصّة بكنيستنا، صلّينا وتأمّلنا وراجعنا مبادرة المثلّث الرحمة المطران إلياس زغبي، الذي حلُم حُلمًا جريئًا أن تكون شركة مزدوجة بين روما والكنائس الأرثوذكسيّة. أطلق نداءه من باب المحبّة والوحدة، لا من باب الجدل والانقسام. وبالرغم من أنّ مبادرته لم تُقبل رسميًّا من الطرفين، لكنّها تبقى علامة نبويّة تدعونا إلى أن نفقه أنّ الوحدة لا تُبنى على دِقّةٍ لاهوتيّة فحسب، بل تبدأ من المحبّة المتبادلة ومن الشركة في الصلاة والعودة إلى الجذور المشتركة".
"من مبادرة المطران إلياس زغبي، مبادرة العودة إلى الوحدة بين كنيستينا، نتعلّم أيضًا أنّ الوحدة الكاملة لا تزال بعيدة المنال، لكنّها تدعونا إلى هدم جدران الشكّ والحذر والتخوين، وتجديد المحبّة، والإصغاء المتبادل كما أشار أخونا سيادة المطران إيلي. قد لا نتشارك الكأس عينها بعد، كما يرغب أيضًا سيادته، لكن يمكننا أن نتشارك في الصلاة والخدمة والرجاء".
"بعد ثلاثمئة سنة من السير في طرقٍ متوازية، نقف اليوم لا لنستعيد الماضي، بل لنعترف أنّ ما هو جوهريّ في حياة الكنيسة قد تحقّق: إعلان الإنجيل وخدمة الأسرار كلٌّ على طريقته حافظ على الإيمان وراعى الشعب وسعى إلى الأمانة للمسيح.
لقد تعلّمت كنيستُنا من شركتها مع روما أنّ الوحدة لا تعني الذوبان، وأنّ التنوّع في إطار الأمانة والمحبّة يقوّي الجسد الكنسي. وهذه الخبرة تجعلنا مدعوّين لأن نكون صانعي وحدة، لا بدافع المجاملة، بل بروح التلمذة الحقيقيّة. وها نحن، في هذا المقام الذي يجسّد الوحدة والانقسام معًا، نتوجّه بقلوبنا إلى الروح القدس، طالبين إليه أن ينير عقولنا وقلوبنا، وأن يشفي جراحنا، وينقّي نوايانا".
باسم أبناء أنطاكية على أنه "لنا تاريخٌ مشترك، وروابط عائليّة، وتقاليد روحيّة واحدة، وتحدّيات مستقبليّة متشابهة. لا يمكننا أن نظلّ متباعدين. فالدعوة إلى الوحدة المسيحيّة لم تعد مجرّد أمنية لاهوتيّة، بل أصبحت حاجة رعائيّة ملحّة، وواجبًا إنجيليًّا، ونداءً روحيًّا عميقًا"، داعياً "فلنكن اليوم شهودًا على أنّ الترميم لا يطال الحجارة فحسب، بل يشمل العقول والقلوب والعلاقات. ولنحوّل ذاكرة هذه الكنيسة من شهادةٍ على الانقسام إلى رمزٍ للرجاء بأن "يكون الجميع واحدًا".
وتوجه البطريرك العبسي بالشكر إلى "سيادة الأخ المطران إيلي الحداد على هذا الإنجاز الجميل المبارك وعلى أنّه أتاح لي أن أكون في ما بينكم الآن، أعيش هذه اللحظات التاريخيّة المقدّسة، وأضمّ صوتي إلى صوته لشكركم وشكر الذين شكرهم مستمطرًا علينا جميعًا بركاته تعالى".
درع صيدا للبطريرك العبسي
وقدم المطران الحداد إلى البطريرك العبسي درع صيدا مدينة المحبة والسلام وسط تصفيق الحضور.
حفل إستقبال
بعد ذلك أقيم حفل إستقبال في صالون مطرانية الروم الكاثوليك بحضور المفتي الشيخ سليم سوسان، والمفتي الجعفري الشيخ محمد عسيران وفاعليات. وجرى قطع قالب عيد ميلاد البطريرك وسط تصفيق الحضور
-----------
لمحة عن الكنيسة ومبادرة الترميم
لمناسبة اليوبيل المئوي الثالث للمسيرة المسكونية للكنيسة الملكية للروم الكاثوليك ، يترأس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي تكريس كنيسة مار نقولا الأثرية في صيدا القديمة التي يعود تاريخ بنائها الى العام 1724 ، وأعيد ترميمها بهبة من الرئيس سعد الحريري.
الإحتفال بتكريس الكنيسة الذي دعا اليه رئيس أساقفة صيدا ودير القمر المطران ايلي بشارة الحداد وكهنة أبناء الأبرشية يقام عند الساعة الرابعة من عصر الأحد 22 حزيران 2025 ، ويتخلله كلمات للمطران حداد ولمتروبوليت صيدا وصور ومرجعيون للروم الأرثوذكس المطران الياس كفوري وللرئيس العام للرهبانية المخلصية الأرشمندريت أنطوان ديب وللبطريرك العبسي . ويلي ذلك تقبل التهاني بتكريس الكنيسة في صالون كاتدرائية مارنقولا .
وعشية الإحتفال تكريس الكنيسة ، اشرف المطران الحداد على وضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات. وكان الحداد استقبل في مقر مطرانية صيدا رئيسة مؤسسة الحريري السيدة بهية الحريري يرافقها مستشارها للشؤون الهندسية المهندس مازن صباغ ، والمدير التنفيذي لشركة "جينيكو" المهندس بشير الديماسي (المشرفان على ترميم الكنيسة ) حيث هنأت الحريري الحداد على اليوبيل المئوي الثالث للكنيسة الكاثوليكية وتكريس كنيسة مار نقولا الأثرية . وجرى استعراض مراحل الترميم التي نفذتها مؤسسة الحريري بمبادرة من الرئيس سعد الحريري، وأوفدت الحريري المهندسين صباغ والديماسي الى الكنيسة من اجل تسريع اتمام بعض الأعمال ضمن مشروع ترميمها ، حيث انتقلا الى هناك برفقة الأب جهاد فرنسيس لمتابعة هذه الأعمال.
الأب فرنسيس
وقال الأب فرنسيس : ان كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في صيدا القديمة عمرها من 1724 أي 300 عام . هذه السنة نحتفل بيوبيل الثلاثمائة عام على المسيرة المسكونية التي جمعت بين المجد البيزنطي والإتحاد مع كنيسة روما الكاثوليكية. هذا الحدث بالنسبة لنا تاريخ وتاريخ عميق بالإيمان وبالوحدة لأن الكنيسة دائما منذ تأسيسها مدعوة للوحدة ، والإنقسامات التي حدثت فيها اكيد هي بشرية ..
وأضاف: في صيدا يوجد تاريخ عظيم ككل مرافق صيدا ومن ضمنها الكنائس. هذه الكنيسة التي انقسمت سنة 1862 بجدار ، فاصبح ثلث منها للكنيسة الأرثوذكسية وثلثان للكنيسة الملكية الكاثوليكية ، وبعدها في 1895 بنيت كنيسة للملكيين الكاثوليك خارج اسوار المدينة القديمة ، وبقيت هذه الكنيسة الأثرية شاهدة على هذا التاريخ وتخبره . وعلى مر السنوات كان لها أدوار كثيرة بحضن أبناء المدينة ان كان من الحروب وان كان باجتماعات فيما بينهم .
وقال: واليوم بعد 300 سنة وبزيارة غبطة ابينا البطريرك العبسي ، وخصوصاً بعد ان رممت من قبل دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري، سيكون هناك ( الأحد) احتفال ديني وليس افتتاحاً للكنيسة ، وذلك بمناسبة يوبيل الـ300 عام. وسيكون غبطة البطريرك يزور هذه الكنيسة المحطة الأساسية لأنه من هذه الكنيسة مع المطران افتيموس الصيفي بدأت ملامح كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك من هذه المدينة ، صيدا مدينة التعايش والوحدة بين كل مذاهبها وكل أبنائها . وقد تُحوّل الى معلم تراثي ومتحف يخبر عن هذا الدور الديني والاجتماعي لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك .
--------------
بالصور: البطريرك يوسف العبسي تسلم درع صيدا خلال تكريس كنيسة مارنقولا الأثرية بعد ترميمها بهبة من الرئيس سعد الحريري وكلمات دعت لهدم الجدار الفاصل بين الكنيستين
























