https://www.sidonianews.net/article200702 /د. مصطفى حجازي: صيدا بالنسبة لي هي المبتدأ والمنتهى وقوة المعرفة هي السلطة
صيدونيا نيوز

السيد محمد طه القطب يقدم درعا تكريميا للمحتفى به الدكتنور مصطفى حجازي بمشاركة النائب بهية الحريري / صيدونيانيوز.نت

جريدة صيدونيانيوز.نت / د. مصطفى حجازي: صيدا بالنسبة لي هي المبتدأ والمنتهى وقوة المعرفة هي السلطة

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار مدينة صيدا / د. مصطفى حجازي: صيدا بالنسبة لي هي المبتدأ والمنتهى وقوة المعرفة هي السلطة الوحيدة التي تحكم في عصر العولمة

 

 

 

 

جريدة صيدويانيوز.نت / www.sidonianews.net

استضافت لجنة " النارنج " في جمعية جامع البحر الخيرية في صيدا الأكاديمي والمفكّر والمربي الدكتور مصطفى حجازي في لقاء بعنوان "صيدا في الذاكرة " استعرض خلاله مسيرته الإنسانية وانجازاته العلمية والثقافية والمهنية الى جانب بعض من ذكرياته في مدينته صيدا.

وحضر اللقاء الذي اقيم في واحة السلام التابعة للجمعية في منطقة شرحبيل بن حسنة : النائب بهية الحريري ممثلة رئيس الحكومة سعد الحريري، ممثل الرئيس فؤاد السنيورة طارق بعاصيري ، امين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد ، الدكتور عبد الرحمن البزري ، منسق عام تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود ، ممثل قائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد سمير شحادة النقيب هاني القادري ، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف ، ممثل رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي عضو المجلس البلدي مصطفى حجازي، السفير عبد المولى الصلح، نائب رئيس جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في صيدا الدكتور حسن الشريف وجمع من المقاصديين ، رئيس رابطة آل حجازي الدكتور احمد حجازي واعضاء الرابطة وممثلون عن هيئات اهلية واكاديمية وتربوية وثقافية واقتصادية وعائلة الدكتور حجازي وأسرة جمعية جامع البحر ومشروع " النارنج".

القطب

استهل اللقاء بكلمة ترحيب من رئيس الجمعية الحاج طه القطب قال فيها :في لقاءات الود والتواصل لمشروع "النارنج" ، وفي رحاب دار السلام التابع لجمعية جامع البحر الخيرية في صيدا، يطيب لي أن أرحب بكم جميعاً، وأخصّ بالترحيب ضيفنا الكبير في مدينتك صيدا، بين أهلك وأصدقائك ومحبيك، فأهلاً وسهلاً بك في جمعيتك، جمعية جامع البحر الخيرية، جمعية كل الصيداويين بكل انتماءاتهم وتنوعاتهم المختلفة. أهلاً وسهلاً بضيفنا الكبير (الأخ الدكتور مصطفى حجازي)، الأكاديمي والمفكّر والمؤلف والمربي والباحث اللبناني والصيداوي. أهلاً وسهلاً بالأخ الدكتور مصطفى حجازي الذي ما إن يذكر اسمه حتى تزدان السطور والكلمات بخصائل مضيئة أجلّها الأخلاق والحكمة واتساع الأفق والتبحّر في العلوم، يضاف إليها صدق المواقف والإيجابية في معالجة القضايا الاجتماعية والنفسية والوطنية. ونحن اليوم في هذه المؤسسة نعتزّ ونفتخر بوجودك بيننا أيها الأخ العزيز، والوقوف إلى جانبنا في دعم مبادراتنا الجديدة، والرؤى الطموحة المستقبلية والضرورية، ألا وهي قضية كبار السن "المتقاعدون".

واضاف: ونحن، في جمعية جامع البحر الخيرية نواصل بالثقة العالية التي منحتمونها إياها، مساعيها الخيّرة في تحسس احتياجات المجتمع والبشر وتحسين حياتهم والإرتقاء بهم إلى آفاق واعدة. لذلك ولد مشروع "النارنج" والذي يحمل أفكاراً ورؤى متطورة تهدف إلى ضخّ مزيد من الأمل والإستقرار لأحبائنا من الشريحة المعمّرة، والإستفادة من خبراتهم في تنمية وتطوير مجتمعاتهم بوصفهم خزانات خبرة (منسيّة). والذي يحتم تدارس هذا الملف، المؤشرات الإحصائية التي تؤكد أن أعداد المتقاعدين ستبلغ في المنطقة العربية في العام 2025 نحو 25 % من تعداد سكانها، ومع تلك النسبة العالية تبدو مجتمعاتنا مهددة بكثير من الظواهر بل والأمراض المجتمعية والصحية إذا بقي مستقبل المتقاعدين مرهوناً بالمقاهي، أو بجلسات قتل الوقت بلا فائدة، بل تتعاظم الآثار الناجمة عن إهمال المتقاعدين في ضوء كمّ الخبرات الكبرى التي حصّلها المتقاعد عبر سنوات عمله في شتى مجالات الحياة، من غير المقبول إهمالها أو التفريط بها. فالتقاعد الذي يعتبره البعض نهاية حياة قد يكون عند البعض الآخر بداية حياة جديدة، وفرصة لاكتشاف الذات والجلوس مع النفس وتقييم امكاناتها بعد سنوات طويلة من العمل ومعاركة الحياة، يتفرغ فيها الشخص إلى حياته الخاصة وممارسة أوجه الحياة التي كانت زحمة العمل تعيقه عنها. لهذا، عليه أن يتأقلم مع وضعه الجديد ولا ينظر إليه على أنه قرار لتنحيته عن العمل لعيب فيه، بل إنها سنة الحياة في التجديد وإتاحة المجال للأجيال القادمة والشابة للعمل والإرتقاء. وإننا على الرغم من كل الصعوبات التي تواجهنا، فإننا سنظل من المؤمنين بالله وبقدرة إرادات الخير والتعبير على الإنتقال من هذا الواقع المظلم إلى رحاب النور والضياء والتقدم بتضافر كل الجهود وعلى كل الصعد. كل ذلك لتأمين الحياة المشرّفة لكل فئات البشر، وخاصة شريحة المسنين والمتقاعدين والتي يغفل عنها المجتمع وهي في تزايد مستمر. فشكري العظيم لكل من دعم جمعيتنا قولاً وفعلاً على امتداد تاريخها المجيد والطويل، (وأخصّ بالشكر دولة الرئيس السنيورة الذي لم يتوانَ لحظة عن دعم ومساعدة الجمعية في تحقيق هذا المشروع الرائد).

السروجي

ثم كان تقديم لضيف اللقاء من مقرر لجنة الود والتواصل في مشروع" النارنج" محمود السروجي ، قال فيه: مجدداً ها نحن نلتقي في هذه الرحاب الطيبة في رحاب دار السلام لننقش على صدر هذه المدينة العريقة وجبينها وبأبجدية صيداوية حضارية بعضاً من إنجازات ثلة كريمة من أبناء صيدا الأوفياء، فأهلاً وسهلاً بكم جميعاً، وعمتِ مساءً يا صديق النضارة والإشراق والتفاؤل يا ضيفنا الكريم الدكتور مصطفى حجازي. هي المدينة الجميلة النبيلة والظليلة قامت بين فضائين، فضاء أزرق لازوردي في الغرب، وفضاء أخضر سندسي في الشرق، وما بين الفضائين نشأت وعاشت من وظائف كثيرة، إلا أن ضيفنا الكريم وعائلته الحجازية استوطنوا أحد البساتين القريبة من المدينة، حيث ولد الطفل مصطفى وترعرع في أحضان الشجر التي منحها جهده وحبه، فمنحته ظلها وحبها. الدكتور مصطفى هو ذلك المقاصدي الوطني العروبي والإنساني قد عرفته المقاصد تلميذاً مميزاً ومتفوقاً فأكرمته بالمنح والجوائز، كما استقبلته مصر العروبة بحضنها العربي الدافئ، فكان من قِبلها العلم والعطاء، وكان من قِبله التفوق والوفاء لينجز دراسته الجامعية الأولى هناك ليكون بعد ذلك على موعد مع منحة جامعية إلى فرنسا لينال درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف، لينتقل بعد ذلك إلى حيث يجروء النسور فمن قمة إلى قمة.

واضاف: ثمانون ونيف من الأعوام المضيئة وهو ما زال كالشمس في كبد السماء، تراه الآن وبعد سحابة عمره المديدة وهو ما زال في ذروة إبداعه العلمي والفكري. وها هي مفكرة حياته مترعة حتى الفيض بالإنجازات المميزة، فهو صاحب الثروة الباذخة من الأبحاب والترجمات والمؤلفات، فهو المقيم على هذا المستوى الرفيع من الغنى العلمي والنبض المشع. فلإن كان الحديث عن هذا الصديق العزيز قد أتى موشى بكل الحب والتقدير فذلك لمعرفتي الشخصية والمباشرة بضيفنا الكريم من جهة، ولما وقفت عليه من آراء وكتابات لكوكبة هامة من رجالات العلم والبحث والتعليم من جهة أخرى. دكتور مصطفى... اسمح لنا أن نلج باب ذكرياتك المشرّع على قناديل التميز والبحث والإنماء لنهمس في مسمعك يا أيها المعلم، فأنت أيها المثابر والمتواضع والمنفتح على الأفكار والأشخاص، فأهلاً وسهلاً بك في دار الرحمة والوفاء، دار السلام.

د. مصطفى حجازي

ثم  اصطحب الدكتور مصطفى حجازي الحضور في رحلة مع ذكرياته متوقفا عند امكنة وشخصيات عايشها ومواقف تحتفظ بها ذاكرته ،وعند علاقته الوثيقة بمدينته صيدا رغم ابتعاده عنها لسنوات طويلة ، حيث استعرض المراحل والمحطات التي اجتازها في حياته الاجتماعية  والعلمية والثقافية واجاب على اسئلة المضيف والحضور حول بعض من هذه المحطات ونظرته لقضايا الإنسان والمجتمع في لبنان انطلاقا من تجربته وخبرته الطويلة .

البداية .. البستان والمقاصد

استهل الدكتور حجازي حديثه باستعادة ذكرياته طفلاً ولفترات شهدت بعض المحطات المفصلية بالنسبة له وللعائلة ولصيدا فقال: ولدت عام 1936 وكانت العائلة تقيم في احد بساتين سينيق ( جنوب صيدا)، وذكر الحادثة الشهيرة التي حدثت معنا عندما هجم الحلفاء على جيوش فيشي في لبنان فقصفت البوارج الانكليزية من البحر تلال صيدا ، اخوتي كلهم كانوا يعملون عمالاً زراعيين ، ولم يكن في المنزل  الا الوالد والوالدة وانا ففضل ابي الخروج من البيت الى البستان للاحتماء بين الشجر ، كان متكئا "يلف" سيجارة وانا جالس على ركبته فاذا بقذيفة طائشة تصطدم بشجرة وتنفجر واصابت شظية منها والدي في يده وساقه وانا وقفت منتفضاً دون ان اشعر  .وبعد وفاة الوالد مرت العائلة بضائقة اقتصادية ، اخوتي يشتغلون "بساتنية" فاحتضننا عمي انا واخي الصغير كنا صغارا ارسلونا الى مدرسة فيصل التي كنا نذهب اليها من سينيق ونعود سيرا على الأقدام وكنا نشتغل قبل المدرسة وبعدها في البستان .انا وجدت ان المدرسة كانت اهون بالنسبة لي من عملي بالبستان . وكنت اعتبر يوم العطلة عبئا عليّ وافضل ان ابقى بالمدرسة لأني كنت ضعيف البنية لا اقوى على العمل الزراعي . وفي نهاية المرحلة الابتدائية كنت الأول في الصف واخذت منحة لمتابعة الدراسية مجاناً في ثانوية المقاصد .

واضاف:درست في المقاصد والمقاصد تتصف بصفة مميزة وخصوصا الثانوية المطلة على البحر بأنها تشكل عبقرية المكان صيداوياً ونضالياً ووطنياً بوجود الثلاثي "الجامع العمري والمقاصد وضهر المير " هناك كان قلب صيدا النابض في كل المناسبات الوطنية  والنضالية .. كانت صيدا تجتمع هناك وتنطلق من المقاصد مدعومة بتراث تاريخي ديني وتطل على الدنيا بمواقفها الوطنية .وابان ثورة الجزائر وفترة الرئيس بن بلا وعبد الناصر- وهنا كلامي عن المقاصد وعبقرية المكان والنضالات والقيادات الوطنية والشهيد معروف سعد- كنا نخرج في تظاهرات ضد الفرنسيين في الجزائر ونذهب لنحث طلاب الفرير - في منطقة الآثار حاليا- على الاضراب . تعلمنا الروحية النضالية ولحسن حظنا بقيت معنا ولم نكن نسأل عن حطام الدنيا ولا شيء . هذا ما تعلمناه منذ طفولتنا وتشربناه. كانت المقاصد اكثر من تعليم ، كانت تربية نضالية ووطنية ولا زلنا سائرين على نفس الدرب واذا كنت لا اتردد على صيدا كثيراً فقد سبق وقلت ان صيدا في دمي ووجداني وخصوصا بساتين البرتقال والليمون . وهناك وكما يقول عمر الخيام "ان تفصل القطرة عن بحرها ففي مداه منتهى امرها" وهذا هو حالي، بعدت كثيرا عن صيدا ولكن هنا كان المبتدأ وهنا كان المنتهى .

الى قاهرة المعز وأربيل وفرنسا

وعن فترة انتقاله الى القاهرة ثم العراق قال حجازي : سنة 1956 انتقلت الى القاهرة كان عبد الناصر شرع ابواب مصر لتعليم العرب كلهم وعشنا ايام عبد الناصر والوحدة والعروبة والنضالات واتحاد الطلاب العرب ولم نكن نسال عن تخصصاتنا ولذلك تخصص معظمنا بالعلوم الانسانية لأننا كنا نريد ان نصلح المجتمع ونعمل تنمية وحاولنا ولا زلنا نحاول قدر الامكان . وانا تخصصت بعلم النفس ، وعندما انهيت الليسانس لم ادخل ميدان العمل في لبنان ، بل صودف ان جاءت لجنة من العراق يريدون اساتذة لدور المعلمين هناك اخذوا مجموعة كبيرة ووزعونا ، فكان نصيبي "اربيل " وكانت حينها ضيعة وكانت مقاومة ضد الجيش العراقي وبقيت سنتين ادرس علم نفس للمعلمين الابتدائيين . لكن مرت علينا هناك سنوات عصيبة .. الى ان قدمت على مباراة في وزارة التربية للحصول على منحة دراسة لرعاية الجانحين ونجحت في المباراة وكانت المنحة الى فرنسا .. واخذوني الى ليون وحصلت هناك على الدكتوراه في العام 1967 بجهد مبني على خبرتي الميدانية وكانت بدرجة مشرفة جدا وصارت مرجعا معتمدا ..

ضريبة التمسك بالقناعات

وتابع الدكتور حجازي : بعد الدكتوراه أرسلتني جامعة ليون الى لبنان باعتبارها كانت المسؤولة عن جامعة القديس يوسف وهكذا تسلمت كل مراكز رعاية الطفولة والرعاية الاجتماعية التابعة لهم في لبنان.وانا في قرارة نفسي كنت افضل العودة الى لبنان وابقى فيه ، وعدنا وجئنا الى النضال عبر نادي الخريجين.. واذكر هنا ان صبايا صيدا – ومن بينهن السيدة بهية الحريري – كن يحكن  الكنزات للفدائيين . كان نادي الخريجين وموقعا قياديا نضاليا من الطراز الرفيع . وبعد بهاء البساط الذي كان امينا عاما لنادي الخريجين اختاروني لأني كنت الوحيد الذي احمل  دكتوراه دولة .  وفي تلك الفترة تعرفت الى زوجتي نهى وكانت من النجوم في كلية الآداب وصار النصيب .لكني وفي زمن النضالات الكبرى دفعت ثمنا كبيرا لقناعاتي ،  حيث كان يحق لي ادخل الملاك بعد سنتين ، نظروا في ملفي في الوزارة وقالوا لي رئيس المصلحة آنذاك "عليك تقارير وانت تشكل خطرا على الأمن الوطني ". قلت له هذه قناعاتي ولست مستعدا للتخلي عنها وخرجت . ولم ادخل الملاك طيلة 18 سنة وبقيت متعاقدا متفرغاً الى ان جاء الرئيس امين الجميل وادخل متعاقدين بالجملة للملاك . وتأخرت ترقيتي ست سنوات رغم اني كنت مستوفي كل الشروط للسبب نفسه . لكني عملت مع هيئة الأمم ودخلت اكثر من مائة مشروع . وخلال الحرب الأهلية كنت وزوجتي معا في الجامعة في بيروت وكنا نقيم في منطقة قصقص التي تحولت الى خط تماس شرس فهربنا الى صيدا .. وعندما اخبروني ان البيت "راح" ، نزلت لأتفقده واول ما فتشت عليه كان مخطوطة كتاب كنت اؤلفه وقمت بجمع اوراقها للتأكد من اني لم افقد منها شيئا .. اما البيت فكانوا قد اخذوا منه كل ما خف حمله .. كانت اياما صعبة ..

نتاج علمي غزير

وعن نتاجه العلمي والأكاديمي قال: لقد انجزت انجازات هامة جدا في مجال التعليم والى الآن انجازاتي الأكاديمية ومؤلفاتي معروفة جدا في العالم العربي وطلابي يقراوها من الكتب المقررة عليهم وهي من مؤلفاتي وعندي كتب اكاديمية للتعليم مشهورة ايضا في العالم العربي وسلسلة كتب الفتها ، واشرفت على العديد من الدورات التدريبية والأنشطة في مجال الرعاية والطفولة والأسرة  والجامعات . ولدي اعمال فكرية اعتز بها حققت لي الشهرة منها الثلاثي المشهور " الانسان المقهور" و"الانسان المهدور" و"اطلاق طاقات الحياة"..فأنا رفضت ان اكون مجرد اكاديمي ينقل حديث كتب عن كتب او مجرد ان اقرأ او اعلّم .. بل قررت أن اشتغل ميدانيا ، تعليمي ومؤلفاتي الاكاديمية كانت ميدانية وكتبي الفكرية مأخوذة من معرفتي الوثيقة بالمخيمات . وكنت اول من دخل مخيم صبرا بعد المجزرة وتجولت وعملت في مناطق احزمة البؤس في تلك المنطقة ومنها كتبت كتاب "الانسان المقهور" اي الفاقد السيطرة على مصيره . اما " الانسان المهدور" فأردت من خلاله ان  اقول اننا قبل ان نحكي بالحرية والديمقراطية فلنحكي بالاعتراف بالإنسان .. نحن بلادنا وليس لبنان بالذات ولو كان له نصيبه ، بل انظمة الاستبداد في العالم العربي ليس للإنسان فيها قيمة ولا اعتبار. فوجئت بأن الذين كانوا على الحواجز والذين يفترض ان يرفقوا بالناس لأنهم من الناس فإذا بهم يتكبرون ويتجبرون على الناس من هنا كتبت انه كيف الواحد يصبح عندما يكون في موقع سلطة.. مرافق الزعيم يتماهى معه ، مرافق الزعيم يصبح " زعيم ركن ".. واردت ان اقول ان "انساننا معرض لهدر ثلاثي او قيد ثلاثي ومنها العقلية الاستبدادية المعشعشة في أذهان كثير منا وحتى الطبقة الشعبية .. وقلت ان هناك ثلاثية "التأثيم والتحريم والتجريم" ، التأثيم في البيت (نمط التربية القديم وتركيب عقد ذنب للولد )، التحريم (الديني) و"الويل والثبور وعظائم الأمور " بدل الحديث عن قيم الاسلام الرفيعة وعن الاتقان في العمل .ومن هنا كتبت الكتاب الثالث الذي  هو بارقة امل للشباب لكي لا ييأسوا ويحكي كيف الإنسان ان يصنع ذاته. كما كانت لي ترجمات لبعض الكتب منها "التحليل النفسي علما ًوعلاجاً وقضية " الذي حاز على "جائزة الفرنكوفونية وابن خلدون ".هذا الكتاب اهميته انه يعطينا درسا في الكتابة العلمية ويصحح كثيرا من الأفكار المغلوطة عن التحليل النفسي ..

عصر قوة المعرفة

وعن امكانية افادة صيدا من تجربته وخبراته العلمية قال الدكتور حجازي : هذا وارد جدا ، وحين تدعوني استجب لكم . وانا حريص على صيدا ولو كنت بعيدا عنها .واقول لأهالي صيدا لا شيء اسمه صعوبات في الحياة ولا شيء اسمه " لا نستطيع ولا نقدر وليس لدينا " ، علينا دائما بالتفكير الايجابي فاذا فكرنا سلبيا اوصدنا الباب على انفسنا.لدينا الكثير من الايجابيات والطاقات التي نستطيع ان نستغلها ، لكن علينا بالجهد والجد والاتقان. واختم هنا بـ"النمور الجدد" الذين هم الهنود حاليا ، الأساس هي قوة المعرفة باتقان ما تفعله بما تعرفه . قوة المعرفة هي السلطة الواحدة الوحيدة التي تحكم العالم في عصر العولمة. ونحن اليوم في عصر قوة المعرفة .

وفي الختام قام القطب بمشاركة النائب الحريري وجانب من الشخصيات الحاضرة بتقديم درع تكريمي بإسم الجمعية ولجنة مشروع النارنج الى الدكتور حجازي تقديرا لمسيرته وانجازاته .





www.Sidonianews.Net

Owner & Administrator & Editor-in-Chief: Ghassan Zaatari

Saida- Lebanon – Barbeer Bldg-4th floor - P.O.Box: 406 Saida

Mobile: +961 3 226013 – Phone Office: +961 7 726007

Email: zaatari.ghassan@gmail.com - zaataripress@yahoo.com

https://www.sidonianews.net/article200702 /د. مصطفى حجازي: صيدا بالنسبة لي هي المبتدأ والمنتهى وقوة المعرفة هي السلطة