الرئيسية / المرأة والمجتمع /أقلام ومقالات /أكثر (٦) تحديات تواجه الأسرة اليوم

جريدة صيدونيانيوز.نت / أكثر (٦) تحديات تواجه الأسرة اليوم

صيدونيانيوز.نت / أقلام ومقالات / ​أكثر (٦) تحديات تواجه الأسرة اليوم

 

أكثر وأقوى التحديات التي تواجه الأسرة اليوم هي التوازن : بين الصحة والترفيه، وبين التعليم والتربية، وبين الدنيا والدين، وبين القناعة والرفاهية، وبين الإنجاز والتعلق بالتكنولوجيا، وبين متطلبات العمل والأسرة. فأكثر الآباء اليوم لا يعرفون كيف يتعاملون مع هذه التحديات الستة، ففي الصحة مثلا يحاول المربي أن يلزم أبناءه على الغذاء الصحي فيرفضون، ويحاول أن ينظم وقتهم فيتحايلون عليه من أجل اللعب والترفيه، وبعد محاولات عدة يستسلم الآباء للأبناء، فتتحول التربية من الصغير إلى الكبير، بدلا من أن يكون المربي هو المربي، تصبح قيادة الأسرة عند المتربي، فهم يضعون البرنامج اليومي ويديرون الوالدين بذكائهم، فيخرج لنا جيلا ضعيفا في الاهتمام بالصحة بنوعيها الغذائي والرياضي، وضعيفا في حسن إدارة الوقت وتنظيمه، فالأبناء يريدون أن تدار الحياة بالفوضى وأهم شيء عندهم هو الترفيه واللعب، وبمثل هذا الأسلوب ينطبق على تحدي التعليم والتربية، فالأهالي يهمهم تفوق أبناؤهم التعليمي ونجاحهم الدراسي، ومن شدة حرصهم على ذلك لا يعطون للتربية أهمية، لأن الوقت كله يذهب للتعليم والتدريس، وإذا أراد الآباء أن يربوا أبناؤهم فإنهم يربونهم بالصوت العالي والعصبية بسبب توترهم من ضغوط الحياة، فيكون الأبناء متميزين تعليميا ضعيفين تربويا أما التحدي الثالث فهو التوازن بين الدنيا والدين، وهذه معادلة تربوية صعبة لأن الأبناء يحبون التعلق بالدنيا غالبا بحكم صغر سنهم، فهم يميلون للعب والضحك ولا يحبون الالتزام، والدين فيه التزام وقيود، ولهذا فإن تحبيبهم بالدين والعبادات تحتاج إلى مهارة وأسلوب ذكي وخاصة في زماننا هذا، ولو كان الوالدين قدوة فإن تأثيرهم سيكون قويا على أبنائهم، فكل الألعاب الإلكترونية ومحتوى شبكات التواصل التي يتابعها الأبناء تحثهم على التعلق بمتع الحياة والتسلية، وبعضها يشكك في الدين، والحل أن يكون الآباء حازمين في وضع البرامج والأهداف اليومية حتى تصبح العبادات وكأنها روتين يتعود الأبناء عليها من الصغر وحتى الكبر والتحدي الرابع هو حرص الأبناء على حياة الرفاهية بسبب ما يشاهدونه من قصص كثيرة للمشاهير في شبكات التواصل بلبس الماركات والترويج لها، وأن يكون هدف الإنسان أن يعيش مرفها، وترويج مفهوم أن الماركات هي سعادة الحياة، كما يروج لها الإعلاميون ، فينشأ الطفل لا يعرف معنى القناعة ولا يفهم معنى الرضي، ويحمل أهله ديون حتى تصبح الكماليات في الحياة هي الأساسيات، وهنا يبدأ دور الآباء في التوازن بين التربية على القناعة والرضى، وبين ضبط وتنظيم رفاهية الحياة حتى لا تتحول الرفاهية إلى هدف أو إله يعبد من دون الله والتحدي الخامس هو التعلق بالشاشة سواء كانت هاتف نقال أو غيرها، حتى تصبح الشاشة هي طعامه ولباسه ونومه ولعبه وحياته كلها، بل وتكون هي اللهاية (المصاصة) التي تسكت الطفل الرضيع، واذكر أحد الأبناء عندما حرمه أبوه من فتح الشاشة ظل أياما ترتجف أصابع يديه من شدة إدمانه على الشاشات، اما التربية الصحيحة فهي أن نوازن بين الوقت الذي نسمح فيه للأبناء بفتح الشاشة وتخصيص وقت آخر للإنجاز والعمل والنشاط الحركي، وحتى فتح الشاشة لابد أن يكون موجها حتى لا يتعلموا على ضياع الوقت وعدم الإنجاز والتحدي السادس والأخير هو تحدي خاص في حياة الوالدين بين متطلبات العمل ومتطلبات الأسرة، فالعمل وسيلة أما الأسرة فهي الهدف في الحياة، فنحن نوظف العمل من أجل الأسرة ولا نحرق الأسرة بسبب العمل، والتوازن مطلوب بين الأمرين، وتعلم الوالدين مهارات إدارة الوقت وتنظيمه يساعدهم في إدارة الحياة وبالتالي تكون تربيتهم ناجحة

2024-02-07

دلالات: