Sidonianews.net
-----------------------
نداء الوطن / وكالات
عندما تشاهد فيديو اقتحام وحدة من المستعربين مستشفى «ابن سينا» في مدينة جنين في الضفة الغربية، يُخيّل إليك للوهلة الأولى أنّك تُشاهد إحدى حلقات مسلسل «فوضى» الذي يُعرض على منصّة «نتفليكس». لم يعد يقف أي «رادع» حاجزاً أمام القوات الإسرائيلية عندما تُريد تصفية قيادي أو ناشط فلسطيني، لا في قطاع غزة ولا في الضفة، حيث قتل عناصر من وحدة إسرائيلية خاصة تنكّر بعضهم بلباس مدني فلسطيني أو كممرّضين، 3 فلسطينيين داخل «ابن سينا» أمس، فيما أعلن الجيش أن عناصره قتلوا «إرهابيين» من حركة «حماس» كانوا «يختبئون في المشفى».
وكانت ظاهرة آثار الرصاص على وسادة ملطّخة بالدماء في إحدى غرف مستشفى «ابن سينا»، كما آثار دماء في أحد أقسام المستشفى. وقال المدير الطبّي لمستشفى «ابن سينا» نجي نزال لوكالة «فرانس برس» إنّ عناصر «قوّة مستعربين قتلوا 3 فلسطينيين بكاتم صوت في قسم التأهيل في الطابق الثالث في المشفى»، مشيراً إلى أن أحد القتلى يُعالج في المشفى منذ تشرين الأوّل ولا يقوى على الحركة.
وأوضح أن القتلى هم الشقيقان باسل ومحمد أيمن غزاوي، إضافةً إلى محمد جلامنة، لافتاً إلى أن «باسل كان يُعالج في قسم التأهيل في الطابق الثالث، ويُعاني من شلل نصفي»، وشقيقه وجلامنة بمثابة مرافقين، بينما اتهم الجيش الإسرائيلي جلامنة بأنه كان «يُخطّط لتنفيذ هجوم إرهابي في المستقبل القريب واستخدم المشفى كمخبأ»، وبأنّه كان «معروفاً بتوزيع الأسلحة والذخائر لاستخدامها في إطلاق النار». ونعت حركة «الجهاد الإسلامي» الأخوين غزاوي، فيما نعت «حماس» جلامنة.
في غضون ذلك، نعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إمكانية إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين في إطار أي اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقال نتنياهو في كلمة ألقاها في مستوطنة عيلي في الضفة الغربية: «أود أن أوضح... لن نسحب جيش الدفاع الإسرائيلي من قطاع غزة ولن نُطلق سراح آلاف الإرهابيين. لن يحدث أي من هذا. ماذا سيحدث؟ انتصار مطلق».
وأكد نتنياهو أن «هذه ليست جولة قتالية أخرى، ولن يكون هناك تبادل ضربات بعد الآن، ولا عمليات عسكرية بعد الآن»، وقال: «إنتصار مطلق. وليس أقلّ من هذا. وأنا ملتزم بهذا، وجنودنا ملتزمون بهذا، والغالبية الساحقة من الشعب ملتزمة بهذا. ولن نُساوم على أقلّ من انتصار مطلق»، بينما أبدت «حماس» خلال الساعات الماضية نوعاً من المرونة بخصوص صفقة مقترحة للإفراج عن أسرى ورهائن بينها وبين إسرائيل، مقابل هدنة للحرب، مؤكدةً أنّها تدرس المقترح.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول كبير في «حماس» أن مقترح باريس لوقف إطلاق النار في غزة يشمل 3 مراحل، موضحاً أن المرحلة الأولى من الصفقة تشمل الإفراج عن المدنيين مثل النساء والأطفال والشيوخ والمرضى. وأشار إلى أن المرحلة الثانية من مقترح وقف إطلاق النار تشمل إطلاق سراح جميع المجنّدين والمجنّدات، فيما تشمل المرحلة الثالثة تسليم الجثامين. وأكد أن كلّ العمليات العسكرية من الجانبَين ستتوقف طوال المراحل الثلاث.
ميدانيّاً، اقتحمت القوات الإسرائيلية مستشفى الأمل في خان يونس جنوب غزة، وأمرت النازحين والطاقم بإخلائه تحت تهديد السلاح. وبحسب وزارة الصحة التابعة لـ»حماس»، فقد قُتل 128 شخصاً خلال 24 ساعة جراء المعارك والقصف في القطاع، بينهم العشرات في خان يونس، في حين تحدّث الجيش الإسرائيلي عن ضخّه كمّيات ضخمة من المياه داخل أنفاق في غزة بهدف تدمير شبكة الأنفاق المترامية تحت الأرض والتي يستخدمها عناصر «حماس».
توازياً، أبدى مجلس الأمن الدولي قلقه في شأن «الوضع الإنساني الخطر والمتدهور على نحو سريع» في القطاع، داعياً إلى ضرورة زيادة المساعدات على وجه السرعة، في وقت اتّهمت فيه إسرائيل وكالة «الأونروا» بأنها «مخترقة بثلاث طرق رئيسية: توظيف إرهابيين على نطاق واسع والسماح لـ»حماس» باستخدام بناها التحتية في أنشطة عسكرية والاعتماد على «حماس» في توزيع المساعدات» في القطاع، معتبرةً أن «الأونروا» واجهة لـ»حماس».
لكن منسّقة الأمم المتحدة للمساعدات في غزة سيغريد كاس، أكدت أنه لا يُمكن لأي منظمة إطلاقاً أن تحلّ مكان الإمكانية الهائلة ونسيج «الأونروا» ومعرفتها بسكان غزة، وذلك بعد تعليق العديد من الدول تمويلها للوكالة. كما أعربت 21 منظمة غير حكومية دولية عن «استيائها» من إعلان دول تعليق تمويلها للوكالة.
ديبلوماسيّاً، شدّدت الحكومة البريطانية على أن موقفها في شأن عملية السلام في الشرق الأوسط لم يتغيّر، بعدما أشار وزير الخارجية ديفيد كاميرون إلى أن المملكة المتحدة قد تعترف قريباً بدولة فلسطينية.
----------------------------
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم العربي / فوضى تضرب ابن سينا : تصفية 3 فلسطينيين داخل مشفى!
2024-01-31