Sidonianews.net
-------------------------
نداء الوطن
بدأت الدولة العبرية سياسة تهجير الغزّاويين بعدما قسّمت القطاع إلى نصفين يفصل بينهما «وادي غزة»، داعيةً سكّان مدينة غزة إلى إخلاء منازلهم والتوجّه جنوباً من أجل «حماية أنفسهم»، بينما سارعت حركة «حماس» إلى رفض هذا الأمر. لكن تحت وطأة القصف الجوي والبري والبحري الوحشي، اضطرّ آلاف الفلسطينيين إلى النزوح من غزة في اتجاه الجنوب، الأمر الذي دفع الأمم المتحدة ومنظّمات حقوقيّة ودولاً عدّة كالسعودية ومصر والأردن إلى رفض دعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من أرضه.
وتدفع إسرائيل في اتجاه «نكبة ثانية» من خلال «التهجير الجماعي» الذي مهّدت له بتسعير «حملة المجازر» في غزة، حيث تخطّى عدّاد القتلى الـ1900 فيما لامس عدد الجرحى الـ8000. وكعادتها، لم تحترم إسرائيل تعهّداتها، إذ لم تسلم قوافل النازحين من الإجرام المتنقّل، بحيث سقط 70 قتيلاً وأكثر من 200 مصاب من جرّاء استهدافهم.
هذا الواقع الغزّاوي المأسوي، دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى التذكير قبل اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول الحرب، بأنه «حتّى الحروب لها قواعد»، داعياً إلى حماية المدنيين الذين لا يجوز أيضاً «استخدامهم دروعاً». وحذّر من أن «الوضع في غزة وصل إلى مستوى خطر»، و»النظام الصحي على وشك الانهيار» و»المشارح مكتظة»، فضلاً عن «أزمة المياه».
ومع حشد عشرات الآلاف من القوات الإسرائيلية على حدود غزة، توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس بأنّ القصف الإسرائيلي العنيف على غزة «ليس سوى بداية» ردّ بلاده على هجمات «حماس» التي خلّفت 1300 قتيل إسرائيلي وأجنبي، وقال: «أعداؤنا بدأوا للتوّ دفع الثمن. لا أستطيع الكشف عمّا سيحدث، لكنّني أقول لكم إنّ هذه مجرّد البداية».
في الأثناء، ذكر الجيش الإسرائيلي أن قواته البرية والمدرّعة دهمت القطاع في الساعات الـ24 الماضية للبحث عن «الإرهابيين والأسلحة»، موضحاً أنه خلال هذه العمليات بُذلت جهود أيضاً لجمع أدلّة من شأنها المساعدة في «العثور على الرهائن»، بينما أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ»حماس»، مقتل 13 أسيراً بينهم أجانب في القصف الإسرائيلي.
وكان لافتاً بالأمس استهداف «كتائب القسام» مقرّ قيادة المنطقة الشمالية في صفد بصاروخ «عياش 250»، إذ كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن هذا الصاروخ هو الأطول مدى الذي يُطلق من القطاع، فيما عمدت الفصائل الفلسطينية كذلك إلى إطلاق «زخّات صاروخية» في اتجاه المستوطنات والبلدات والمدن الإسرائيلية.
وفي سياق «تزخيم» الدعم السياسي والديبلوماسي والعسكري الأميركي لإسرائيل، أعرب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت من تل أبيب عن استعداد بلاده لتحريك أسطول أميركي لدعم الدولة العبرية، وقال: «نحن باقون ولن نذهب إلى أي مكان، ومستمرّون في التواصل مع شركائنا في المنطقة»، مضيفاً: «سنمدّ إسرائيل بالصواريخ والأسلحة اللازمة لحماية أمنها».
وفي الدوحة حيث التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي: «لقد قمنا بحضّ الإسرائيليين على اللجوء إلى كلّ الاحتياطات المُمكنة لتجنّب إلحاق الأذى بالمدنيين»، في حين يواصل «محادثاته الإقليمية» لإنشاء «مناطق آمنة» داخل القطاع.
لكنّه رأى أن «ما تفعله إسرائيل ليس انتقاماً. ما تفعله إسرائيل هو دفاع عن حياة شعبها»، معتبراً أن «أي دولة تواجه ما عانت منه إسرائيل يُرجّح أن تفعل الشيء نفسه». كما أشاد بقطر «لإلحاحها» في الجهود الرامية إلى إقناع «حماس» بإطلاق سراح نحو 150 رهينة، في وقت وعد فيه الرئيس الأميركي جو بايدن ببذل «كلّ ما بوسعه» لتحرير المواطنين الأميركيين المُحتجزين.
على صعيد آخر، شدّدت إيران على أن الولايات المتحدة لا يُمكنها «الانسحاب» من اتفاق تحرير 6 مليارات دولار من أرصدة طهران، الذي ترعاه قطر، وذلك بعد تقارير أميركية عن تفاهم واشنطن والدوحة على ذلك. لكنّ الدوحة أكدت أمس أنها ملتزمة بالاتفاق.
-------------------------------
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم العربي / نداء الوطن : إسرائيل تُقسّم قطاع غزة وتُهجّر سكّانه وتُسعّر حملة المجازر ... حركة نزوح كثيفة نحو الجنوب ... ونتنياهو: هذه مجرّد البداية!
2023-10-14