الرئيسية / المرأة والمجتمع /أقلام ومقالات /الثقافة العامة.. هل أصبحت حكرا على فريق معين؟

جهود كبيرة تتجه نحو الأطفال ومحاولات علنية وصريحة تعمل على استغلال طفولتهم البريئة

جريدة صيدونيانيوز.نت / الثقافة العامة.. هل أصبحت حكرا على فريق معين؟

صيدونيانيوز.نت / أقلام مقالات / الثقافة العامة.. هل أصبحت حكرا على فريق معين؟

هناك من يعمل من أجل الإنسانية في إطار الكلمة فقط بدون أن يعي صحة ما يعمل من أجله، تراه يلهث وراء الشعارات من غير وعي أو إدراك، فيتم استغلال حبه للإنسان ويتم توجيه ذاك الحب إلى مسار سياسي مؤدلج يوافق هوى القوى السياسية العالمية بجميع اتجاهاتها، وهناك من يعمل من أجل الإنسان، الإنسان فقط، الإنسان أولا طالما لا يشكل خطرا على الكائنات الأخرى، وذلك في إطار عميق يتناول فيه بدقة تلك الأشياء التي تحمي الإنسان وتساعده على التكاثر وتحميه من أي محاولة انقراض تهدد وجوده أو تعيق استمراريته في هذا الكون.

دعم المث -لية  الجنسية  التي أصبحت في الآونة الأخيرة حربا شرسة تطالب من عامة الناس الخضوع والانحناء أمام تلك التوجهات الجنسية؛ أصبح فرضا سياسيا يطالَب به جميع الناس بدون ترك فسحة تنفس يمكن للناس من خلالها أن يعبّروا عن آرائهم، فباتت العلاقة الجنسية بين المث ليين أهم قضايا العالم البشري اليوم...

ثمة هناك ما يهدد حرياتنا نحن الذين لا ندعم  المث لية-  الجنسية ، ثمة هناك من يحيطنا بالضيق والتضييق ويطالبنا بالنفاق ويجعل من ذواتنا أناسا كاذبين ويتوجب علينا الكذب حتى ننال رضاهم...

مئات الآلاف من المعتقلين قسرا وظلما، وآلاف النساء اللواتي يعانين ظلم أرباب العمل وعبء الحياة العملية وملايين الشباب الذين لا يمتلكون القدرة على تكوين عائلة صغيرة بسبب الغلاء والبطالة والفقر والتشرد، وعشرات الآلاف من المهاجرين المتوزعين على شطآن البحار والمحيطات ينتظرون قارب الهجرة، ومئات الأطفال الذين يعانون الحرمان من التعليم والتغذية الصحية، كل هذا ولا يزال العالم البائس يغني شهرا كاملا من أجل رجل يحب - رجلا أو امرأة تحب -امرأة أخرى حبّا لا يمنح هذا العالم شرف الخير أو البقاء، بل هو حبّ يسرق فرصة الاستمرارية الوجودية فقط.

جهود كبيرة تتجه نحو الأطفال ومحاولات علنية وصريحة تعمل على استغلال طفولتهم البريئة، وهي جهود تريد تحويل طفل خارج من رحم أمه وصلب أبيه إلى حضن غريب لا ينتمي له لا من قريب ولا من بعيد، وتلك هي أقوى وجوه الأدلجة التي تطال عقول أطفال العالم اليوم، والتي يجب وبشدة التوقف عندها....

يوجد حقيقة واحدة فقط، حقيقة واحدة ولا سبيل لتغطيتها أو تشويهها مهما تعددت المحاولات، ألا وهي أن الحضارة التي تقوم على أسس منطقية وعلمية ودينية سليمة هي حضارة ناجحة وستنهض مهما أصابها من الجرح. وأي حضارة تقوم على أسس غير سليمة تهدد سكانها بالانقراض وتعمل على التقليص من أعدادهم وتساهم بشكل مباشر في زرع خلل كبير في نسل البشرية فهي حضارة آيلة إلى الزوال إن لم تسارع في تسوية سلوك الكائنات، ولقد كان لنا في قصص السابقين عبرة وعظة.


أحمد  _ طبابي

 

2023-07-16

دلالات: