الرئيسية / أخبار صيدا /بلدية صيدا /«صيدا مدينة رمضانيّة ٢٠٢٢» ! إنجاز نوعي للبلدية

جريدة صيدونيانيوز.نت / «صيدا مدينة رمضانيّة ٢٠٢٢» ! إنجاز نوعي للبلدية

 

Sidonianews.net

---------------

 

 الديار / رجاء الخطيب

حتى وإن نسيه الفرح فإن اللبناني لا ينساه! حل شهر رمضان المبارك على مدينة صيدا كما هو على كل لبنان، مثقل بالهموم والعجز والفقر ومليء بالغلاء الفاحش والغير مبرر حتى مع التضخم الإقتصادي، ولكن يبقى للفرح مكان، ويبقى شهر الخير ينثر بركاته في قلوب الناس وبهجته التي لن تخفت مهما جارت الأيام.

 

عاصمة الجنوب ومدينة البحر، صيدا، تستضيف هذا العام فعاليات «صيدا مدينة رمضانية» حيث تعج بأجواء الشهر الكريم في أزقتها وحاراتها القديمة التي ما زالت تعبق بالتاريخ والأصالة لتحكي قصص الصيادين والكادحين والعمال المقاومين على مر أزمنة شهدت احتلالات مختلفة وأزمات متكررة دون أن تتوقف عن أن تكون مكان يذكر دوماً بأن الجذور متينة مهما اشتدت العواصف.

 

رمضان ٢٠٢٢ في صيدا القديمة جميل جداً، فمن أزقة منارة بالفوانيس الرمضانية، إلى «ساحة باب السراي» حيث عربات الأطعمة والحلويات المتنوعة، إلى القهاوي المنتشرة من حولها، وصولاً إلى «خان الافرنج» حيث «معرض الحرفيين في رمضان « الذي تنظمه «مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة» أسبوعياً ضمن فعاليات « صيدا مدينة رمضانية « ويشارك فيه حرفيون من صيدا ويتخلله عرض لأشغال يدوية وحرفية ومشغولات فنية وبعض أصناف من المأكولات والحلويات المرتبطة بتراث المدينة، تتألق صيدا وتستعيد نبض الحياة، فماذا يقول المنظمون؟

 

«الديار» تواصلت مع عضو البلدية ومنسق فعاليات «صيدا مدينة رمضانية ٢٠٢٢» السيد مصطفى حجازي وهو أيضاً عضو في لجنة نشاطات بلدية صيدا التي ترأسها السيدة وفاء شعيب إلى جانب الأستاذ محمود شريتح والدكتور عبدالله كنعان ونورة سمورة وأحمد كساب لأمانة السر للاستفسار اكثر عن هذا النشاط المميز.

 

حجازي أكد أن مشروع «صيدا مدينة رمضانية ٢٠٢٢» أثبت تميزه هذا العام خصوصاً أن صيدا مدينة محبة للحياة بطبيعتها، بأهلها، بثقافتها، وتراثها وهي مدينة حية، حيث أنه وبسبب الظروف الإقتصادية الصعبة وظروف الإقفال بعد جائحة كورونا، ارتأت بلدية صيدا أن تجمع الجمعيات الأهلية على الرغم من محدودية الإمكانيات الموجودة، ومن موقعه كمنسق حث حجازي في الإجتماع الأول على ضرورة أن انتاج شيئ ما من لا شيئ واستجابت الجمعيات باكملها فتكونت مجموعة كبيرة من كافة الجمعيات الموجودة في المدينة بالإضافة إلى منظمات دولية كبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والكشاف ومجموعات شبابية مستقلة تعمل في موضوع الغذاء وما شابه ذلك.

 

حجازي أكد أنهم اتفقوا أن يضعوا برامج أسبوعية لشهر رمضان المبارك للقيام بنشاطات في المدينة واشراك كل جمعية لطرح نشاط خاص بها في ما ترتأيه أنسب لها وفق نطاق عملها، وبالتالي قام الجميع بتنسيق مجموعة نشاطات خاصة بهم وباللحم الحي، وقاموا بتحضير أجندة كاملة لهذه النشاطات، حيث قامت البلدية بالمساعدة في موضوع السلامة الغذائية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة والشيخ محمد منعم عبر دعوة أصحاب المطاعم والمحلات و اخضاعهم لدورة حول موضوع السلامة الغذائية وتم تأمين لباس موحد لهم يحمل شعار «صيدا ٦٠٠٠ عام من التراث الحي» بالإضافة إلى شعار المدينة الجديد الذي تم اعتماده مؤخراً بالتسنيق مع شركة ميد سيتز - برشلونة التي كانت تعمل على وضع استراتيجية سياحية لمدينة صيدا القديمة، كما تم الإتفاق على أسعار موحدة وتم تزويدهم بألواح خشبية أيضاً لكتابة الأسعار عليها بإستعمال الطباشير تفادياً لفروقات الأسعار مقابل الدولار.

 

حجازي أكد أيضاً البلدية كان لها دور في تجهيز خان الافرنج حيث تم تأمين مسرح وصوتيات وتم التواصل مع أصحاب المولدات الكهربائية لتأمين الكهرباء في أيام نهاية الأسبوع كنوع من الدعم ولو محدود من البلدية كما توصلت مع شركة كهرباء لبنان لزيادة ساعات التغذية لو ساعة أو إثنين مساءً وكذلك تم التواصل مع مصلحة المياه لتأمينها أيضاً بالإضافة إلى ايلاء النظافة حيّز كبير من الإهتمام وهو ما يسير على ما يرام بالتعاون مع شباب «البلد القديمة»، كما لم تنسى الإهتمام بموضوع الزينة الرمضانية في الساحات وتأمين عواميد إنارة تضاء على الطاقة الشمسية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي أمن ٨٠ لمبة إنارة وجمعية arec التي أمنت إنارة ساحة باب السراي.

 

وعن النشاطات تحدث حجازي عن مجموعات منوعة من حكواتي يتواجد اسبوعيا لقص حكايات عن أيام الزمن القديم في قهوة حكاية صيدا، بالإضافة إلى الرقص المولوي وسهرات طربية تليق بالاجواء الرمضانية في قهوة الزجاج التي تم ترميمها مؤخراً والتي سوف تنضم إلى برنامجها فرقة موسيقية صغيرة بدعم من البلدية أيضاً، وتوزع القهاوي والمطاعم من حول ساحة باب السراي والحلويات الرمضانية المميزة والقطايف لدى «أبو سيفو» المشهور في طريقة تقديمها.

 

أما فيما يتعلق بالتحديات، أكد حجازي أن الموضوع الأمني، بالإضافة إلى معضلة الكهرباء والمياه والنضافة، تحديات لا يمكن التغاضي عنها ولكن يجري متابعتها عن كثب لتذليلها بالإضافة إلى موضوع مواقف السيارات التي تم التنسيق مع المطرانية لحل معضلتها أيضاً. حجازي أكد أن هناك أيضاً تعاون وثيق مع مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة وجمعية visit saida لكنهم من إصدار برنامج نشاطات أسبوعي موحد بالإضافة إلى متابعة حثيثة معهم على الأرض والمشاركة في الحملة الإعلانية التي جذبت الناس من كافة المناطق إلى المدينة وعززت السياحة الداخلية وحركت العجلة الإقتصادية بعد ضغط رهيب تعرضت له على هذا الصعيد مؤخراً فأنتجت حركة ممتازة لدى المحلات الصغيرة التي كان ملاحظ انتعاشها في هذا المشروع من خلال الجولات المتكررة للبلدية للحرص على تمكين أهل المدينة القديمة والنهوض بهم.

 

 وعلى خط متواز، أكد حجازي مشاركة مؤسسات أخرى من خان صاصي، قصر دبانة، متحف عودة، مؤسسة شرقي، ومركز علا كما «لجنة الأعياد تجمعنا» أيضاً والتي تعمل على نشاطات مشتركة مع «صيدا مدينة رمضانية ٢٠٢٢» خصوصاً في ظل تزامن الأعياد المسيحية والإسلامية وبالتالي كان لهم حصة في البرنامج الأسبوعي للنشاطات وبشكل مميز أيضاً.

 

وعلى الصعيد الإنساني، أكد حجازي أن الفعاليات لم تنسى هذا الموضوع وكان هناك لجنة منبثقة عنها تعنى بتوزيع الوجبات الساخنة وقت الافطار للأشخاص الذين تم تسجيلهم على منصة مشتركة بين أكثر من جمعية ومبادرة لتفادي تكرار أسماء المستفيدين من قبل اليونيسف، سندك، كشاف المسلم، interact المواساة، أهلنا، وغيرهم بالتنسيق الدائم مع البلدية التي وضعت الداتا بتصرفهم أيضاً لنفس السبب الآنف الذكر.

 

في الختام أكد حجازي أن هذه الفعالية سوف تختتم بمسيرة «ليلة القدر» التي يشارك بها مختلف قطاعات الكشاف في المدينة (المسلم، الجراح، لبنان، التربية ... إلخ) وطبعاً بالتنسيق مع دار الافتاء اللبنانية وبدعم مالي من بلدية صيدا لهذا النشاط أيضاً.

 

إذاً هي السلطات المحلية التي سبق واكدنا على أهمية دورها في النهوض بالمجتمع إلى جانب الدولة ومؤسساتها، وعلى مدى الأثر الكبير الذي قد تحدثه إذا ما تحركت بشكل صحيح كما حصل في القرية الميلادية في البترون وكما يحدث اليوم في القرية الرمضانية في صيدا. للبلديات قدرات هائلة في إحداث الفرق على النطاق الأضيق في الوطن، ولكن ماذا عن مستحقاتها؟ وماذا عن صندوقها ودعمها؟ كما أن السؤال الأكبر يبقى أن ماذا عن دور وزارة الداخلية في دعم هذه السلطات وفي ايلاء دعمها الأهمية الكبرى ضمن خطة وطنية شاملة لإنعاش المجتمع المحلي؟

--------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار مدينة صيدا / «صيدا مدينة رمضانيّة ٢٠٢٢» ! إنجاز نوعي للبلدية

 

2022-04-13

دلالات: