الرئيسية / المرأة والمجتمع /من وحي رمضان /طُوبى لهؤلاء الصُوَّام

الصورة عن : موقع الدكتور جاسم المطوع

جريدة صيدونيانيوز.نت / طُوبى لهؤلاء الصُوَّام

صيدونيانيوز.نت/ من وحي رمضان /​طُوبى لهؤلاء الصُوَّام

 قال سبحانه وتعالى: { الذين آمنوا وعملوا الصالحات طُوبى لهم وحُسن مئاب } [الرعد:29]

 

فطوبى لصائم عرف فضل وقدر رمضان: شهر الخير والإحسان, والتجارة الرابحة مع الكريم الرحمن, فحرص أن تكون جميع أعماله قربةًً لله, فإن صام بالنهار أو قام في الليل فعل ذلك طاعةً للرحمن, لا محاكاة وتقليداً للأهل والخلان, قال رسول الله علية الصلاة والسلام: ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً, غُفر له ما تقدم من ذنبه, ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً, غُفر له ما تقدم من ذنبه ) [متفق عليه] وإن أكل أو شرب أو نام نوى بذلك تقوية بدنه على الصيام والقيام يرجو بذلك الثواب من الله. 

 

وطوبي لصائم صام الصيام الصحيح فصامت جوارحه الظاهرة عما حرم الله, فامتنع لسانه من الكلام الفاحش من كذبٍ وغيبةٍ ولغو, وغضَّ بصره عن النظر إلى الحرام, وصمَّ أذنيه عن سماع ما لا يحل, فصامت الأذن والعين واللسان قبل البطن والفرج, لأنه يعلم أنه لا يتم التقرب إلى الله تعالى بترك الشهوات المباحة في غير الصيام إلا بعد التقرب إليه بترك ما حرمه الله في كل حال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به, فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) [أخرجه البخاري]...

 

وطوبى لصائم اجتهد في الصيام والقيام وصالح الأعمال منذ بداية الشهر, فلما دخلت العشر, زاد اجتهاده ففي الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما, قالت: كانت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر, شدَّ مئزرهُ وأحيا ليلهُ وأيقظ أهلهُ, وفي رواية لمسلم عنها, قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره.

 

وطوبى لصائم أكثر في هذا الشهر من تلاوة القرآن, مجاهداً نفسه في تدبر وفهم ما يقرأ, عازماً أن لا يكون أخر العهد بتلاوة القرآن ختام الشهر, بل يوطن نفسه أن يبدأ بعد رمضان في تلاوته متدرجاً حتى يختم في الشهر ما استطاع من ختمات...فتلاوة القرآن تشفع لصاحبها عند الرحمن, قال رسول الله علية الصلاة والسلام: ( اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ) [أخرجه مسلم]...

 

وطوبي لصائم, جاد بما أعطاه الله في رمضان ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما, ( كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس, وكان أجود ما يكون في رمضان.) وقال عليه الصلاة والسلام: ( من فطر صائماً فله مثلُ أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء) [ أخرجه أحمد والترمذي] وطوبى أكثر إذا عزم أن يستمر في جوده وعطائه بعد رمضان, فيجود بما وهبه الله من: علم, ومال, وجاه, لنفع إخوانه ...

 

2019-05-19

دلالات: