الرئيسية / أخبار لبنان /الرئيس سعد الحريري /مشاورات مكوكية في بيت الوسط.. والحريري صامد في تصوره للحكومة المتوازنة

مشاورات مكوكية في بيت الوسط.. والحريري صامد في تصوره للحكومة المتوازنة(المستقبل)

جريدة صيدونيانيوز.نت / مشاورات مكوكية في بيت الوسط.. والحريري صامد في تصوره للحكومة المتوازنة

  جريدة صيدونيانيوز.نت/  أخبار لبنان / مشاورات مكوكية في بيت الوسط.. والحريري صامد في تصوره للحكومة المتوازنة

نهاية أسبوع حافلة باللقاءات والمشاورات أعادت بشكل ملحوظ تزخيم محركات التأليف ورفع منسوب التفاؤل بقرب بلوغ محطة التوافق المنشود على صيغة التشكيلة العتيدة. فبعد لقاء بعبدا الأخير بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، دخلت عملية التشاور الحكومي في مخاض مُتسارع غير متسرّع من “المبادرات” على أكثر من خط رئاسي وسياسي إيذاناً بدخول الحكومة غرفة الولادة المُرتقبة في أقرب الآجال الممكنة استكمالاً لمسيرة النهوض بالبلد واقتصاده.

وفي هذا الإطار، لفتت الانتباه المشاورات المكوكية التي أجراها الحريري في “بيت الوسط” خلال اليومين الأخيرين وبرز منها عصر السبت اجتماعه برؤساء الحكومة السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، واستعرض معهم الأوضاع المحلية والإقليمية مع التركيز على ملف تأليف الحكومة فكانت “وجهات النظر متوافقة حيال مختلف الملفات حيث أكد الجميع على أهمية التعاون مع الرئيس المكلف سعد الحريري والتضامن على دعمه في مهمته لتأليف الحكومة العتيدة وما يلي التأليف من مسؤوليات”. في حين استقبل الرئيس المكلّف ليل أمس رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل وعرض معه مستجدات الموضوع الحكومي واستكملا البحث إلى مأدبة عشاء أقامها الحريري على شرف ضيفه.

في الغضون، وفي ما يتصل بمسألة الحصة الدرزية في الحكومة العتيدة عُلم أنّ اجتماعاً عُقد خلال الساعات الأخيرة بين الوزير غطاس خوري والنائب وائل أبو فاعور تداولا خلاله في الصيغ المطروحة بشأن هذه المسألة، بينما زار خوري أول من أمس قصر بعبدا حيث أوضح بعد لقائه رئيس الجمهورية أنّ الاتصالات ستتكثف خلال الساعات القليلة المقبلة، متوقعاً في هذا السياق أن “تتعزز المناخات السياسية الإيجابية من خلال مبادرات ستتم خلال اليومين المقبلين على أمل أن تصب في مصلحة الإسراع في تشكيل الحكومة”.

تفاهم مع عون

وفي المقابل، تقول أوساط الرئاسة لصحيفة ”الحياة”، إن الرئيس عون “ليس في وارد ما يحكى عن وضع مهلة للحريري وعن البحث عن بديل له بفعل تأخير التأليف نتيجة عقد تمثيل “القوات” والتمثيل الدرزي ، وأن الرئيسين يتعاونان على تفكيك العراقيل إلى أقصى الحدود”. كما أن مصادر مطلعة على أجواء الحريري أوضحت لـ”الحياة”، أن سلوكه الحذر والهادئ يدل إلى أنه “يسعى إلى استيعاب الأمور وعمليات الضغط والابتزاز التي تحصل وإذا كان هناك من تهويل عليه عبر مواقف إعلامية وتصريحات من هنا أو هناك، فإنه لا يأخذ بها لعلمه الكامل بأن لا أفق لها، ولذلك يتابع إشاعة أجواء التفاؤل بإمكان حلحلة العقد. ولفتت المصادر إلى أن الحريري وغيره من المنغمسين في عملية التأليف يعتبرون أن كل التهويل والابتزاز الذي يحصل “سيصبح خلفنا بمجرد ولادة الحكومة فيتبين كم أن الضغوط لا مفعول لها”. وجاءت ملاحظة المصادر ذاتها على خلفية الاعتقاد بأن ولادة الحكومة “قد تقترب من خواتيمها من دون استبعاد وجوب التعاطي بحذر مع هذا الاستنتاج إذا أراد فريق ما الإبقاء على نمط العرقلة ووضع العصي في الدواليب”.

وعن اجتماعه برؤساء الحكومة السابقين أول من أمس قالت مصادر واكبت الاجتماع ، إن الرؤساء الأربعة اتفقوا على التكتم على مواضيع البحث، لكنها أوضحت مما توفر لديها من معطيات عما دار خلاله، لـ”الحياة”، أن الحريري عرض شريط الاتصالات التي أجراها من أجل معالجة العقد، وأن «لقاءه الأخير بالرئيس عون الخميس الماضي كان جيداً وأن لا مشكلة بينه وبين رئيس الجمهورية”.

وخرج الرؤساء الثلاثة السابقون بانطباع، وفق هذه المصادر بأن الحريري ملتزم مع رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” في شأن مطلبه حصر تسمية الوزراء الدروز الثلاثة، في حكومة يصر على أن تبقى ثلاثينية ولا تتعداها إلى 32 وزيراً، كما سبق أن اقترح رئيس “التيار الحر” الوزير جبران باسيل وكذلك الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الجمعة الماضي.

وأضافت المصادر أن الحريري كرر ما سبق أن أبلغه للرئيس عون بأنه لا يعقل تجاوز الحجم الذي حصلت عليه “القوات” في الإنتخابات التي لا بد من مراعاة تمثيلها على هذا الأساس، وهو صامد على اقتناعه بموقفه مما يسمى عقدتي تمثيل “القوات” و”الإشتراكي”. إلا أن المصادر لم تتوافر لديها معلومات عما إذا كان الحريري أبلغ رؤساء الحكومة السابقين بعدد الوزراء الذي يقترحهم لتمثيل “القوات”، وإن كان الانطباع الذي تكون لدى هؤلاء بأن مسألة الحقيبة السيادية لم تحسم بعد، كذلك مسألة نيابة رئاسة الحكومة المتنازع عليها بين “القوات” وبين عون و”التيار الحر”.

وفي سياق منفصل عن اجتماع رؤساء الحكومة السابقين، قال مصدر لصيق بمفاوضات تأليف الحكومة لـ”الحياة”، إن لقاء الوزير جبران باسيل أمس مع الحريري ثم اللقاء المنتظر بين الرئيس عون ورئيس “القوات” سمير جعجع ، سيحددان مدى الحلحلة للعقد القائمة. وأكد المصدر أنه بات على “التيار الحر” أن يراجع تشبثه بتقزيم حصة “القوات” الوزارية، التي وبحكم توافقها مع الحريري المقتنع بمطالبها، وتتفهمه في ذلك قوى أخرى منها الثنائي الشيعي، بات يصعب تحجيمها من قبل قيادة “التيار الحر”. فهي لن تقبل بأي تسوية على حسابها، والحريري لن يقبل بحكومة من دون حصة يعتبرها مقبولة لها ومن دون الأخذ بمطالب جنبلاط فيها.

2018-07-02

دلالات: